الإطار يحلل نتائج زيارة طهران ويبلور رؤيته لأجندة قمة بغداد
بغداد - يعقد زعماء وقيادات مكونات الإطار التنسيقي الشيعي اجتماعا حاسما غدا الاثنين بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يتصدر جدول أعماله تحليل معمق لنتائج زيارة وفد الإطار الأخيرة إلى طهران، واستعراض أبرز محاور أجندة مؤتمر القمة العربية المزمع انعقادها في بغداد الأسبوع المقبل.
ويكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة في ظل التداخل الزمني المحتمل للقمة مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مستوى التمثيل العربي وتأثير ذلك على مخرجات القمة.
وأوضح مصدر في الإطار لوكالة شفق نيوز، أن "قوى الإطار التنسيقي ستناقش خلال الاجتماع جملة من الملفات، أبرزها نتائج زيارة وفد الإطار إلى طهران، والملفات التي تم تناولها مع الجانب الإيراني، والتفاهمات الأولية بين الجانبين". والتي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.
وأضاف أن "الاجتماع سيتناول أيضا استعراض المحاور الرئيسية التي سيتم التشاور بشأنها مع الدول العربية وتنظيمها ضمن ورقة عمل رسمية تطرح خلال اجتماعات القمة العربية في بغداد، ومن بينها الاتفاق على إجراء حوار مع الدول العربية والغربية والولايات المتحدة الأميركية، لإعادة تشكيل الوضع الفلسطيني بما ينسجم مع مقررات الأمم المتحدة، والتأكيد على تضامن جميع الدول العربية مع حقوق الحكومة والشعب الفلسطيني في الدفاع عن أنفسهم ضد العدوان الإسرائيلي، مع ضمان فتح المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيود، وفي حال عدم الالتزام، سيتم اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لفرض قرارات تقيد إسرائيل من الاستمرار بحروبها".
وبيّن المصدر أن "قضية التنمية ستكون أيضا محورية بين الدول العربية ضمن الشراكات الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية والاقتصادية، إلى جانب توسيع مساحة المصالح المشتركة بما يخدم ويحقق مصالحها إزاء التحديات الراهنة".
وأشار إلى أنه "سيتم كذلك مناقشة مقترح زعيم تيار الحكمة بتشكيل غرفة أو مؤسسة دولية لمكافحة الإرهاب يكون مقرها العراق، مع حث الجميع على تفعيل شراكة فاعلة في هذا الإطار لإنهاء الإرهاب وخلاياه النائمة".
وفيما يخص التمثيل الرسمي للدول المشاركة في القمة، أكد المصدر أن "تمثيل الدول العربية الـ22 سيكون بمستوى عالٍ ورفيع جداً، ولم تعتذر أي دولة عن الحضور، بما فيها سوريا، ومن المرجح أن يحضر الرئيس أحمد الشرع، باعتبار أن مشاركته بالقمة ستكون بمثابة بوابة لشرعنة وجوده".
وفي وقت سابق السبت، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، لوكالة شفق نيوز، إن "الأنباء والمعلومات التي تحدثت عن رفض دول عربية المشاركة في اجتماع الجامعة العربية بغداد غير صحيحة".
وأضاف العوادي أن "كل الدول العربية أكدت حضورها لغاية الآن، ولم نبلغ بامتناع أي دولة عربية عن الحضور اطلاقاً".
وتأتي القمة العربية المرتقبة في بغداد في 17 من الشهر الجاري في ظل استعدادات عراقية مكثفة على المستويين الأمني والخدمي، حيث تسعى الحكومة العراقية إلى إظهار قدرتها على استضافة حدث بهذا الحجم والأهمية.
إلا أن تزامن انعقاد القمة مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، والتي تشمل دولا خليجية محورية مثل السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 مايو، يثير قلقا في الأوساط السياسية العراقية بشأن إمكانية تأثير ذلك على مستوى التمثيل الخليجي في القمة.
وقال الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي، في حديث لـموقع "بغداد اليوم"، إن زيارة ترامب "قد تتقاطع زمنيا بشكل مباشر مع انعقاد القمة ، ما قد يؤثر على مستوى تمثيل بعض الدول الخليجية، خصوصا إذا ما تزامنت الزيارة مع مشاورات اقتصادية وسياسية أو صفقات تتطلب حضورا مباشرا من قادة تلك الدول".
وبالنسبة للعراق، تمثل القمة العربية القادمة فرصة استثنائية لإعادة تثبيت بغداد كلاعب محوري على الساحة العربية بعد سنوات من التحديات والاضطرابات، ورسالة قوية بأن العاصمة العراقية لم تعد مجرد ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، بل مركزا يمكن أن يسهم في إنتاج توازنات جديدة تخدم مصالح المنطقة.
ورغم الاحتمالية الواردة لغياب بعض القادة نتيجة لتزامن الزيارتين، أكد التميمي أنه "لا توجد حتى الآن مؤشرات حقيقية على مقاطعة للقمة" مضيفا أن "العراق استكمل جميع الاستعدادات، ويحرص على ضمان مشاركة عربية واسعة باعتبارها فرصة لاستعادة الدور العربي الغائب".
وفي هذا المشهد السياسي المعقد، يجد العراق نفسه في موقع دقيق، يسعى من خلاله إلى إظهار قدرته على جمع الفرقاء العرب في لحظة تشهد انقسامات وتحديات مشتركة.
وتمثل القمة العربية في بغداد أكثر من مجرد فعالية دبلوماسية، فهي رهان استراتيجي للعراق على إعادة صياغة موقعه في الإطار العربي بعيدًا عن الاستقطابات الحادة.
وتواجه بغداد تحديا في الحفاظ على أهمية القمة في ظل التزامن مع الاهتمام الأميركي بالمنطقة، وسيتضح في الأيام المقبلة قدرتها على ضمان حضور خليجي رفيع المستوى وعدم الاكتفاء بتمثيل دبلوماسي قد يقلل من رمزية القمة وتأثيرها.