الإماراتي حمدان المنصوري يحصد لقب فارس المنكوس

منافسات برنامج المنكوس تختتم بالإطلالة الأخيرة للمتسابقين الستة مع ختام أمسيات المرحلة الرابعة من مراحل المنافسة.
عرض تقرير افتتاحي تناول مشاركة المتسابقين الستة من نخبة فرسان المنكوس الـ 18 الذين شاركوا في البرنامج
التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية

أحمد فضل شبلول

اختتمت منافسات برنامج المنكوس بالإطلالة الأخيرة للمتسابقين الستة مع ختام أمسيات المرحلة الرابعة من مراحل المنافسة للوصول إلى لقب فارس المنكوس الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، من على مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة والفنون وحاضنة الموروث أبوظبي، وخلف شاشات التلفزيون في أنحاء الوطن، عبر قناتي بينونة والإمارات، حيث تابع ملايين المشاهدين مجريات الحلقة الثامنة المباشرة، العاشرة ضمن حلقات البرنامج.
وكان استهلال الأمسية النهائية من البرنامج مع أداء بن عتيق المنصوري في إنشاد "طارج الونة" من ألوان الشعر الشعبي الإماراتي من كلمات الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان الأول، بمناسبة مئوية الشاعر سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيج الهاملي. تلاه عرض تقرير افتتاحي تناول مشاركة المتسابقين الستة من نخبة فرسان المنكوس الـ 18 الذين شاركوا في البرنامج.
وكانت إطلالة المتسابق الأول فيصل المري من السعودية منشداً من كلمات الشاعر علي بن محمد آل دحباش:
"طال صبري يا وليفي وانا قلبي حزين ** ومن صبر بالحزن ماله على صبره دوام
عزتي لمولع القلب من جر الونين ** لا ذكر شخصٍ تعايد مجيه والسلام
وفي تعليقه على أداء المتسابق، قال محمد بن مشيط المري إنّ مستواه في تصاعد من بداية البرنامج، حتى وصوله إلى الذروة في هذه الحلقة المصيرية، مشيداً بإبداع المتسابق في اللحن واختيار النص، بينما رأى شايع العيافي أنّه من أكثر الناس اقتناعاً بالقدرات الصوتية للمتسابق، وقد أدى في الحلقة بالشكل الذي تصوّره فيه حيث تجلى بقمة النضج والثقة وأدى فأطرب وتحكم باللحن والأداء. أما الدكتور حمود الجلوي فقد رأى أن فيصل المنافس اختلف عن فيصل السابق، مع دخوله الهادئ الجميل ثم تحويلته مع البيت الثاني، معتبراً أن هذا المنكوس الذي أداه المتسابق هو المنكوس الذي أراده عضو لجنة التحكيم، بجمعه بين الانطلاق من الأصل ثم التنويع في المسافات والإضافات، قائلاً له: "تستحق الجدارة في الوقوف على مسرح هذا البرنامج".

المتسابق الثاني كان هادي بن جابر المري من السعودية، حيث تألق في إنشاد كلمات الشاعر عبدالله بن عون:
عسى الله يوسع صدر من يرفع المنكوس ** يوسع صدور الناس لو يوجعه صدره
الاي مر بيت الشاعر المبدع المدروس ** وتوافق بمعناه آخر البيت مع صدره
وقد توافقت آراء أعضاء لجنة التحكيم على حسن أداء المتسابق، حيث قال محمد بن مشيط المري إنه أدى أداء الواثق وتلاعب باللحن كما شاء متفاعلاً مع هذا النص المتفرد مغرداً خارج السرب، أما الدكتور الجلوي فقد أشاد بثقة المتسابق ومنافسته ودخوله المتحدي،ـ مشيراً إلى أنه كان هادئاً من البداية كاسمه، لكنه قدّم الإضافات المتميزة في البيتين الثالث والرابع،  ولا عذر لأي متسابق. أما شايع العيافي فرأى أن المتسابق هو من الأسماء الثابتة من بداية البرنامج، وأنّ لديه تجربة وقدرة على الحفاظ على ثبات مستواه، بحضوره الجميل.
المتسابق الثالث كان سعد اليامي من السعودية، مع إنشاده أبيات الشاعر فلاح القرقاح:
يا وجودي وجد من شاب وحموله ثقال ** انطوى ياسه من انجاب قبلين الوجيه
من بعد ما كان منصى طحاطيح الرجال ** صار من مره تعداه ما سلم عليه
وأشار الدكتور حمود الجلوي إلى أن لدى المتسابق جمالية صوت وطول نفس وأن ملاحظته على اللحن غير الطربي الذي اختاره المتسابق، متوقعاً منه في بحثه عن السلطنة والطرب أن يقدّم لحناً طربياً، مع وجود ربكة في الأداء. أما شايع العيافي فاعتبر أن الأداء الذي قدّمه المتسابق غير مستغرب من شخص مثله، مشيداً بسيطرته على اللحن وبصمته الخاصة، قائلاً له: "تبقى من أجمل الأسماء في هذه المسابقة"، بينما اعتبر محمد بن مشيط المري أن المتسابق أدى أداء المتمكّن مع تقديمه أكثر من لحن في نص واحد، مشيداً بحضوره المتميز ونثره إبداعه على مسرح شاطئ الراحة.
المتسابق الرابع كان علي آل شقيّر من السعودية، منشداً من أبيات الشاعر محمد ابن شايق:
يا شاكي على دنياك شبعان من دنياي ** لا تشكي علي فيني همومٍ تكفيني
تصبر على بلواك واصبر على بلواي ** أنا لو ما اكتم عبرتي من يناحيني
وفي تعليقهم على أداء المتسابق، أشار شايع العيافي إلى أنه أدى أداء يمثل امتداداً لأداء زملائه في الحلقة، مشيداً باختيار النص والثقة في الأداء والحضور الجميل الذي تبحث عنه لجنة التحكيم والقائمون على البرنامج، أما محمد بن مشيط المري فاعتبر أن المتسابق مبدع عوّض في هذه الحلقة حضوره في الحلقة السابقة، فأداؤه متوازن واثق من نفسه وخصوصاً مع تجليه في البيت الثالث، بينما أشار الدكتور حمود الجلوي إلى أن المتسابق كان يبالغ في الإضافات في الحلقات السابقة إلا أنه اليوم أسمعهم الصوت الصافي مضيفاً إحساسه الواضح وخصوصاً في تنقله من البيت الثالث إلى البيت الرابع.
ناصر الطويل من السعودية كان المتسابق الخامس في إطلالته المتألقة مع أبيات الشاعر عيدان بن راجس الهواملة:
حنيني حنين مصدر عشقه بثنين ** مع رملةٍ فيها مذب ومحوالي
على جادلن حبه ملكني ثمان اسنين ** وعقب الثمان ابعد علي وانكسر حالي
وتعليقاً على أداء المتسابق، قال محمد بن مشيط المري إنّه صاحب أداء وإتقان وطول نفس، غذى مسامع أعضاء لجنة التحكيم والجمهور بصوته، كما إنه كان موفقاً في اختيار اللحن ليقدم في الحلقة المنكوس الحقيقي، أما الدكتور حمود فقال إن هذا المساء استثنائي، مشيداً بتنويع المتسابق في أدائه بين الارتفاع والنزول كأنه يعطي بالملم، قائلاً: "إن الإنسان الطربي صاحب الأذن الموسيقية يفهم ما قدّمته اليوم"، معتبراً أن هذا الأداء المتميز صار سمة من سمات برنامج المنكوس. وأشار شايع العيافي إلى أن المتسابق أطربه بجمال أدائه وتقاسيم اللحن ومسافاته قائلاً له: "إنك تعطي الأداء حقه بما يليق بوقوفه هنا واسمه"، معبراً عن عجزه في التعبير ووصف حالة الإبداع التي مثلها المتسابق.

المتسابق السادس والأخير في منافسات الحلقة النهائية من برنامج المنكوس كان حمدان بن محمد المنصوري من الإمارات، والذي تألق في أداء أبيات الشاعر سيف سالم المنصوري:
أنا مذهبٍ قلبٍ غشيم عليه وسوم ** تلوى على الأضلاع وقفه وخلاها
توحش من الخلان ما له بها ملزوم **  تباعد مسيره لين ما عاد طراها
وفي تعليق أعضاء اللجنة على أداء المتسابق، كانت تهنئة الدكتور الجلوي له على التركيز في ظل الحماس الزائد من الجمهور في مسرح شاطئ الراحة، قائلاً له: "اليوم أنت في مستوى ثابت تتنقل فيه، سابقاً كانت هناك ربكة في أدائك أما اليوم فلا، اليوم الإعداد والتدريب واضح، تألقت في الدخول في البيت الثالث بحضور وإحساس وقوة". أما شايع العيافي فأشاد بأداء المتسابق معتبراً أنه في هذه الحلقة خرج من الإطار الموحد لمشاركاته السابقة، وقال: "دخلت على الصوت العالي ونزلت على القرار بعكس زملائك، هذا كان انعكاس الثقافة التي اكتسبتها خلال البرنامج، صوتك جميل وحضورك جميل وامتداد لجمال مشاركتك"، أما محمد بن مشيط فقال: "كما قلتها لك مرارا منذ بداية البرنامج، رغم صغر سنك قدرت على أن تجاري من أهم أكبر منك سناً وخبرةً، فعلاً كنتَ ختام مسك الحلقة، أطربتنا وكان أداؤك في قمة الروعة بأسلوبك الخاص".
بعد ذلك قام الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بتكريم الفائزين الستة، يرافقه اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، وأعضاء لجنة تحكيم البرنامج. 
وقد توزعت درجاتهم المتسابقين على النحو التالي: الفائز بالمركز السادس فيصل المري بمجموع 56%، والفائز بالمركز الخامس سعد اليامي بمجموع 58%، والفائز بالمركز الرابع هادي بن جابر المري بمجموع 59%، والفائز بالمركز الثالث ناصر الطويل من السعودية 64 %، بينما جاء بالمركز الثاني علي محمد آل شقيّر بمجموع 65%، أما المركز الأول فكان من نصيب حمدان المنصوري من الإمارات بمجموع 70 %.