الإمارات ترى في الدولة الوطنية العادلة ملاذا للشعوب العربية

قرقاش يرى ان المظاهرات صرخة ضد الطائفية وضد الانتماءات الحزبية التي تتدثر بالدين ودعوة الى بناء دولة قوية في مواجهة التدخلات الأجنبية.

ابوظبي - أثارت الاحتجاجات التي تشهدها عدد من الدول العربية على غرار العراق ولبنان والجزائر وقبل ذلك السودان اهتمام عدد من المسؤولين العرب خاصة وان مطالبها الاساسية تتفق على هدف واحد وهو تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد ومواجهة الطائفية والتدخلات الأجنبية.
وعلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش على المظاهرات المتتالية في المنطقة قائلا انها في النهاية إستغاثة إنقاذ "لعودة الدولة الوطنية القوية والعادلة".
ويرى قرقاش ان المظاهرات في عدد من الدول العربية هي في النهاية صرخة ضد الطائفية وضد الانتماءات الحزبية التي تتدثر بالدين.

ويرى متابعون ان الوزير قرقاش قد وضع يده على الجرح في المنطقة العربية وكشف الداء واعطى الدواء والترياق والذي يتمثل اساسا في التمسك بالدولة لوطنية المدنية والعادلة القادرة على مواجهة التحديات والتصدي للفتنة والتدخلات الخارجية اضافة الى الفساد المستشري.
والدولة الوطنية التي يراها قرقاش هي الدولة القوية البعيدة عن نفوذ الجماعات التي تتدثر باسم الدين للوصول الى السلطة والتحكم في مصائر الناس او الجماعات التي تقدم الولاء للاجنبي على الولاء للوطن ومصالحه.
وبعض الدول التي تشهد مظاهرات كالعراق ولبنان ضعف فيها الحس الوطني مقابل التدخلات الاجنبية بدعم مجموعات ترتبط مصالحها ببعض الدول التي لا تريد الخير للمنطقة.
وكلما تراجع الحس الوطني وتراجعت الدولة القوية العادلة اشتد نفوذ نلك الجماعات والعكس صحيح والتجربة اللبنانية من خلال حزب الله وتحذيراته للمحتجين وتمسكه بالحكومة التي تلقى معارضة من الشارع إضافة الى التجاوزات التي ارتكبتها ميليشيات عراقية موالية لإيران ضد المتظاهرين خير دليل على ذلك.
لكن المتظاهرون في العراق ولبنان تجاوزوا حدود الصراعات الطائفية وصعدت الشعارات الوطنية في مقابل الشعارات الحزبية والفئوية وشهد اللبنانيون كيف ان المسيحيين والسنة والشيعة والدروز كانوا جنبا الى جنب.

المظاهرت في لبنان
مظاهرات في عدد من الدول العربية تجاوزت حدود الطائفية

ويرى قرقاش ان الدولة التي تبنى على الكفاءة والقدرة على تسيير شؤون الناس هي الدولة الناجحة والعكس صحيح.
ودولة الامارات تعتبر من الدول الناجحة القليلة في منطقة تشهد حروبا وصراعات وفوضى نظرا لحكمة قادتها وقدرتهم على تلبية مطالب الشعب وتحقيق الرفاه في مختلف المجالات خاصة في المجال الاقتصادي.
وتجاوزت الإمارات حدود الاقتصاديات التقليدية حيث حجزت الدولة مكانتها بكل اقتدار على خارطة الدول الريادية عالميا في استثمارات قطاع الفضاء ضمن جهود دعم برنامجها للصناعة الفضائية والذي اعتمد على رؤية قيادية ثاقبة تتمثل في عدم انتظار المستقبل.
والإمارات كذلك رائدة في مجال دعم التسامح بين مختلف الاديان والطوائف حيث احتضنت الدولة أول قداس لبابا الفاتيكان في الجزيرة العربية في إطار دعم الحوار بين الأديان ونشر ثقافة الحوار.
وبسبب هذه الجهود تحولت الإمارات الى نموذج حقيقي لدولة ناجحة تدعو للرفاه والتقدم وترفض دعوات التفتيت والتقسيم والتطرف إضافة الى التدخلات الخارجية 
لكن الإمارات تحولت كذلك الى هدف لدعوات جماعات الفتنة والتقسيم بسبب نجاحها وريادتها إضافة الى دورها الفعال في مكافحة التطرف.
وفي هذا الإطار كتب قرقاش في تغريدة على تويتر ان "استهداف الإمارات منطق العاجز والبديل لهؤلاء هو معالجة قصور الذات وفشل التجارب" مضيفا ان الإمارات ماضية في طريقها.
ويرى قرقاش ان "الإمارات يقودها قادة مخلصون ومواطنون منتجون ومثابرون، وسيستمر نهجنا في بناء وتعزيز نموذج واعد في المنطقة ينافس عالمياً".