الإمارات تكمل تحميل الوقود في المحطة الرابعة للطاقة النووية السلمية

إستراتيجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تركز على تعزيز استثمارات الدولة في قطاع الطاقة النووية وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة مع بداية تشغيل المحطة الرابعة في عام 2024.

أبوظبي - أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إتمام عملية تحميل الوقود في مفاعل المحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية، وفق متطلبات اللوائح المحلية والمعايير العالمية، بعد صدور رخصة تشغيل المحطة الرابعة للذراع التشغيلية للمؤسسة "شركة نواة للطاقة" من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو التشغيل الكامل لمحطات براكة الأربع التي تعد أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في المنطقة.

وتنتج المحطات الثلاث في براكة التي تم تشغيلها على نحو تجاري خلال ثلاث سنوات أكثر من 30 تيراواط في الساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية على مدار العام.

وقد بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الرابعة في براكة أول سبتمبر من العام 2015، بعد ثلاث سنوات من اكتمال المحطة الأولى، وقد أثبتت تقارير التجارب والاختبارات العملية التي نشرتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية سابقاً أنها تواصل العمل بأمان وثبات منذ ذلك الحين وشهدت تقدما متواصلا منذ ذلك الحين.

وفور تشغيل المحطة الرابعة تجارياً، ستعمل على رفع إجمالي قدرة إنتاج الكهرباء النظيفة في محطات براكة إلى 5.6 غيغاواط، ما يوفر أكثر من 40 تيراواط من الكهرباء النظيفة لشبكة كهرباء دولة الامارات كل عام وهو ما يعادل 25 بالمئة من احتياجات الدولة من الكهرباء، إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية، السبب الرئيسي لظاهرة التغير المناخي.

وستقوم فرق التشغيل في محطات براكة بتنفيذ برنامج شامل للاختبارات، قبل بداية تشغيل مفاعل المحطة الرابعة، حيث تجري كافة الاختبارات تحت الإشراف المستمر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وبعد ربط المحطة الرابعة بشبكة كهرباء الدولة، ستواصل فرق التشغيل عملية رفع مستويات الطاقة في المفاعل تدريجياً، والتي تعرف باسم "اختبار الطاقة التصاعدي"، حيث ستتم مراقبة واختبار كل مرحلة من مراحل الاختبار بشكل مستمر حتى الوصول إلى الحد الأقصى لإنتاج الكهرباء، والذي يعقبه التشغيل التجاري للمحطة بعد عدة أشهر، وذلك وفق المتطلبات التنظيمية المحلية وأعلى معايير السلامة والجودة العالمية.

ومع بداية تشغيل المحطة الرابعة في عام 2024 كما هو مخطط، تركز إستراتيجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تعزيز استثمارات الدولة في قطاع الطاقة النووية، والتعاون بشكل وثيق مع الشركاء العالميين الرئيسيين وشركات التكنولوجيا لاستكشاف واختيار التكنولوجيا المناسبة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة.

وتضم محطات براكة، أربعة مفاعلات من طراز "APR-1400"، مما يجعلها واحدة من أكبر منشآت الطاقة النووية على مستوى العالم.

وأطلقت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مؤخراً "البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية"، الذي يهدف إلى تطوير واستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع الطاقة النووية، الأمر الذي يعزز الدور الريادي للإمارات في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد المناخي.

ومع اقتراب محطات براكة من التشغيل الكامل، تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية جهودها على تقييم أحدث التقنيات في مجالات المفاعلات المصغرة والمفاعلات الأصغر حجماً، لإنتاج البخار والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى الحرارة المستخدمة في العمليات الصناعية، ومن أجل ذلك، تتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مع الشركاء المحليين لتحديد سبل استخدام هذه التقنيات المتقدمة، ومع الشركاء حول العالم لاختيار التكنولوجيا والتعاون في تنفيذ المشاريع المرتبطة بها.

وسبق أن أكدت المؤسسة أن "نتائج نحو 200 اختبار فردي للمرحلة الأخيرة أظهرت أن كافة الأنظمة تعمل وفق أعلى معايير الجودة والسلامة ضمن ظروف التشغيل الاعتيادية، فيما تم التحقق من أداء كافة الأنظمة الرئيسية في وضع التشغيل الكامل، لكن من دون استخدام الوقود النووي".

وكشفت المؤسسة أن "الاختبارات تضمنت على وجه الخصوص، اختبار صمام أمان جهاز الضغط، وقياس تدفق نظام سائل تبريد المفاعل، وكذلك اختبار نظام التوربينات الرئيسي، الأمر الذي أكد على أن المكونات والأنظمة الرئيسية للمحطة تعمل وفق التصميم، وتفي بجميع متطلبات التشغيل الاعتيادي".