الإمارات تلقي بثقلها لإنهاء سنوات من الصراع الدموي في أفغانستان  

قرار نقل مقر الاجتماعات من الدوحة إلى أبوظبي يسلط الضوء على جهود الإمارات والسعودية في إرساء السلام في أفغانستان بعد أن وصلت كل المفاوضات السابقة إلى طريق مسدود.

نقل ملف المفاوضات الأفغانية من الدوحة إلى أبوظبي يكسر جمود المحادثات المتعثرة
دفع إماراتي لجهود السلام الأفغانية
دبلوماسية إماراتية هادئة وواقعية في حلّ الأزمة الأفغانية
ممثلون عن السعودية وباكستان والإمارات يشاركون في المحادثات الأفغانية

كابول - استضافت دولة الإمارات اليوم الاثنين محادثات بين ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية ومسؤولين أميركيين في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية للاتفاق على أساس لعقد محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما.

وقال دبلوماسيون غربيون، إن قرار نقل مقر الاجتماعات من الدوحة لأبوظبي يسلط الضوء على جهود الإمارات والسعودية لإرساء السلام في أفغانستان.

وانتهت كل محادثات السلام التي استضافتها قطر منذ فتحها مكتبا للحركة المتشددة في العام 2011، إلى طريق مسدود.

وتواجه الدوحة اتهامات بالتورط في دعم وتمويل الإرهاب ما ألقى بظلال ثقيلة على دورها في محادثات السلام الأفغانية.

وفي المقابل تنتهج الإمارات دبلوماسية هادئة وواقعية في مثل هذه الملفات ومن المتوقع أن يشكل نقل ملف المفاوضات الأفغانية إلى أبوظبي قفزة في جهود إحلال السلام المتعثر.

وفيما يتعلق بدور السعودية الداعم للجهود الإماراتية، من المتوقع أن تنسق الرياض مع إسلام أباد لممارسة دور ايجابي في حلحلة الأزمة وقد أبدت باكستان بالفعل استعدادها لبذل ما يلزم لإنجاح مفاوضات السلام الأفغانية.

واكدت حركة طالبان أن ممثلين عنها اجتمعوا مع مسؤولين أميركيين في الإمارات اليوم الاثنين.

وقال المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد، إن ممثلين للسعودية وباكستان والإمارات يشاركون أيضا في المحادثات التي تأتي بعد اجتماعين اثنين على الأقل بين ممثلين عن طالبان ومبعوث السلام الأميركي الخاص زلماي خليل زاد في قطر.

وأحجمت السفارة الأميركية في كابول عن تأكيد عقد أي اجتماعات، فيما تأتي الاجتماعات مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الصراع الأفغاني على الرغم من رفض طالبان حتى الآن التعامل بشكل مباشر مع الحكومة المعترف بها دوليا في كابول والتي تعتبرها غير شرعية ومفروضة من الخارج.

وتقول طالبان إن وجود القوات الدولية في أفغانستان هو العقبة الرئيسية أمام السلام. وتسعى الحركة لإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية بعد الإطاحة بها من الحكم في 2001.

رغم تسارع وتيرة جهود السلام، تواصل القتال في أفغانستان مخلفا عددا كبيرا من القتلى والمصابين من الحركة المتشددة ومن القوات الأفغانية

ورغم تسارع وتيرة جهود السلام، تواصل القتال وخلف عددا كبيرا من القتلى والمصابين من الجانبين.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأفغانية لم تشارك بشكل مباشر في المحادثات، قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمدالله مهيب، إن فريقا من كابول التقى مع مسؤولين أميركيين وسعوديين في الإمارات يوم الأحد.

وشكل غني فريقا للتفاوض بشأن السلام مع طالبان، لكن الحركة قالت في بيان اليوم الاثنين إن قادتها "لا يخططون" للقاء ممثلي الحكومة الأفغانية في الإمارات.

وقال المتحدث باسم طالبان في بيان "ستُجرى المحادثات في الإمارات مع المبعوث الأميركي في حضور ممثلي بعض الدول الأخرى".

وإضافة إلى الاتصالات المباشرة مع طالبان كثف مسؤولون أميركيون جهودهم للحصول على دعم دول من بينها باكستان والسعودية لهذه الجهود.

وتتهم واشنطن إسلام أباد بلعب دور سلبي وباحتضان جماعات متشددة من بينها شبكة حقاني التي تبنت مرارا المسؤولية عن اعتداءات إرهابية في كابول.

وعرضت السعودية في الأشهر الماضية حزمة إنقاذ قيمتها ستة مليارات دولار على إسلام أباد فيما تحاول باكستان وقف تدهور وضعها المالي.

وقال دبلوماسي غربي بارز في كابول "في مرحلة التحول هذه إذا قالت السعودية لباكستان أن تدعم عملية السلام الأفغانية فلا يمكن أن تتجاهل إسلام أباد ذلك".

وتوترت العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد منذ فترة طويلة بسبب اتهامات لباكستان بدعم جماعات مسلحة في أفغانستان وهو اتهام تنفيه الحكومة الأفغانية.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب هذا الشهر دعم باكستان لدفع عملية السلام الأفغانية.

وقال أعضاء بارزون في طالبان في أفغانستان إن المحادثات ستستمر لثلاثة أيام. وسيحضر المحادثات مسؤولون من طالبان من المقر السياسي للحركة في قطر واثنان من ممثلي الملا يعقوب الابن الأكبر لمؤسس طالبان الملا محمد عمر.