الإمارات تنضم لتحالف الأمن البحري

توافق في الرؤى بين السعودية والإمارات على أهمية التحالف في تحقيق الأمن البحري للخليج ومضيقي هرمز وباب المندب وبحر عمان.

ابوظبي – أعلنت الإمارات الخميس انضمامها  إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، وذلك وسط توتر متصاعد بعد سلسلة من الهجمات على منشأت وسفن للنفط في الخليج يشار فيها دائما الى تورط ايران.
وأطلقت الولايات المتحدة فكرة تشكيل هذه القوة البحرية الدولية في حزيران/يونيو. وتقضي الفكرة بأن تتولّى كل دولة مواكبة سفنها التجارية مع دعم من الجيش الأميركي الذي يؤمن المراقبة الجوية وقيادة العمليات.
ويبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس في ابوظبي عواقب الهجوم على منشأتي النفط في السعودية بالاضافة الى طرق أليات تعزيز الامن البحري في الخليج.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان ان الامارات قررت الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية.
ونقلت وكالة انباء الإمارات عن سالم الزعابي مدير إدارة التعاون الأمني في وزارة الخارجية الإماراتية قوله إن انضمام الإمارات لهذا التحالف الدولي يهدف إلى مساندة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية وضمان أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين.

نحو إبحار آمن لضمان حرية الملاحة والتجارة وحماية مصالح الدول المشاركة التحالف

واضاف ان هذا التحالف يهدف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة فيه بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات.
وتغطي منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن الملاحة في الخليج مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع السعودية بيانا مماثلا الأربعاء، مشددة على أن مشاركتها في القوة البحرية تهدف إلى "مساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية".
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الشهر الماضي أنّ بلاده ستنضمّ إلى القوة البحرية.
كما اعلنت بريطانيا والبحرين انضمامها للتحالف الأمني البحري. وتجري واشنطن مباحثات مع حوالي ستين دولة لاقناعها بالمشاركة في القوة الأمنية. 
ولا ينفك التوتر يتصاعد في المنطقة منذ انسحاب ترامب في أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في إطار حملة "الضغوط القصوى" ضدّها.
وردّت إيران على خطوة ترامب بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق.
وكاد الوضع يخرج عن السيطرة في الأشهر الأخيرة مع وقوع هجمات ضدّ سفن شحن في منطقة الخليج، وإسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية، واحتجاز ناقلات نفطية.
وبلغ التوتر مستويات غير مسبوقة السبت مع تعرّض أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق السعودية لهجوم، تسبب بخفض الإنتاج السعودي.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم طهران، مسؤوليتهم عن الهجوم قائلين إنّهم نفّذوه بطائرات من دون طيار، لكن واشنطن أفادت بأنها مقتنعة بان العملية انطلقت من إيران التي نفت ذلك.

اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي

وأكّد بومبيو في مستهلّ زيارة للسعودية الأربعاء أن الهجوم هو "عمل حربي" شنّته إيران وليس المتمرّدون الحوثيون.
ويصل بومبيو إلى أبوظبي قادما من جدة حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي اعتبر أنّ الهجوم يشكل اختبارا حقيقيا لإرادة المجتمع الدولي.
وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية مورغان أورتاغوس، فقد اتفق الطرفان خلال اللقاء على أن الهجوم "غير مقبول"، وأنّه "لم يهدد الأمن القومي السعودي فحسب، بل حياة الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة أيضا، وكذلك إمدادات الطاقة العالمية بشكل عام".
وبحثا أيضا "ضرورة اتحاد المجتمع الدولي لمواجهة التهديد المستمر الذي يمثله النظام الإيراني، واتفقا على ضرورة محاسبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني والمتهور والتهديدي المستمر".
وهدد المتمردون بشن هجمات ضد الإمارات، مؤكدين أن لديهم "عشرات الأهداف" منها في أبوظبي ودبي.
والإمارات عضو في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وسبق أن هدد المتمردون بضرب أهداف في الإمارات، كما أعلنوا استهداف مطاري أبوظبي ودبي، وهو ما نفته السلطات الإماراتية.