الإمارات تنضم للمشروع الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر

أبوظبي خامس الشركاء في المشروع الذي سيكون أهم الإنجازات العالمية في القرن الحادي والعشرين.

أبوظبي - أعلنت الإمارات الأحد، انضمامها لمشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway”، بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر ضمن المشروع.

وقال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن بلاده تنضم للمشروع “الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر للنزول على سطحه وجعله قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ”.

وعبر الشيخ محمد بن زايد عن "فخره بالمؤسسات والكوادر الوطنية التي تسهم في تحقيق طموحاتنا في مجال الفضاء"، مؤكدا مواصلة دعمهم لتحقيق مزيد من النجاحات في هذا المجال وتعزيز مشاركة الإمارات في المهام والفعاليات الدولية فيه، بما يصب في صالح التنمية المستدامة للدولة والعالم أجمع.

وتعد الإمارات خامس الشركاء في المشروع الذي سيكون أهم الإنجازات العالمية في القرن الحادي والعشرين، من خلال الانضمام لمشروع بناء محطة الفضاء، أول محطة قمرية في تاريخ .

وتحقق الإمارات هذا الإنجاز بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، عبر مشاركتها في تطوير وحدة معادلة الضغط، قفزة نوعية جديدة ضمن الاستراتيجية الهادفة إلى ترسيخ الحضور الإماراتي الفاعل والمؤثر عالميا في جميع مجالات علوم الفضاء وتقنياته.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن المحطة ستعمل كمركز محوري للبحث العلمي المتقدم كونها تسمح بدراسة جيولوجيا القمر والفيزياء الفلكية وآثار الحياة في الفضاء.

وسيسهم هذا الإنجاز في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجال استكشاف الفضاء عالميا، وذلك انطلاقا من أهمية محطة الفضاء القمرية، والتي تشكل بوابة المستقبل للاستكشافات العلمية الفضائية، حيث ستعمل المحطة كمركز محوري للبحث العلمي المتقدم كونها تسمح بدراسة جيولوجيا القمر والفيزياء الفلكية وآثار الحياة في الفضاء لمدة طويلة ما يسهم بشكل كبير في تطوير فهم متكامل ومعمق حول علوم الفضاء.

وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد؛ إذ يبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار.

وقال السيناتور بيل نيلسون، رئيس وكالة الفضاء الأميركية "ناسا": إنجازات #الإمارات في مجال الفضاء ألهمت العالم، وفخورون بانضمامها إلى مشروع محطة الفضاء القمرية من أجل مستقبل استكشاف الفضاء، وستصمم وتطور وتشغل "بوابة الإمارات" وهي وحدة معادلة الضغط ضمن المحطة.

ستشهد عملية تطوير وحدة معادلة الضغط 5 مراحل مختلفة، وأولى تلك المراحل هي مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لغرفة معادلة الضغط، ثم مرحلة التصميم، ويتم خلالها وضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها.

وتشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة غرفة معادلة الضغط بشكل صارم، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الإطلاق، وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها في محطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل، والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بغرفة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء هام من المحطة.

انجاز إماراتي تاريخي
انجاز إماراتي تاريخي

وستحصل الإمارات على مقعد دائم في المحطة، وإسهامات علمية لبرنامج استكشاف القمر والفضاء، "وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية".

ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول أجزاء المحطة إلى القمر في عام 2025، في حين من المتوقع إطلاق وحدة معادلة الضغط والتي تسمى "بوابة الإمارات" في عام 2030.

وتشكل محطة الفضاء القمرية أول محطة فضاء تدور حول القمر؛ وستوفر وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه. كما تسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات التواصل مع القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني.

كما تنبع أهمية المشروع كون المحطة بمثابة نقطة انطلاق للبعثات الفضائية إلى القمر والمريخ، حيث ستوفر منصة للتجميع والتزود بالوقود وإطلاق الرحلات الفضائية طويلة الأمد، الأمر الذي سيعزز استقرار المهام ورفع مستوى كفاءتها.

ومع فترة تشغيل تمتد لمدة 15 عاما، تعد المحطة قوة دعم مستدامة لاستكشاف الفضاء، حيث تضمن مدة التشغيل طويلة الأمد استمرار علميات البحث والتطوير المستمر في مجال مهمات الفضاء واستكشاف الكواكب.

وقال حمد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي "انضمامنا إلى هذا المشروع الرائد، من خلال محطة الفضاء القمرية يشكل فصلاً جديدًا في مسيرة الإمارات لاستكشاف الفضاء".

وكان رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي قد عاد إلى الأرض قادما من على متن محطة الفضاء الدولية في أيلول/سبتمبر الماضي عقب إنجازه لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب بنجاح، والتي امتدت لـ 6 أشهر.