الإمارات تعزز سلاحها الجوي بمسيّرات من تركيا
أنقرة - عززت دولة الإمارات أسطول سلاحها الجوي بمسيرات من تركيا، فيما يأتي هذا التطور على وقع تقارب بين البلدين بعد سنوات من التوتر وفي الوقت الذي تعمل فيه أبوظبي على تحسين أداء قواتها الجوية في ظل الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.
وقال مصدران تركيان إن شركة التكنولوجيا الدفاعية التركية بايكار سلمت الإمارات 20 طائرة مسيرة مسلحة هذا الشهر ويمكن أن تبيع المزيد، مع تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين السابقين بدرجة تسمح بإبرام عقود في المجال العسكري.
وارتفع الطلب الدولي على طائرات بايكار المسيرة بعد تأثيرها في الصراعات في سوريا وأوكرانيا وليبيا، إذ ساعدت قنابلها الموجهة بالليزر الخارقة للدروع في صد هجوم شنته قوات مدعومة من الإمارات قبل عامين.
واختبرت تركيا على مدى السنوات الماضية مسيّراتها في ساحات خارجية كانت قد تدخلت فيها عسكرية وحسمت معارك لصالح حلفائها على غرار وقفها هجوما بدأته قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في مواجهة حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج حينها والذي كان يحظى بدعم أنقرة.
كما اختبرت تركيا فاعلية مسيراتها في سوريا حيث تنفذ ضربات من حين إلى آخر على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. ثم جربت فاعلية مسيراتها في نزاع قره باغ وحسمت المعركة لصالح حليفتها أذربيجان في مواجهة القوات الارمينية.
وكان آخر اختبار لتلك المسيرات في الحرب الروسية في أوكرانيا حيث تمكنت القوات الاوكرانية من وقف زحف القوات الروسية على العاصمة كييف وألحقت خسائر فادحة بقوات الجيش الروسي في بداية الحرب في فبراير/شباط الماضي.
وتقول مصادر عسكرية إن الإمارات وحليفتها السعودية تأملان الآن في الاستفادة من تقاربهما مع تركيا لمواجهة التحدي الأمني المتزايد من إيران والقوات التي تعمل بالوكالة لصالحها.
وتعرض البلدان الخليجيان لهجمات بطائرات مسيرة على مدن ومنشآت نفطية اتهما مسلحي الحوثي المتحالفين مع إيران في اليمن بالمسؤولية عنها.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن أبوظبي والرياض تتفاوضان للحصول على طائرات مسيرة من طراز بيرقدار تي.بي 2 من أنقرة. وقال المصدر "تقرر خلال المفاوضات مع الإمارات تسليم 20 طائرة مسيرة مسلحة سريعا"، مضيفا أنه تم نقلها في وقت سابق هذا الشهر.

وأكد مسؤول تركي كبير أن بلاده سلمت بعض الطائرات المسيرة للإمارات التي تطلب الحصول على المزيد. وقال المسؤول إن السعودية ترغب أيضا في شراء طائرات مسيرة مسلحة وإنشاء مصنع لإنتاجها.
وقال المسؤول إن شركة بايكار تدرس الطلب السعودي لإنشاء مصنع، لكنه أوضح أن القرار الاستراتيجي يعود للرئيس رجب طيب أردوغان وأن هناك قضايا أخرى، مثل الاستثمارات السعودية في تركيا "لا تتحرك بأسرع ما يمكن".
ولم تعلق بايكار ولا وزارة الخارجية الإماراتية ولا مكتب الاتصال الحكومي السعودي على تلك المعلومات. كما لم تعلق وزارة الدفاع التركية ومجموعة الصناعات الدفاعية الحكومية على تلك الأنباء.
ويقول محللون إنه بالنسبة لأردوغان الذي يواجه انتخابات صعبة العام المقبل مع تزايد التضخم وتراجع الليرة التركية، كان احتمال تدفق الاستثمارات الخليجية وتعزيز النقد الأجنبي هدفا رئيسيا للمصالحة السياسية.
وتبني الشركة منشآت الإنتاج الأخرى الوحيدة لها خارج تركيا في أوكرانيا، حيث ساعدت طائرات بيرقدار تي.بي 2 المسيرة في تقويض التفوق العسكري المهيمن لروسيا في الأسابيع التي أعقبت الغزو في فبراير/شباط.
وساعدت نجاحات بايكار في ساحة المعركة الشركة على قيادة الصادرات العسكرية التركية المربحة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة خلوق بيرقدار، الذي يديرها مع شقيقه سلجوق -صهر الرئيس أردوغان، الشهر الماضي إن بايكار وقعت عقود مع 22 دولة لتصدير الطائرات المسيرة تي.بي 2.
وصرح لمؤسسة خدمات عسكرية أوكرانية في أغسطس/آب بأن الشركة تنتج حاليا 20 طائرة (بيرقدار تي.بي 2) شهريا، وأن دفتر الطلبيات لهذا الطراز وغيره من الطائرات المسيرة ممتلئ لثلاثة أعوام مقبلة.
وقال المسؤول التركي الكبير "هناك طلبيات لطائرات مسيرة مسلحة من العديد من البلدان والمناطق"، مضيفا "بعض الدول التي اشترتها تتقدم بطلبيات إضافية. هي (الدول) راضية جدا عن النتائج... لكن من الناحية الفنية لا يمكن تلبية كل الطلب".
وفي حين لا يمكن للطائرات التركية المسيرة مضاهاة الطرازات التي ينتجها رائدا السوق، إسرائيل والولايات المتحدة، من حيث التكنولوجيا فإنها أقل في السعر وقيود التصدير. وقال مصدر عسكري غربي إن أداء هذه الطائرات أفضل من الطائرات المسيرة الصينية أو الإيرانية التي نشرتها روسيا في أوكرانيا.
وقال المصدر إن طرازي الطائرات الإيرانية المسيرة، شاهد ومهاجر "يتسمان ببعض خصائص تي.بي 2، لكن دون السرعة والدقة" التي تتسم بها هذه الطائرات التركية.
وأضاف "يرغب السعوديون والإماراتيون في القضاء على فعالية الطائرات الإيرانية المسيرة. إذا حصلوا على تي.بي 2 فسيكون بإمكانهم وقف تدفق الطائرات الإيرانية المسيرة".