الإمارات سباقة في دعم السودان خلال الأزمات

الشيخ محمد بن زايد يبحث مع البرهان وحمدوك التعاون الثنائي وقضايا إقليمية في ظل مصاعب اقتصادية يمر بها السودان زادها تفشي كورونا تأزما.
مجلس الأمن قلق من التداعيات الاقتصادية لكورونا على السودان
الحكومة تعد بانتهاء صفوف الخبز والوقود خلال أسبوع
البرهان يتهم أحزابا بتشكيل خلايا في الجيش

الخرطوم - تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم للشعب السوداني وللمرحلة الانتقالية التي أفرزتها الثورة السودانية في إطار بناء دولة ديمقراطية مستقرة. 
وبحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك التعاون الثنائي وقضايا إقليمية.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما ولي عهد ابوظبي مع البرهان وحمدوك، الجمعة.
وأفاد بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة الحاكم في السودان، أن "الشيخ محمد بن زايد والبرهان، خلال الاتصال، تطرقا لقضايا التعاون الثنائي، وتبادلا وجهات النظر بشأن بعض القضايا الإقليمية".
كما هنأ ولي عهد ابوظبي، البرهان بحلول شهر رمضان المبارك.
ولاحقا، أفادت وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) أن رئيس الوزراء حمدوك تلقى اتصالا هاتفيا من ولي عهد أبوظبي.
وتناول الجانبان خلال الاتصال "العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتمتينها"، وفق المصدر ذاته.
وشكر حمدوك الشيخ محمد بن زايد  على دعمه ودعم دولة الإمارات المتواصل للسودان وهنأه بحلول شهر رمضان المعظم، متمنيا دوام الرفاه والتقدم للشعب الإماراتي الشقيق.

وتعتبر ابوظبي من أكثر الدول الداعمة للخرطوم حيث أجرى البرهان وحمدوك زيارة إلى الإمارات استغرقت يومين في أكتوبر/تشرين الاول.
وتأتي المكالمة كذلك في ظل أزمة اقتصادية يعيشها السودان مع تصاعد الخوف من تفشي وباء كورونا.
حيث أعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة عن "القلق إزاء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد(كوفيد- 19) على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في السودان".
جاء ذلك في تصريحات أدلي بها رئيس المجلس السفير، خوزيه سينجر، عبر دائرة تليفزيونية للصحفيين.
وجاءت التصريحات عقب انتهاء جلستين عامة ومغلقة للمجلس واستمع خلالهما لإفادتين من وكيلة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، ووكيله لعمليات حفظ السلام، جون بيير لاكروا.
وإفادتا وكيلي الأمين العام جاء حول الأوضاع الحالية في السودان وخاصة في إقليم دارفور(غرب).
وقال السفير، خوزيه سينجر، إن "أعضاء المجلس أكدوا دعمهم لمساعي حكومة السودان لرؤية البلاد من خلال عملية انتقالية ناجحة بطريقة تحقق آمال وتطلعات الشعب بمستقبل سلمي ومستقر وديمقراطي ومزدهر".
وأضاف "كما رحب أعضاء المجلس بالتزام حكومة السودان ومعظم الجماعات المسلحة بالدخول في محادثات سلام للتوصل لاتفاق سلام شامل".
وتابع "وشجعوا جميع الأطراف على الانخراط بشكل بناء وفوري ودون شروط مسبقة لاختتام المفاوضات بشأن اتفاق سلام شامل".
واستطرد قائلا "كما رحب المجلس بالردود الإيجابية من قبل الحكومة السودانية والجماعات المسلحة علي دعوة أمين عام الأمم المتحدة(أنطونيو غوتيريش) بوقف عالمي لإطلاق النار".
ووجه الأمين العام في 23 مارس/اذار الماضي نداء لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم للتركيز على مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وفيما يتعلق بالوضع في إقليم دارفور قال رئيس مجلس الأمن إن "ممثلي الدول الأعضاء أكدوا ضرورة تجنب العودة للصراع في دارفور وحماية مكاسب بناء السلام".
وأردف قائلا "كما أكدوا من جديد عزمهم اتخاذ قرار بشأن الانسحاب المسؤول وخروج العملية المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي(يوناميد) وإقامة حضور لاحق للعملية المختلطة بحلول 31 مايو/أيار بالتعاون الوثيق مع حكومة السودان".
يشار أنه كان من المقرر أن تنسحب قوات بعثة "يوناميد" من إقليم دارفور في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وأصدر مجلس الأمن القرار 2495 والذي حدد تاريخ 31 مارس/اذار 2020 موعدا نهائيا لكي يقرر فيه "مسارات العمل المتعلقة بالانسحاب المسؤول للبعثة، وخروجها، واعتماد قرار جديد ينشئ حضور متابعة للعملية المختلطة".

كورونا عمقت ازمة السودانيين وزادت من الصعوبات الاقتصادية
كورونا عمقت ازمة السودانيين وزادت من الصعوبات الاقتصادية

لكن بسبب الأزمة الحالية التي تسبب فيها انتشار فيورس كرورنا حول العالم، اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2517 في 30 مارس/اذار الماضي وقضي بـتأجيل الموعد إلى 31 مايو المقبل.
وأعلن السودان، فجر الجمعة، تسجيل 12 إصابة، و3 وفيات جديدة بفيروس كورونا؛ ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 174، والوفيات إلى 16.
ووعدت الحكومة السودانية بانتهاء مشاهد الصفوف للحصول على الخبز، والوقود، والغاز لطهي الطعام؛ خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.
جاء ذلك بحسب تصريحات أدلى بها، وزير الإعلام السوداني الناطق باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، مساء الجمعة، في تسجيل فيديو بثته وكالة السودان للأنباء، عقب اجتماع اللجنة العليا للطوارئ الصحية.
وقال صالح "حدثت انفراجة نسبية في الغاز البنزين والجازولين بزيادة عدد المحطات التي تقدم خدمة الوقود."
وتابع قائلا "التقارير الموجودة والإحصائيات تؤكد أننا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان سننتهي من ظاهرة الصفوف سواء كان في المخابز او محطات الوقود وغاز الطبخ."
واستطرد قائلا "هنالك تدفق كبير من الدقيق والوقود، البواخر تفرغ في ميناء بورتسودان وهنالك بواخر أخرى مجدولة خارج الميناء تنتظر دورها في التفريغ." دون أن يحدد عددها.
وأشار صالح إلى أن التقارير التي تلقتها لجنة الطوارئ حول موقف الوقود والدقيق في السودان تؤكد أنها تحقق ما يكفي حاجة البلاد لأكثر من شهرين.
وأضاف "هذه هي الخطة العاجلة التي وضعتها لجنة الطوارئ الاقتصادية ولكنها أيضا تعمل على خطة طويلة المدى لتأمين انسياب وصول البضائع التي تحتاجها البلاد خلال الفترة القادمة."
ويشهد السودان حاليا، أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز ومحطات الوقود، بسبب عدم توفرهما، وأدت الى اندلاع احتجاجات متكررة.
في سياق آخر أعلن متحدث الحكومة عن إنتاج منظومة الصناعات الدفاعية لكمامات من القطن السوداني تستخدم لأكثر من مرة في إطار مواجهة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
وتابع :" كما أنتجت المنظومة ممرا للتعقيم وسلمت وزارة الصحة سيارات إسعاف بأحجام مختلفة وطائرات درون للمراقبة ونقل العينات من كل انحاء البلاد لفحص المشتبهين بالإصابة بالفيروس."
وأشار إلى بدء المنظومة التي تتبع للجيش السوداني في عملية تصنيع الملابس الواقية للكوادر الطبية وأجهزة تنفس اصطناعي.
وامام حالة القلق من التدهور الاقتصادي تاثيراته الاجتماعية والسياسية اتهم رئيس البرهان، الجمعة، أحزابا سياسية بتشكيل خلايا داخل المنظومة العسكرية بالبلاد.

جاء ذلك في فيديو ترويجي لمقابلة أجراها البرهان مع التلفزيون السوداني الرسمي، بثه مجلس السيادة عبر موقعه، فيما يبث الحوار كاملا مساء السبت.
وردا على سؤال حول ما يثار بشأن محاولات تغلغل أحزاب وتنظيمات سياسية في المنظومات الأمنية والمؤسسة العسكرية، قال البرهان: "بعض الجهات (لم يسمها) تحاول أن تتصل وتتواصل مع بعض منسوبي المؤسسات العسكرية".
وتابع: "نلاحظ أن هناك خلايا لبعض الأحزاب في الجيش، وكل الانقلابات التي جرت بالسودان لم تقم بها القوات المسلحة من تلقاء نفسها".
والأحد، قال البرهان في كلمة بمقر القيادة العامة للجيش، إن المنظومة الأمنية بالبلاد "متوحدة ومتماسكة".
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019)؛ تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.