الإمارات وعُمان توسعان الشراكة بحزمة اتفاقيات وتناغم في المواقف

رئيس دولة الإمارات وسلطان عمان يتطرقان إلى التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مشددين على أهمية ضبط النفس وتغليب الحكمة لتجنب أزمات جديدة.

أبوظبي - وقّع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق، الذي بدأ اليوم الاثنين زيارة إلى أبوظبي، حزمة من الاتفاقيات في العديد من القطاعات لا سيما الواعدة. 

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" بأن رئيس الإمارات وسلطان عمان بحثا "العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار".

وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وأهمية ضبط النفس وتغليب الحكمة لتجنيب المنطقة أزمات جديدة.
وشهد الجانبان إعلان عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون والانتقال به إلى آفاق أرحب" وفق المصدر ذاته.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها البلدان، خلال مراسم أقيمت في قصر الوطن، مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة، إضافة إلى السكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم، وفق الوكالة الإماراتية.
ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء العمانية عقد الزعيمان "جلسة مباحثات رسميّة موسّعة بقصر الوطن بالعاصمة أبوظبي" وتستغرق زيارة سلطان عمان، إلى أبو ظبي يومين.

وأكد الشيخ محمد أن "العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تاريخية ولها نسيج اجتماعي وثقافي خاص وتميزها الروابط العائلية الوثيقة وحسن الجوار وعلاقات تعاون وتكامل فاعلين".

وتابع أن "دولة الإمارات تؤمن بمبدأ العمل الجماعي والتكاتف بما يحافظ على مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعزز دورها الإقليمي والدولي ويلبي تطلعات شعوبها إلى مواصلة التقدم والازدهار ويدعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

بدوره أعرب السلطان هيثم بن طارق عن الارتياح الكبير للشراكة الاستراتيجية البناءة التي جرى إطلاق فصل جديد ومشرق منها خلال زيارة الشيخ محمد إلى سلطنة عمان وما نتج عنها من مشاريع استثمارية استراتيجية وتعاون وثيق في مختلف المجالات، وفق الوكالة الإماراتية.

وتعدّ الإمارات أهمّ شريك تجاري لعمان، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها وتستحوذ على أكثر من 40 في المئة من مجمل الواردات العُمانية من العالم، كما تستأثر بنحو 20 في المئة من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية في عام 2022، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية.

وتتصدر الإمارات الدول الجاذبة للاستثمارات العمانية، إذ بلغت قيمتها نحو 960 مليون ريال عُماني في العام 2022، بينما تصل قيمة الاستثمارات الإماراتية في عُمان نحو 958.6 مليون ريال عُماني حتى نهاية العام الماضي.

وترتبط الإمارات وعمان بعلاقات وثيقة ووقعا خلال العامين الماضيين العديد من الاتفاقيات في العديد من القطاعات من بينها مذكرة تفاهم تهدف إلى "تشجيع التكامل الصناعي في الصناعات والمنتجات ذات الأولوية وتسهيل الإجراءات على المستثمرين الصناعيين في كلا البلدين، خصوصا في مجال الصناعات المتقدمة مثل الفضاء والتكنولوجيا الطبية والزراعية والطيران وإنشاء المصانع الذكية"، وفق وكالة الأنباء الإمارتية.

وفي العام 2022 وقعت شركتا السكك الحديد في البلدين "قطارات عُمان" و"الاتحاد للقطارات" اتفاقية لإنشاء شركة مشتركة لتنفيذ وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار" في شمال السلطنة بشبكة سكك الحديد الوطنية الإماراتية.