الاتجاه النسوي في أدب الخيال العلمي

النَّظْرَةُ الغربيَّة للاتجاه النِّسْويِّ في الخيال العلميِّ، تَصْلحُ إلى حدٍّ كبيرٍ لتطبيقها على الاتجاه النسْويِّ في الخيال العلميِّ العربيِّ.
المكوِّن الأساسيُّ لرواية "مهسوري" هو الخيال العلميُّ، وقد جاء مختلطًا بقليلٍ من الأدب النفسي
المكوناتُ الروائيَّة ساعدت في إحكام البناء الروائيِّ لهذه الرِّواية

توطئة:

"بالرغم من أنَّ رواية (فرانكنشتاين) لمؤلفتها ماري شيللي (1818) غالبًا ما تُتخذُ على أنَّها السلفُ الأعلى للخيال العلميِّ الحديث، فقد شاع اعتبارُ هذا اللَّون الأدبي ميدانًا للرِّجال في المقام الأول. ومما لا شكَّ فيه أنَّ المؤلفين الرجال والذين يعرِفون كيف يُلبُّون رغباتِ جمهور القراء (وغالبيته من الذكور) كانت لهم اليدُ العُليا في مؤلفات الخيال العلميِّ على مدى الفترة منذ بداية القرن العشرين وحتى منتصفه. على أنَّ غيابَ النِّساء لم يكنْ مطلقا، لا كمؤلفاتٍ ولا كقارئاتٍ".
هذه النَّظْرَةُ الغربيَّة للاتجاه النِّسْويِّ في الخيال العلميِّ، تَصْلحُ إلى حدٍّ كبيرٍ لتطبيقها على الاتجاه النسْويِّ في الخيال العلميِّ العربيِّ؛ إذْ لم يكن غيابُ النِّساء - مؤلِّفات أو قارئات - فيه مطلقًا؛ حيث ظهرت عدَّةُ كتاباتٍ نِسْويَّة سطَّرتْ صفحةً جديدة وفارقة في هذا النَّوع الأدبيِّ في أنحاء الوطن العربيِّ كافَّة؛ فمثلًا نجدُ من سوريا (لينا الكيلاني)، ومن الكويت (طيبة الإبراهيمي)، ومن الأردن (سناء شعلان، ود. شيماء عبدالله الحاج)، ومن العراق (ميسلون هادي)، ومن الإمارات (نوره نومان)...وغيرهن. 
وتأتي مِصرُ لتتصدَّرَ هذا الاتجاه بكَاتباتٍ أثْبتْن وُجودهنَّ في دنيا هذا النَّوع الأدبيِّ، ونَجحْنَ في أن يُلْفتنَ الرِّقابَ ويأخذنَ بالأنظار نَحو كتاباتهن ذات الطبيعة الخاصَّة، والأسلوب المميَّز، ومن هؤلاء الكاتبات على سبيل المثال لا الحصر: د. أميمة خفاجي، د. عطيات أبو العينين، د. قدرية سعيد، فايزة شرف الدين، هبة الله سامي، فاطمة ماضي، وهبة الله محمد... وغيرهن.
وعلى الرغم من وجود هؤلاء الكاتبات المنتشرات في أنحاء الوطن العربي، فإنَّ الحركةَ النقديَّة الخاصَّة بدراسةِ هذا النَّوع الأدبيِّ وتقويمه وتقييمه، لم تَسعَ إلى مُقاربة أعمالهنَّ مقاربات نقديَّة متخصصِّة تليق بها، وتُحدِّد موقعها الصَّحيحَ على الخريطة الإبداعيَّة لهذا النَّوع في الأدب العربي، باستثناء بعض الدراسات المتفرقة هنا أو هناك، على صفحات المجلات الأدبية، والصحف والدوريَّات.
إننا في حاجة ملحَّة إلى دراسات فاحصة متخصصة، وقراءات جادة كاشفة، تلقيان مزيدًا من الضوء على الاتجاه النِّسْويِّ في أدب الخيال العلمي العربي، موضوعًا وفنًّا، وتبيِّن ما له وما عليه. 
وإسهامًا منا في تلبية هذه الحاجة، تأتي هذه القراءة لرواية "مهسوري" للدكتورة عطيات أبوالعينين؛ والتي نأمل أن تُسْهم في تحريكِ الماء الرَّاكد، وتكون دافعة للكتاب والنقاد للاهتمام بهذا الاتجاه.

يمكننا أن نقرر مطمئنين أن د. عطيات أبو العينين، استطاعت أن تقدم لنا روايةً فارقة في "الاتجاه النِّسْوِيِّ في أدب الخيال العلميِّ"، روايةً تمتلك كل مقوِّمات النجاح والتميز

الكاتبة والرواية
الدكتورة عطيات أبو العينين، كاتبةٌ مصريَّة، تكتبُ الرِّواية، والقصَّة القصيرة، والمقالَ الأدبيَّ، ولها عدَّة أبحاثٍ أدبيَّة، ودراساتٍ نفسيَّة، أسهمت في أدب الخيال العلمي بعدَّة روايات، منها: رقص العقارب - كرات النار- مهسوري.
وبتتبُّع مسيرة الكاتبة، واستقراءِ ما أبدعته من نِتاج روائيٍّ وقصصيٍّ، نجد أنَّها تتميَّز من بين الكاتبات عمومًا، وكاتبات أدب الخيال العلمي خصوصًا، بأسلوبها الفريد، ومهاراتها في استخدام (وصفتها السحريَّة)، التي اختارت مكوِّناتها بعناية فائقة، وعَمِلت بجدٍّ واجتهاد على مزجها جيِّدا؛ لتُخرجَ منها (لُبًّا سرديًّا)، أو (عجينة سحريَّة)، تشكِّلُها كيف تشاء!
وفي كلِّ مرَّة - أو بالأحْرى - في كلِّ عملٍ قصصيٍّ أو روائيٍّ يبرزُ (مكوِّن) يكون هو الأساسَ، فمثلًا في رواية "داروما" كان المكوِّن الرئيسي هو "أدبَ الرحلات"، وجاء مختلطًا بقليلٍ من الأدب النفسيِّ، وشيءٍ من أدب الخيال العلميِّ، وبعضٍ من الغموض الذي اعتدنا على تسميته بالأدب البوليسيِّ. وهكذا، وكذلك في المجموعة القصصية "ضُرَّتِي" التي جاءت كلُّ قصة بها تتميَّز من باقي القصص بمكوِّن رئيس خاصٍّ بها.
وتأتي رواية "مهسوري" - موضوع هذه الدراسة - لتكون أفضلَ دليلٍ على صدْق ما ذهبنا إليه؛ فلقد استطاعت الكاتبةُ أن تقدِّم لنا روايةً مهمَّة في "الاتجاه النِّسْويِّ في أدب الخيال العلميِّ"؛ حيث المكوِّن الأساسيُّ وهو الخيال العلميُّ، قد جاء مختلطًا بقليلٍ من الأدب النفسي، ومقدارٍ كثير من أدب الرحلات، وشيء من الأدب البوليسيِّ، ثم مَزَجت هذه المكوِّنات بلُغة شعريَّة، مُفعمةٍ بالرُّومانسيَّة الصَّادقة.
هذه المكوناتُ الروائيَّة ساعدت في إحكام البناء الروائيِّ لهذه الرِّواية؛ حيث قام على أُسُس ثلاثة:
الأوَّل؛ هو "الأحداث"، التي يتعلق بالكشف عن ظاهرة علميَّة خفيَّة، والإفادة منها.
والثاني؛ هو "دلالة الأحداث"، الَّذي يكمن في مناقشة عدَّة قضايا تتعلق بمصير الإنسان، وبكيفية تعامله مع العلم.
والثالث؛ هو "التشويق أو الغموض"، الذي يسودُ الأحداثَ من بدايتها، ويجذبُ القارئ ويدْفعه لمتابعة القراءة حتى تتكشَّف له الأحداث في النهاية؛ فنجد الرواية تبدأ بحدوث مفاجأة رهيبة على متن الطائرة التي تحمل الرحلة رقم (539)، ويكون لها أثرها على كلِّ شخصيَّات الرِّواية وأحداثِها. 
الموضوع الروائي:
إنَّ موضوعَ هذه الرِّواية هو من الموضوعات الرئيسة التي شُغل بها أدب الخيال العلميِّ؛ حيث يندرج تحت ما يُسمَّى "الظَّواهر العلميَّة الخفيَّة"، وهي تلك " الظَّواهر التي أيدها العلمُ وآمن بها، وإنْ عجز في كثير من الأحيان عن إيجادِ تفسير مقبولٍ لها، ويسعى قدرَ الإمكان إلى وضْعها في حساباته والاجتهاد بكل ما يملك للتَّوصل إلى أغوارِها". 
فظاهرةُ "الاحتراق الذاتي" - التي تدور حولها رواية "مهسوري" - من الظواهر التي حيَّرت العلماء؛ لعدم القدرة على فهمها، ومن ثَمَّ وضع تفسيرٍ محدَّد وواضح لها، يفكُّ طلاسمَها، ويوضِّح آليَّةَ حدوثِها وأسبابِه.
الاحتراق الذَّاتيُّ؛ هو: احتراقُ الجسم بدون أيِّ مصدر خارجيٍّ، وعدم اتصاله بأيِّ مصدر حراريٍّ آخر، فهو يحدث ذاتيًّا؛ وفيه يحترق الجسدُ احتراقا كليًّا، وغالبًا ما تبقى الأطراف سليمة، لا تمسها نيران الاحتراق الذاتيِّ، حتَّى العظام تذوب من شدة الحرارة، التي قد تصل إلى أكثر من 2500- 3000 درجة مئوية. 
ولقد تناول هذه الظاهرة "كثير من المجلات المتخصِّصة، كما تناولته قناة "ناشيونال جيوغرافي" بشكل مفصل في أحد برامجها، بينما جاءت التعليلات لهذه الظَّاهرة الغريبة والمفزعة على النحو التالي:
*  كثرة تناول الخمور التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول القابلة للاشتعال؛ ليصبح الجسم مثل محرِّك محقون بتلك المواد وبمجرد حدوث شرارةٍ ما يشتعل الجسم من الداخل ليتفحَّم، لكنَّ هذه النظرية نُفِيت بعد تجاربَ عدَّة على بعض الحيوانات.
*  وجود نسبة دهون عالية لدى البعض، مما يؤدي إلى الاشتعال التام، لكنَّ وجودَ بعض الأشخاص النَّحيلين فنَّد النَّظرية تمامًا.
*  الكهرباء السَّاكنة بالجسم، وحدوث نوعٍ من توليد طاقة داخليَّة كبيرة نتيجة خلل ما.
*  مجموعة من المواد الكيميائية التي تدخل في بعض الأغذية، تشجّع على حدوث الاحتراق".

وعلى الرغم من هذه التعليلات، فإنَّ الثَّابتَ أنَّ الاحتراقَ الذاتيَّ "لا يرتبطُ بالعوامل الخارجية أو مؤثر حراريٍّ خارجيٍّ، فالاشتعالُ يبدأ من الدَّاخل أيْ من جسم الإنسان ويتصاعد حتى يجهز على الضحية... لكن كيف أتت النار وما مصدرها، هو لغز لا يزال يحيِّر العلماء"، ولقد قالوا عنها:
- "هناك لغز واحد أسال عنه أكثر من أيِّ شيء آخر وهو (الاحتراق الذاتيُّ)، الذي تبدو بعض الحالات تتحدى الواقع وتفسيره، وتترك شعورًا مخيفًا وغيرَ منطقي، وإذا كان هناك شيء أهمُّ إليَّ من معرفة الاحتراق الذاتي، فأنا ببساطة لا أَودُّ أن أعرفه"(اّرثر كلارك 1994).
- "الرأي الذي يقول بأنَّ أيَّ رجل يُمكن أن يَحترق من دون معرفة بظروف موته، أمر غير قابل للتصديق، ولكن على عكس المعرفة، وعلى جهل كامل لكل الأسباب والظروف التي سبقتا الحادث وسببته".(جوستس فون 1855).
- "ظاهرة الاحتراق الذاتية عند البشر غريبة وهي أكبر الألغاز التي تواجه الجنس البشريِّ، من الواضح أنَّ هذه الظاهرة تَحدُث لأيِّ إنسان، وفي أيِّ وقت". (لاري أرنود مؤلف كتاب المشتعل).
ولا شكَّ أنَّ مؤلفة رواية "مهسوري" قد درست هذه الظاهرة، وقرأت كثيرًا عنها، وبذلك استطاعت أن تقدم لنا هذه الرواية، جاعلة هذه الظَّاهرة منطلقًا لفكرة من الخيال العلمي، أعلن عنها الدكتور بسام من خلال حديثه مع (محمود) قائلا:" لقد وصلت عبر أبحاث عديدة أنَّ الرَّماد المتخلِّف من تلك الأجساد الآدميَّة، يُمكن أنْ يُستخدمَ في صُنع قنابلَ من نوع خاصٍّ، يُستخدم فيها رَمادٌ بشريٌّ، يكون هو الوقود، ولن تكونَ ساعتها مضرَّة بالبيئة، بل إنَّها ستعودُ بالنَّفع على سُكان الأرض". [ص:58].
ومن خلال هذه الفكرة الأساسية تنطلق أحداث الرواية، والتي يقع معظمُها في جزيرة "مهسوري"، القابعة في حضن المحيط الهنديِّ؛ حيثُ سافرَ إليها بطل الرواية الصحفي "محمود القباني"؛ لإجراء بعض التحقيقات، وفي الطائرة يلتقي ببطلة الرواية الفنانة الاستعراضية "ماهيتاب"، وكذلك بالعالم المصري الدكتور بسام الشندويلي، ويحدث حادثٌ غامض على متن الطائرة؛ حيث تظهر كرة متوهجة لونها يميل إلى الزُّرقة، وتسبح في فضاء الطائرة بصمت بالغ حتى تختفي في المؤخرة تاركة رائحة نفاذة أشبه برائحة الكبريت، ومخلفة بعض الرماد الأبيض.
بعد وصول ركاب الرحلة (539) إلى ماليزيا، ومنها إلى جزيرة مهسوري - تحدث بعض الأحداث الغريبة لكلِّ من كان على متن الطائرة، تتعلق في مجملها بظاهرة "الاحتراق الذاتي"، ويسعى محمود القباني إلى تفسير هذه الظاهرة، وذلك بالتعاون مع العالم الدكتور بسام الشندويلي، وحبيبته ماهيتاب، وخلال ذلك يتعرض الثلاثة لمحاولات اغتيال من قبل جهات ومنظمات مجهولة، الأمر الذي يزيد من تصاعد الأحداث وتشابكها.
الفن الروائي:
سبق أنْ ذكرنا أنَّ البناء الروائيِّ لهذه الرِّواية قام على أُسُس ثلاثة: (الأحداث - دلالة الأحداث - التشويق والغموض)، وهذه الأسس الثلاثة توزَّعت على خمسةَ عشرَ فصلا، هي عدد فصول الرواية، وكان كلُّ فصل يحمل في طيَّاته بذور الفصل الذي يليه، ويُسهم إسهامًا كبيرًا في تقدُّم البنية السرديَّة، وسَوْق كل حدث من الأحداث إلى ذروته التي تتشابك وتتعقَّد، حتى تأتي النِّهاية التي تحلُّ هذا التشابك، وتكشف ما اكتنفها من إبهام وغموض.
ولقد نجحت الكاتبة في أن تقدِّم لنا بنية روائيَّة متماسكة، بداية من:
- العنوان: "مهسوري"؛ حيث وفِّقت في اختياره، فقصة "مهسوري" وسوء الظن بها واتهامها بالخيانة تتشابه إلى حد كبير مع بعض المواقف لأبطال القصة مثل "ماهيتاب" التي شكَّ بها "محمود"، وأيضا الشُّكوك التي ساورته تجاه أبحاث د. بسام، رغم سلميَّة هذه الأبحاث.
- السرد: بدأت الكاتبة أحداث الرواية بأسلوب هادئ، يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، حتى كانت المفاجأة التي حدثت في الطائرة، ثم تلك الحادثة التي وقعت للدكتورة جانيت وبدأت الحوادث تتوالى، مما أفسح الطريق أمام عنصر التشويق والإثارة، الذي يدفع القارئ افتراس صفحات الرواية في جلسة واحدة.  

novel
أسلوب سينمائي

- اللغة: فنلحظ حسن توظيف المصطلحات الطبية في سياق العبارات الشاعرية، كما في قولها: "فالسعادة في خصوبة التبادل، لا في عقم الاكتفاء" [ص:53]، ولا يَخفى أيضا ما في هذه العبارة من المقابلة بين (خصوبة - عقم) و(تبادل - اكتفاء)، وكذلك استخدام التشبيهات الرقيقة الناعمة التي أضفت جوًّا من الرُّومانسية الجميلة، مبتعدة بالقارئ عن الجمود الذي ربما يسببه الاستغراق في السَّرد، ويظهر ذلك جليًّا في الحوار بين محمود وماهيتاب، [ص:49]، وأيضا توظيف "التَّناص" مع النُّصوص الدينية والتراثية على مدار صفحات الرواية مما ساعد في إثراء اللغة الروائيَّة، ومن ذلك "تذروه الرياح"، "طوعًا أو كرهًا"...الخ.
- الوصف: نجحت الكاتبة فيه نجاحًا كبيرًا، وخير مثال على ذلك الفصل الثاني، الذي خصَّصته لوصف سحر جمال الطبيعة في جزيرة (لنكاوي)؛ حيث جاء متكئًا على الأسلوب السينمائي، فمن يقرأ هذا الوصف يشعر كأنَّه يُشاهد فيلمًا تسجيليًّا، يرتمي من خلاله في أحضان هذه الطبيعة الخلابة، وما تحويه من أشجار، وأنهار، وشلالات.
- الشخصيات: رُسمت أبعادها المادية والنفسية بعناية فائقة، وعبَّرت عن آمالها وآلامها ورغباتها وطموحاتها، خاصة أبطال الرواية الثلاثة (محمود – ماهيتاب - بسام).
تعقيب وخاتمة:
أمَّا عن التعقيب، فهناك عدة ملاحظات أذكرها بهدف أن تتداركها الكاتبة بعنايتها في الطبعات اللاحقة للرواية، منها:
- لم تخل الرواية من الأخطاء اللُّغويَّة، والأسلوبيَّة، والطباعيَّة.
- كيف تتجاذب (داليا) أطراف الحديث مع والدتها أثناء تنزههما في جزيرة لنكاوي: "ضحك الجميع، وراحت الصغيرة (داليا) تسأل والدتها السيدة (جمانة سيف)" [ص:24]، ثم تصفها الكاتبة على لسان البطل بأنها طفلة رضيعة:" تتبعتُ السيِّدةَ (جمانة سيف) وابنتها الرضيعة (داليا)" [ص:76]، ثم تصفها في الصفحة نفسها[76] بأنها صغيرة:" وعرفنا أن المريضة كانت (داليا) الصغيرة"؟ وفي ظني أن وصف الصغيرة هو الأنسب. 
- "ابتسم وأجاب في ثقة، وهو يخرج مطواة صغيرة وعلبة طباق" [ص:17]، أخرج د. بسام مطواة من جيبه لكي يستدل على عدم وجود أي مغناطيسية، وهو في طريقه لصالة الجوازات، وهذا يعني أنها كانت في جيبه وهو على متن الطائرة قبل هبوطها، وهذا بالطبع غير معقول؛ لأنه على عكس لوائح (الممنوعات) في المطارات الدولية، وكان من الممكن أن تستبدل الكاتبة بالمطواة سلسلةَ مفاتيح مثلا، أو تكتفي بعلبة الطباق.
- "هبت نسائم الصباح الباردة"، كيف تهب النسائم والطائرة محكمة الغلق، ولا تفتح بها النوافذ؟
أمَّا عن الخاتمة، فيمكننا أن نقرر مطمئنين أن د. عطيات أبو العينين، استطاعت أن تقدم لنا روايةً فارقة في "الاتجاه النِّسْوِيِّ في أدب الخيال العلميِّ"، روايةً تمتلك كل مقوِّمات النجاح والتميز.