الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي فرصة لإرساء السلام بالمنطقة

بحضور أكثر من 700 ضيف من مختلف أنحاء العالم ترامب يستقبل وزراء خارجية البحرين والإمارات وإسرائيل لتوقيع معاهدة 'السلام'.
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يهدف لتوحيد الصفوف في مواجهة إيران
البيت الأبيض يستضيف توقيع التطبيع التاريخي مع إسرائيل
قرقاش يؤكد ان الوساطة الاميركية للاتفاق يضمن صمود تعليق ضم أراض فلسطينية

واشنطن – أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن التطبيع مع إسرائيل فرصة لدفع جهود إرساء السلام والتصدي للخطر الإيراني المتنامي في المنطقة وإيجاد حل سلمي بين الفلسطينيين وتل أبيب.

وقال وزير الخارجية الإماراتي "إن تطبيع علاقاتنا مع إسرائيل خطوة تاريخية للتقدم في المنطقة"، مؤكدا أن انضمام البحرين "فرصة لمواجهة التحديات"، مشيرا إلى أن "التطبيع مع إسرائيل يظهر مدى رغبة الشعوب التي سئمت الصراعات في الاستقرار"، وأن "السلام في المنطقة سيقضي على قوى الهزيمة والصراع"، في إشارة إلى إيران.

ويستضيف البيت الأبيض الثلاثاء وسط حضور جولي واسع، حدثا تاريخيا لتوقيع معاهدة السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، في تحول استراتيجي في الشرق الأوسط يهدف في جوانبه لتوحيد الصف في مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

ويستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من 700 ضيف من مختلف أنحاء العالم قدموا لحضور مراسم التوقيع في البيت الأبيض في الساعة 1200 ظهرا (1600 بتوقيت جرينتش)، متوجا شهرا شهد أحداثا مهمة منذ موافقة الإمارات ثم البحرين لأول مرة على تغيير موقفهما الراسخ طويلا والمتمثل في عدم الإقدام على مثل هذه الخطوة دون التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الدائر منذ عقود.

وفي إطار مراسم الحدث الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، سيوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقات مع وزير الخارجية الإماراتي ووزير خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني.

وبهذه الاتفاقات يصبح عدد الدول العربية التي اتخذت خطوة التطبيع مع إسرائيل أربع دول منذ وقعت مصر معاهدة سلام في عام 1979 ثم الأردن في عام 1994.

وتمثل الاتفاقات التي أثارت إدانة فلسطينية شديدة، انتصارا دبلوماسيا مهما لترامب الذي ظل يتوقع خلال فترة رئاسته التوصل لاتفاقات تحل مشكلات مستعصية مثل برنامج كوريا الشمالية النووي، لكن تعذر الوصول لحلول حاسمة.

ويسعى ترامب لفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تساعده هذه الاتفاقات في حشد التأييد بين المسيحيين الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل الذين يمثلون قطاعا مهما من قاعدته الانتخابية.

ويعكس التقاء إسرائيل والإمارات والبحرين معا القلق المشترك من تزايد نفوذ إيران في المنطقة وتطويرها صواريخ باليستية. وانتقدت إيران اتفاقات "التطبيع".

وقال جاريد كوشنر المستشار البارز بالبيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الاثنين، "بدلا من التركيز على صراعات الماضي، يركز الناس الآن على تحقيق مستقبل زاهر مليء بفرص لا تنتهي". وكان كوشنر قد ساعد في التوصل للاتفاقات ويسعى لإقناع المزيد من دول الخليج بإبرام اتفاقات مماثلة.

كما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش الثلاثاء إن وجود الولايات المتحدة كوسيط في اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل يضمن له أن تعليق ضم أراض فلسطينية سيصمد.

وقال قرقاش إن هذا ليس الوقت المناسب لمراجعة مبادرة السلام العربية، وإنها لا تزال حجر الزاوية في التزام الإمارات تجاه القضية الفلسطينية.

ومن بين الدول التي يسعى البيت الأبيض لاجتذابها عُمان التي تحدث سلطانها مع ترامب الأسبوع الماضي. ومن بينها أيضا السعودية، أكبر قوة عربية في الخليج. وحتى الآن يشير السعوديون إلى عدم استعدادهم.

ويعد توقيع الاتفاقات مكسبا دبلوماسيا لنتنياهو، لكنه يوقعها وهو يواجه انتقادات في الداخل لأسلوب تعامله مع تفشي جائحة فيروس كورونا وكذلك محاكمة في قضية فساد واتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة أثارت احتجاجات متكررة في الشوارع.

وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة ويصف محاكمته بأنها عملية تصيد يقوم بها اليسار بهدف خلع زعيم يميني يحظى بالشعبية.

وأشار نتنياهو أمس الاثنين إلى أن اتفاقات إسرائيل مع الدولتين الخليجيتين ربما تكون عملا ما زال في طور التنفيذ.

وقال مسؤول بارز من إدارة ترامب إن الاتفاقات اكتملت أو على وشك الاكتمال، وإن إسرائيل ستوقع اتفاقات منفصلة مع كل من الدولتين وبعد ذلك ستنضم الولايات المتحدة للدول الثلاث لتوقيع وثيقة مشتركة تعرف باسم اتفاقات أبراهام. ولم يورد المسؤول مزيدا من التفاصيل.

وبعدما رفض الفلسطينيون المشاركة في مبادرة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، سعى البيت الأبيض لتخطيهم على أمل أن يروا في الاتفاقات مع الإمارات والبحرين حافزا أو ربما قوة ضغط تدفعهم لمحادثات سلام.

وشجبت القيادة الفلسطينية، التي طالما اتهمت ترامب بالانحياز لإسرائيل، التقارب العربي معها على الرغم من موافقة نتنياهو على تعليق خطة ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة في مقابل التطبيع مع الإمارات.

ويري الفلسطينيون أن الاتفاقات الجديدة تضعف الموقف العربي الطويل الذي يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وقبولها إقامة دولة فلسطينية في مقابل تطبيع العلاقات مع الدول العربية.

ورغم انهيار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014، ظلت بعض دول الخليج ودول عربية أخرى تجري اتصالات غير رسمية مع إسرائيل.