الاحتجاجات العنيفة تتوسع في عشرات المدن الأميركية

صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن تتسبب في مقتل أحد المحتجين برصاص مجهول وإصابة العشرات وسط عمليات نهب وتخريب من قبل المحتجين.
ترامب يستغل الاحتجاجات لتصنيف جماعة أنتيفا منظمة إرهابية
السلطات الأميركية تفرض حظر التجول في عشرات المدن لمنع تأجج الاحتجاجات
الجيش الأميركي يتأهب للنزول إلى الشوارع في حدث نادر لإخماد الاحتجاجات
بايدن يدين العنف الموجه ضد المتظاهرين
اعتقال مئات المتظاهرين في صدامات أسفرت عن جرحى من قوات الأمن

واشنطن - اتسعت رقعة الاحتجاجات الأميركية العنيفة الأحد، لتمتد إلى ما لا يقل عن 30 مدينة تنديدا بمقتل الرجل الأميركي ذو الأصول الإفريقية جورج فلويد على يد شرطي بمدينة مينيابوليس من ولاية مينيسوتا.

وفي هذا الإطار أفادت مصادر أمنية الأحد بمقتل محتج بمدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا وإصابة اثنين آخرين في اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الشرطة.

وقالت الشرطة إن مقتل المتظاهر جاء برصاص مجهول، مؤكدة أن عناصرها لم يطلقوا النار ولم توضح ملابسات العملية.

كما أكدت وحدات الأمن في إنديانا إطلاق قنابل مسيلة للدموع على المحتجين بعد تواصل أعمال الشغب والنهب أثناء الليل.

وهزت صدامات بين متظاهرين ورجال شرطة مساء السبت عددا من مدن الولايات المتحدة فرض فيها حظر للتجول لمحاولة تهدئة الغضب الذي انفجر في البلاد بعد وفاة جورج فلويد.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد في تصريحالت وردت على تويتر تزامنا مع احتدام الاحتجاجات، إن حكومته ستصنف جماعة أنتيفا المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية.

وقال وزير العدل الأميركي وليام بار السبت إن "متعصبين ومحرضين مندسين" اختطفوا احتجاجات في المدن الأميركية. وأضاف في بيان مصور "مجموعات من المتعصبين والمحرضين المندسين يستغلون الوضع لمواصلة تنفيذ أجندتهم المنفصلة التي تتسم بالعنف ".

ولم يتضح عدد المحتجين المشاركين في المظاهرات في أنحاء البلاد من أنتيفا أو إذا كان أي من أعضائها مشاركا من الأصل.

وتوعد ترامب "بوقف العنف الجماعي" بعد ليلة من أعمال العنف في مدينة مينيابوليس حيث توفي الرجل.

وفي هذه المدينة الواقعة في ولاية مينيسوتا بشمال البلاد، قام عناصر يرتدون ملابس شرطة مكافحة الشغب بضرب المتظاهرين الذين تحدوا منع التجول، وبصدهم بقنابل دخانية وصوتية.

وقبيل ذلك أبدى محتجو تصميمهم على البقاء في المكان. وقالت ديكا جاما (24 عاما) "لا يمنحونا خيارا آخر، هناك شعور كبير بالغضب"، مؤكدة أنها جاءت "تطالب بالعدالة" لجورج فلويد.

انقسام بين المتظاهرين بشأن أعمال العنف في ظل الفوضى بالمدن الأميركية
انقسام بين المتظاهرين بشأن أعمال العنف في ظل الفوضى بالمدن الأميركية

ووقعت مواجهات في مدن نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجليس وأتلانتا أيضا، ما دفع المسؤولين في المدينتين الأخيرتين ومعها ميامي وشيكاغو إلى منع التجول.

وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت "المفجع" لجورج فلويد، إن التظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.

ودان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد العنف في الاحتجاجات مشددا في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر.

وقال بايدن في بيان إن "الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أميركي خالص".

لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على "إحراق مدن وتدمير مجاني"، مؤكدا أن "العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطال الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك".

وحمل حاكم مينيسوتا تيم والتز أيضا عناصر قادمين من خارج ولايته وقد يكونوا فوضويين برأيه، ولكن من المدافعين عن تفوق العرق الأبيض أو مهربي مخدرات أيضا، مسؤولية الفلتان.

وليتمكن من استعادة سيطرته على الوضع، أعلن عن حشد جنود الحرس الوطني في الولاية البالغ عددهم 13 ألفا في سابقة، وطلب مساعدة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وقال البنتاغون إن وحدات للشرطة العسكرية وضعت في حالة تأهب لتتمكن من التدخل إذا احتاج الأمر، خلال مهلة أربع ساعات.

قانونيا، لا يمكن للشرطة العسكرية التدخل إلا في حال عصيان.

ولم يمنع نشر 2500 شرطي وجندي من الحرس الوطني مساء الجمعة وفرض منع للتجول في مينيابوليس، تفاقم الوضع في المدينة التي شهدت عمليات نهب وإضرام حرائق عمدا.

أميركيون يطالبون بمحاسبة رجال الشرطة في جرائم قتل مدنيين
أميركيون يطالبون بمحاسبة رجال الشرطة في جرائم قتل مدنيين

وتصاعد التوتر بسرعة في مينيابوليس والمدن الأخرى. وتجمعت حشود من المحتجين في دالاس ولاس فيغاس وسياتل وممفيس. وحتى في واشنطن، أطلقت غازات مسيلة للدموع بالقرب من مقر الرئيس ترامب، وانبعث دخان الحرائق.

في نيويورك اعتقل أكثر من مئتي شخص بعد صدامات أسفرت عن سقوط جرحى في قوات الأمن. وألقيت زجاجة حارقة داخل سيارة للشرطة كانت خالية. وقال قائد الشرطة ديرموت شيا إن "عدم مقتل أي شرطي معجزة".

في أتلانتا وميامي أحرقت آليات لدوريات للشرطة، وفي لوس أنجليس جرح خمسة شرطيين واعتقل مئات الأشخاص في تظاهرة سلمية شهدت أعمال عنف من إحراق متاجر وعمليات نهب طالت خصوصا، المحلات الفاخرة في حي بيفرلي هيلز.

في كل مكان دان المتظاهرون أخطاء رجال الشرطة الذي يستخدمون القوة مع السود بشكل غير متكافئ.

وفي مدينة هيوستن مسقط رأس فلويد وحيث سيدفن، قالت ربة العائلة شافون ايلين إنها "منهكة وحزينة" من رؤية "إخوتها وأخواتها يقتلون بالخطأ بيد شرطة هيوستن ولم يتم تحقيق العدالة يوما".

ويطالب المحتجون هذه المرة بأن يحاسب المسؤولون عن موت فلويد الذي انتشرت صوره في جميع أنحاء العالم.

وأوقف الشرطي الأبيض ديريك شوفين الذي يظهر في تسجيل الفيديو وهو يثبت فلويد على الأرض بساقه، الجمعة واتهم "بالقتل غير العمد".

لكن العديد من الأميركيين يرون أن هذا ليس كافيا ويطالبون باتهامه بالقتل العمد وتوقيف ثلاثة شرطيين آخرين متورطين في الحادثة.