الاقتراب من أبعد جرم يستكشفه البشر في سابقة في غزو الفضاء

المسبار 'نيو هورايزنز' يمر يوم رأس السنة في جوار الجرم المتجمّد 'أولتيما تول' ويسعى الى فهم الألغاز العلمية المحيطة به الى الآن.

واشنطن – تقترب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من تحقيق سابقة في غزو الفضاء، إذ يمرّ المسبار "نيو هورايزنز" يوم رأس السنة في جوار أبعد جرم يستكشفه البشر عن كثب، في أقاصي المجموعة الشمسية.
ويطلق العلماء على هذا الجرم المتجمّد اسم "أولتيما تول"، وحجمه يوازي حجم واشنطن ويبعد عن الأرض ستة مليارات و400 مليون كيلومتر، في ما يُعرف بحزام كويبر الذي يُغلّف المجموعة الشمسية.
ومن المتوقّع أن يقترب المسبار إلى أدنى مسافة من الجرم عند الساعة 5,33 بتوقيت غرينيتش من الأول من كانون الثاني/يناير، وحتى ذلك الحين يبقى شكل الجرم وتكوينه من الألغاز العلمية.

ولأنه بعيد جدا عن الشمس ومتجمد، ما زال تكوينه على ما هو عليه منذ تشكّله، لذا يعتبره العلماء شاهدا حيا على ولادة النظام الشمسي قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، وسيعيد اكتشافه العلماء إلى ذلك الزمن، كما شرح آلان شترن أحد المسؤولين عن المهمة.
يحمل المسبار آلة تصوير تركّز عدستها على سطح الجرم للحصول على صور تتيح العلماء فهم شكله وما إن كان قسما واحدا أو أكثر.
وقالت كيلسي سينغر المسؤولة في المهمة “لم نر من قبل شيئا مثل هذا، لقد بدأنا الآن نرى شكله الحقيقي” مع اقتراب المسبار منه.
ويتطلب وصول الصور والمعلومات من المسبار إلى الأرض ست ساعات وثماني دقائق. وهو سيحلّق على بعد 3500 كيلومتر فقط من الجرم في الأول من كانون الثاني/يناير.
ويتنظر العلماء بفارغ الصبر الصور التي سترد حينها.
انطلق "نيو هورايزنز" من الأرض في العام 2006، وسبر المجموعة الشمسية وصولا إلى جوار الكوكب القزم بلوتو وأرسل صورا عن سطحه تحبس الأنفاس في العام 2015، ثم واصل رحلته بسرعة 51 ألف كيلومتر في الساعة متجها إلى أقاصي النظام الشمسي.
ولا يزال البحث عن عوالم تدور في فلك نجوم بعيدا عن نظامنا الشمسي جاريا مع اعتزام إدارة الطيران والفضاء الأميركية  استئناف البحث في الأسابيع المقبلة بإطلاق سفينة فضاء يأمل العلماء في أنها ستوسع نطاق معرفتهم بما يطلق عليه "كواكب غير شمسية" يعتقد أنها قادرة على دعم أشكال للحياة.

مسبار
المسبار يحمل آلة تصوير

وتعتزم ناسا إطلاق مركبة "ترانزيتينغ إكسوبلانت" المسحية المعروفة اختصارا بأحرف "تي.إي.إس.إس" من محطة كيب كانافيرال التابعة لسلاح الجو في فلوريدا على متن صاروخ فالكون 9 من "سبايس إكس".
وتتوقع ناسا أن ترصد المركبة "تي.إي.إس.إس" آلافا من العوالم التي لم تكتشف من قبل وربما تكون المئات منها بحجم الأرض أو لا تزيد عن ضعف حجمها.
وهناك احتمال كبير أن تكون لهذه العوالم أسطح صخرية ومحيطات وبالتالي تعتبر مرشحة واعدة لتطور الحياة عليها على عكس كوكبي المشترى ونبتون الضخمين المكونين من غاز.
ويأمل رواد الفضاء أن ينتهي المطاف بوجود ما يتراوح بين 10 و30 كوكبا خارج النظام الشمسي تصلح لإجراء المزيد من الدراسات عليها.