الانتخابات الإسرائيلية تدخل صفقة القرن في متاهة التأجيل

المبعوث الأميركي للشرق الأوسط يرجح تأجيل الكشف عن خطة السلام الأميركية معتبرا أن المنطق والواقعية يفترضان الانتظار حتى تشكيل حكومة إسرائيلية في نوفمبر.

المزيد من الغموض يكتنف خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط
تأجيل الكشف عن صفقة القرن فرصة جديدة لنتنياهو لالتقاط أنفاسه الانتخابية
الهالة الإعلامية تطغى على صفقة القرن كإعلان دعائي أكثر من مضامينها

واشنطن - أعلن مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات اليوم الأحد أن بلاده ربما تؤجل الكشف عن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط التي باتت تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، حتى تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال غرينبلات في المؤتمر السنوي الذي تعقده صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية في نيويورك، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "كانت ستصدر الخطة خلال الصيف، لو لم تدع إسرائيل إلى إجراء انتخابات في سبتمبر/أيلول".

وأضاف "لم نتخذ قرارا بشأن ما إذا كان سيتم التأجيل في الوقت الراهن وربما حتى السادس من نوفمبر. أعتقد أن المنطق يقول إنه إذا أردنا الانتظار حتى يجري تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، فعلينا فعلا الانتظار حتى 6 نوفمبر".

وتابع "لكننا سنقرر ذلك بعد البحرين (ورشة المنامة)"، في إشارة إلى المؤتمر الذي يتوقع أن تكشف فيه إدارة ترامب عن الجوانب الاقتصادية لخطة السلام.

جيسون غرينبلات في انحياز معلن يؤيد السفير الأميركي لدى إسرائيل في دفاعه على "حق" إسرائيل في ضم أجزاء من الضفة الغربية

ولدى سؤاله عن مقابلة سفير واشنطن لدى إسرائيل ديفيد فريدمان مع صحيفة نيويورك تايمز التي قال فيها إن تل أبيب لها الحق في ضم بعض أجزاء الضفة الغربية المحتلة، قال غرينبلات "أعتقد أنه قالها (الكلمات) بشكل رائع وأنا أؤيد تعليقه".

ومؤتمر 'ورشة الازدهار من أجل السلام' المقرر عقده في المنامة في 25 و26 يونيو/حزيران، دعت إليه واشنطن ويتردد أنه ينظم لبحث الجوانب الاقتصادية لصفقة القرن، وفق إعلام أميركي وتسريبات إسرائيلية.

وصفقة القرن، خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة وحق عودة اللاجئين.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت قبل فترة إلى أن صفقة القرن تسقط حق عودة اللاجئين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

وتلاقي الورشة رفضا رسميا من القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، حيث يتردد أن الصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات كبرى لإسرائيل.

وألقت التطورات الأخيرة في إسرائيل مع فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي وقرار إجراء انتخابات جديدة، بظلال قاتمة على الجهود الأميركية لتسويق خطة السلام الأميركية.

لكن الولايات المتحدة قللت من تأثير الأزمة السياسية في إسرائيل على جهودها، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في مايو/ايار أن المؤتمر الذي تنظمه الولايات المتحدة في يونيو/حزيران في البحرين حول الجوانب الاقتصادية لصفقة القرن في الشرق الأوسط لا يزال قائما رغم أن إسرائيل ستشهد انتخابات جديدة.

والمؤتمر الاقتصادي الذي أعلنت عنه واشنطن والمنامة بالشراكة جزء من خطة السلام الأميركية المفترضة والتي تلاقي اعتراضات فلسطينية وعربية لتضمنها بنودا تسقط قضايا أساسية مثل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وحل الدولتين والقدس عاصمة لدولة فلسطين المأمولة.

ويستعد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره الخاص، منذ أشهر لكشف النقاب عن خطة السلام، لكنه قال إنه كان ينتظر إلى ما بعد انتخابات إسرائيل في أبريل/نيسان وكذلك انتهاء شهر رمضان.

غير أن إسرائيل أعلنت عن انتخابات جديدة في 17 سبتمبر/ايلول بعدما فشل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في تشكيل ائتلاف حكومي، ما يدفع خطة السلام الأميركية إلى المزيد من الغموض.

وليس واضحا ما إذا كان رئيس الوزراء الحالي سيفوز مجددا في الانتخابات القادمة، إلا أنه يحظى بدعم أميركي غير مسبوق وتراهن واشنطن على تعزيز موقعه من خلال تمرير خطة السلام المرفوضة فلسطينيا والتي تتحفظ عليها الدول العربية.

وأعلنت الصين وروسيا مقاطعتهما للمؤتمر الاقتصادي في المنامة والذي سيناقض وفق بعض التسريبات الإسرائيلية بدائل اقتصادية تكون كفيلة بتوفير تمويلات للفلسطينيين عوضا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين المعروفة اختصارا بـ"الأونروا".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت العام الماضي تجميد المخصصات المالية للأونروا ما نتج عنه أزمة مالية للوكالة التي تقوم بأنشطة اجتماعية وصحية في الأراضي الفلسطينية وفي سوريا والأردن ولبنان.