الانتقام سياسة أردوغان في التعامل مع المتمردين الأكراد

السلطات التركية تتورط في إزالة جثث أعضاء حزب العمال الكردستاني من مقبرة جارزان من دون علم او موافقة عائلاتهم قبل دفنهم تحت الرصيف في مقبرة بمنطقة كيليوس.
عائلات اعضاء حزب العمال الكردستاني المتوفين يعيشون قهرا غير مسبوق
تركيا تستهدف الاحياء والاموات من الاقلية الكردية

انقرة - تحول الانتقام الى سياسة ممنهجة من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية ضد كل معارضيها سواء الأحياء منهم او الأموات.
وفي مشهد على حجم الحقد الذي تكنه السلطات التركية للمتمردين الأكراد تعمد الجهات الرسمية الى قرصنة جثث مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة كمنظمة إرهابية وإزالتها من المقابر في جريمة وحشية يرتكبها الجيش التركي.
وحسب موقع أحوال تركية عمدت السلطات في الآونة الأخيرة الى إزالة جثث أعضاء حزب العمال الكردستاني من مقبرة جارزان من دون علم او موافقة عائلاتهم وقامت بدفنها تحت الرصيف في مقبرة بمنطقة كيليوس.
ومثلت حالة عائلة دونر ابرز نموذج على القهر الذي يعيشه الأكراد في تركيا وخاصة عائلات اعضاء حزب العمال الكردستاني .
ورغم ان العائلة استعادت جثّة عبد الحميد دونر، الذي قتل في اشتباك في بيتليس في عام 1995، بعد 20 عامًا، الا انها اليوم تعاود البحث عن رفات ابنها بعد تدمير مقبرة جارزان.
وتنتظر العائلة المكلومة مطابقة الحمض النووي لابنها منذ سنتين في مشهد يصف حالة الظلم التي تعيشها الاقلية الكردية في تركيا وسط صمت مطبق من المنظمات الحقوقية الدولية.
وتؤكد مصادر كردية ان مقبرة جارزان، التي تقع في قرية يوكاري أوليك (أوليكا جور) في وسط بيتليس تم هدمها في 19 ديسمبر 2017 .
وباتت 282 جثة مجهولة الهوية حيث تم نقلها الى معهد إسطنبول للطب الشرعي كما وضعت الجثث في حاويات بلاستيكية ثم دفنها في الرصيف في مقبرة كيليوس. 

عبدالله اوجلان المسجون في تركيا منذ قرابة العقدين مثل رمزا للاكراد
عبدالله اوجلان المسجون في تركيا منذ قرابة العقدين مثل رمزا للاكراد


ومع قيام عائلات الضحايا بالتظلم وبذل جهود جبارة لمعرفة مصير أبنائها، تم تسليم الحمض النووي لقرابة 21 جثة فقط.
ويخوض حزب العمّال الكردستاني تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، في نزاع أسفر عن أكثر من أربعين ألف قتيل، بينهم العديد من المدنيين.
وألقت تركيا القبض على زعيم الحزب عبدالله اوجلان سنة 1999 ليحكم عليه بالاعدام قبل ان يغير الحكم الى السجن المؤبد.
وتعيش الاقلية الكردية قمعا غير مسبوق من قبل السلطات التركية حيث تم عزل رؤساء بلديات اكراد بتهم تتعلق بالارهاب وهي تهم دائما توجهها الحكومة التركية ضد معارضيها.
وفي المقابل واصل حزب العمال الكردستاني حربه ضد السلطات التركية حيث اتخذ من جبال قنديل شمال العراق قاعدة لشن هجمات ضد الجيش التركي.

ومؤخرا شن الجيش التركي عملية عسكرية لملاحقة المتمردين الاكراد في منطقة كردستان العراق ما اثار غضب السلطات العراقية التي اتهمت انقرة بانتهاك سيادتها.