الانتهاكات التركية على طاولة قمة مجموعة 'ميد 7'

أنشطة تركيا غير القانوينة في مياه شرق المتوسط يستدعي تحركا أوروبيا عاجلا لخفض التوتر المتفاقم بين أنقرة وأثينا ومنع حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين.
فرنسا تدعو الدول الأوروبية لإعادة النظر في علاقتها مع تركيا
تحذيرات من تنامي الخطر التركي المهدد للاستقرار في أكثر من مكان

باريس - ستهيمن انتهاكات تركيا في مياه شرق المتوسط والخلافات الحادة بين أنقرة وأثينا على محادثات قمة دول جنوب الاتحاد الأوروبي التي يترأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس في جزيرة كورسيكا الفرنسية.

تأتي القمة في خضم التوترات بين فرنسا واليونان وقبرص وعدة دول أوروبية أخرى من جهة وتركيا من جهة أخرى وفي ظل إصرار الأخيرة على مواصلة أنشطة التنقيب وتوسيعها في المياه الدولية المتنازع عليها مع اليونان.

وكانت تركيا قد أعلنت السبت القيام بمناورات عسكرية على الرغم من الانتقادات الدولية وتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات، في خطوة تؤسس لدخول أنقرة في مرحلة العزلة في ظل معاداتها لدول أوروبية طالما كانت حليفة.

وسيلتقي قادة الدول السبع الأعضاء في مجموعة "ميد 7" لساعات قليلة في فندق في منتجع بورتيتشيو الساحلي في خليج أجاكسيو في محاولة لضبط استراتيجيتهم من أجل تجنب تفاقم الأزمة بين تركيا واليونان.

واتهم وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس تركيا بأنها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، قائلا "تركيا هي الدولة الوحيدة التي تفتح جبهات حرب في كل مكان، وهي الدولة الوحيدة التي تهدد جيرانها بالحرب، إذا اختاروا ممارسة حقوقهم القانونية، إنها تنتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة.".

تركيا هي الدولة الوحيدة التي تفتح جبهات حرب في كل مكان

وأكد دندياس خلال لقائه الاثنين بأثينا وزير الخارجية المالطي إيفاريست بارتولو، ضرورة وقوف أوروبا بشكل كامل، ودون تردد في مواجهة التحديات التركية.

وسيناقش الرئيس الفرنسي الملتزم جدا هذا الملف الوضع مع رؤساء وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي وإسبانيا بيدرو سانشيز واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس والبرتغال انطونيو كوستا ومالطا روبرت أبيلا والرئيس القبرصي نيكوس انستاسياديس.

وقال قصر الإليزيه الفرنسي إن الهدف هو "التقدم على طريق التوافق حول علاقة الاتحاد الاوروبي بتركيا، تحضيرا خصوصا للقمة الأوروبية في 24 و25 سبتمبر/أيلول التي ستكرس" لهذا الغرض في بروكسل.

وتجد اليونان وقبرص نفسيهما في خط المواجهة الأول مع تركيا التي تطالب بحق استغلال النفط والغاز في منطقة بحرية تؤكد أثينا انها خاضعة لسيادتها.

وفي الأسابيع الأخيرة، قامت هذه الدول بعرض عضلات مع تصريحات قوية اللهجة ومناورات عسكرية وإرسال سفن إلى المنطقة، ما تسبب في قلق أوروبي من خطر حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان

تحذيرات من تبني خيار المواجهة العسكرية بين تركيا واليونان
تحذيرات من تبني خيار المواجهة العسكرية بين تركيا واليونان

وحذر وزير الخارجية المالطي خلال اللقاء بنظيره اليوناني، من تبني خيار المواجهة العسكرية بديلا عن التسوية في شرق المتوسط، مؤكدا أن ذلك مؤلما لجميع الأطراف.

وقال بارتولو إن بلاده تؤيد حل النزاعات بالطرق السلمية، مشيرا إلى إيلاء بلاده أهمية لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لافتا إلى أن التطورات في شرق البحر المتوسط يمكن أن تؤثر على مناطق أخرى.

وأبدت فرنسا بوضوح دعمها لليونان بنشرها سفنا حربية وطائرات مقاتلة في المنطقة في مبادرة شجبها بقوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المغتاظ أساسا من فرنسا.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن باريس تدعو اليوم إلى "توضيح" في العلاقات مع تركيا التي تعتبرها "شريكا مهما ينبغي التمكن من العمل معه على أساس متين".

وقبل بدء القمة سيجري إيمانويل ماكرون محادثات جانبية مع رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس قد تشمل شراء أثينا لطائرات رافال فرنسية، على ما ذكرت الصحف اليونانية.

وهذه هي المرة السابعة التي تلتقي فيها مجموعة 'ميد 7' المنتدى غير الرسمي في الاتحاد الأوروبي الذي اُطلق العام 2016 على خلفية التباعد الذي حصل بين دول شمال اوروبا وتلك الواقعة في جنوبها بسبب الأزمة الاقتصادية اليونانية.

وهدأ هذا التوتر بين دول الشمال والجنوبي الأوروبي إلا أن دول هذه المجموعة تشعر بضرورة حصول تنسيق أفضل في مواجهة التحديات المشتركة مثل مسائل الهجرة والأزمة الليبية فضلا عن العلاقات مع دول جنوب المتوسط.

وأكد قصر الإليزيه أن هذه الدول "تتشارك الإرادة نفسها لإعطاء دفع جديد للتعاون" في هذه المنطقة "ولا سيما في ما يتعلق بالتنمية المستدامة والسيادة".

وثمة توافق بين هذه الدول حول مستقبل الاتحاد الاوروبي لجعله أكثر تضامنا. وهي وقفت جبهة واحدة في يوليو/تموز في وجه الدول الداعية إلى ميزانية أوروبية مقتضبة وهي دول شمالية خصوصا، على صعيد خطة الإنعاش الأوروبية البالغة قيمتها 750 مليار يورو.