الانسحاب الأميركي يربك حملة سوريا الديمقراطية ضد داعش

قوات سوريا الديمقراطية تحذّر من أن هجوما تركيا محتملا قد يفضي إلى فرار آلاف المقاتلين وأسرهم من تنظيم الدولة الإسلامية محتجزين لديها.

الوحدات الكردية تحذّر من فرار آلاف الأسرى من داعش محتجزين لديها
سوريا الديمقراطية ماضية في معركتها ضد داعش رغم الانسحاب الأميركي
أي هجوم تركي على قوات سوريا الديمقراطية سيقوض معركتها ضد داعش

رأس العين (سوريا) - من المتوقع أن تواجه قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، متاعب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلان واشنطن عزمها سحب القوات الأميركية من سوريا.

وتدعم الولايات المتحدة قوات سوريا ديمقراطية وحالت دون تعرضها لهجوم تركي لوحت به أنقرة مرارا لطرد مقاتليها من مدينة منبج بعد أن أخرجتها من مدينة عفرين.

وتخشى قوات سوريا الديمقراطية من هجوم تركي واسع قد يفضي لتدمير سجون تضم نحو ثلاثة آلاف مقاتل إلى جانب اسرهم من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت القوات التي تضم في غالبيتها فصائل كردية سورية والتي كانت إلى وقت قريب تخوض معاركها تحت مظلّة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أكدت الخميس أن المعركة التي تخوضها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في آخر جيب يتحصن داخله في شرق البلاد "مستمرة حتى الآن"، رغم إعلان واشنطن قرارها بسحب كافة قواتها من سوريا.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن "المعركة حتى الآن مستمرة"، مؤكدا أنّ "احتمال إيقاف المعركة ضد الإرهاب متعلق بالتهديدات التركية بالدرجة الأولى".

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة منذ سبتمبر/ايلول ضد آخر جيب للتنظيم المتطرف على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.

معارك مستمرة بين داعش وقوات سوريا الديمقراطية
هجوم تركي محتمل يهدد حملة قوات سوريا الديمقراطية على داعش

وتمكنت هذه القوات الأسبوع الماضي من طرد التنظيم من هجين، أبرز بلدات هذا الجيب. وتتعرض البلدة الخميس لهجمات مضادة من التنظيم وتشهد المنطقة الواقعة شرقها معارك عنيفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بشكل مفاجئ بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا، معتبرا أنّه حقق هدفه بإلحاق "الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية".

وجاء إعلان ترامب بعد تصعيد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مؤخرا وتيرة تهديداته للمقاتلين الأكراد في سوريا، مؤكدا عزمه "على التخلص" منهم، بعدما خاضت قواته معارك دموية ضدهم آخرها في منطقة عفرين في شمال البلاد.

ويرجح محللون أن يكون القرار الأميركي بمثابة "ضوء أخضر" لتركيا من أجل شن هجوم عسكري يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم "إرهابيين" وتخشى من إقامتهم حكما ذاتيا على طول حدودها.

وأكد بالي أنه "إذا تعرضنا لأي هجوم تركي بطبيعة الحال، سنتفرّغ للدفاع عن أرضنا"، مضيفا أن "القرار الأميركي لم يؤثر على الأرض حتى الآن، لكنه بالعموم سيؤثر سلبا على مجمل عملية مكافحة الإرهاب في شمال سوريا وإيجابا على التنظيم الإرهابي".

وأبدى خشيته على مصير أكثر من ثلاثة آلاف شخص من جهاديين وأفراد من عائلاتهم معتقلين لدى قواته في حال شنت تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا.

وقال "من الممكن أن تستهدف تركيا هذه السجون لتساهم في إطلاق هؤلاء الإرهابيين هذا أيضا عامل من العوامل التي تشغل تفكير قيادة قوات سوريا الديمقراطية".

ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئا على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم الجهادي.

وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها جهاديو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها.

وطردت قوات سوريا الديمقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.