البحرية الأميركية تحبط هجمات للحوثيين على إسرائيل

مدمّرة أميركية تعترض في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة للحوثيين بعد يوم من اعتراض الجيش الإسرائيلي لصاروخ كروز.
الحوثيون يؤكدون أنهم لن يوقفوا هجماتهم حتى وقف اطلاق النار في غزة وانهاء الحصار

واشنطن - أعلن البنتاغون أنّ مدمّرة أميركية اعترضت صباح الخميس أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة عديدة أُطلقت من اليمن من مناطق يسيطر عليها المتمرّدون الحوثيون الموالون لإيران في اتجاه إسرائيل في خضم مخاوف من توسع الحرب في غزة إقليميا.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم" في منشور بالعربية على منصة "إكس" إنّه صباح الخميس "أسقطت مدمّرة الصواريخ الموجّهة "يو إس إس توماس هودنر" عدّة طائرات هجومية بدون طيار أحادية الاتّجاه أُطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأضافت أنّ الطائرات المسيّرة "تمّ إسقاطها بينما كانت السفينة الحربية الأميركية يو إس إس توماس هودنر في دورية في البحر الأحمر. لم تتعرّض السفينة ولا طاقمها لأيّ ضرر أو إصابة".
ولم توضح سنتكوم في بيانها وجهة الطائرات المسيّرة التي أسقطتها، لكن في الأسابيع الأخيرة، أطلق الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض صاروخ كروز تمّ إطلاقه باتجاه مدينة إيلات، فيما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق دفعة صواريخ من اليمن باتجاه جنوب الدولة العبرية.

واتهمت الحكومة الإسرائيلية إيران بدفع الحوثيين لاستهداف جنوب البلاد عبر المسيرات والصواريخ البالستية فيما ينفي الجانب الإيراني هذه التهم مؤكدا ان الفصائل المسلحة تشن الهجمات وفق قراراتها المستقلة.
وكان الحوثيون حذّروا الأربعاء حلفاء إسرائيل من أنهم أصبحوا بدورهم "هدفًا مشروعًا" في مضيق باب المندب، بعدما احتجز المتمردون اليمنيون في نهاية الأسبوع الماضي سفينة شحن مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي ردًا على حرب الدولة العبرية على غزة.
وحذّر قائد القوات البحرية التابعة للمتمرّدين اليمنيين اللواء محمد فضل عبدالنبي "المتحالفين مع العدو الصهيوني والذي يؤمّنون له المرور في باب المندب من أنهم أيضًا يُعتبرون هدفًا مشروعًا".
وظهر عبدالنبي في مقطع فيديو نشره الإعلام الحربي التابع للحوثيين على منصة "إكس" على متن السفينة المحتجزة، مصرّحًا: "نقول للكيان الصهيوني إن باب المندب خط أحمر ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي وإن أي سفينة مدنية أو عسكرية (تابعة له) تُعتبر هدفًا مشروعًا".
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر. ويعدّ أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، اذ يعبره حوالى خمس الاستهلاك العالمي من النفط.
وأفاد مصوّر متعاون الأربعاء أن السفينة "غالاكسي ليدر" كانت راسية في ميناء الحديدة في شمال غرب اليمن وقد رُفعت عليها أعلام اليمن وفلسطين، فيما انتشرت حولها قوارب الحراسة.
وكانت السفينة اقتيدت السبت إلى ميناء الصليف، بحسب مصدر ملاحي في الحديدة وشركة "أمبري" للأمن البحري. لكن الأخيرة أكدت مساء الثلاثاء بناء على صور أقمار صناعية، أن السفينة نُقلت إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وبحسب موقع "مارين ترافيك" المتخصص في رصد حركة الملاحة، فإن السفينة "غالاكسي ليدر" كانت متجهة من تركيا إلى الهند، عندما انقطع الاتصال بها السبت جنوب غرب مدينة جدّة السعودية. وتدير شركة يابانية السفينة التي ترفع علم جزر بهاماس وتعود إلى شركة بريطانية مملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام رامي أونغار.
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وقال إنها "طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة وليس بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية".
وأكد عبدالنبي "أننا سننفذ المهام القتالية حتى يكف الكيان الصهيوني عن هجماته على غزة".
وردد عناصر في القوات البحرية كانوا يقفون إلى جانبه شعار "الموت لأميركا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام لبيك يا أقصى".
وأظهر الفيديو أيضًا مجموعة أشخاص قُدّموا على أنهم طاقم السفينة يستمعون إلى عبدالنبي يتحدث إليهم.
وخلال جولة لصحافيين على متن السفينة الأربعاء، قال وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، ضيف الله الشامي "رأينا التحركات الأميركية والفرنسية والألمانية والبريطانية لمساندة الكيان الصهيوني الغاصب، لذلك شرعًا وقانونًا أن يكون لشعوب أمتنا الإسلامية ومنها اليمن... دور".