البحرين تبدي استعدادها للتعاون مع قطر في إدارة المجال الجوي

على الرغم من اتفاق جميع دول المقاطعة سابقا في يناير على تطبيع العلاقات ومعاودة السعودية ومصر والإمارات العلاقات مع قطر بالفعل بدرجات متفاوتة، لم يحدث تقدم واضح مع البحرين في هذا الصدد.
تأييد أممي لمساعي قطر نيل السيادة على مجالها الجوي
مجلس إيكاو دعا البحرين وقطر ودول معنية بالمنطقة بتعزيز العمل المشترك
قطر لم ترد على دعوتين من البحرين لإجراء محادثات ثنائية لتسوية القضايا العالقة

المنامة - عبرت البحرين اليوم الخميس عن استعدادها للعمل مع قطر من أجل السيطرة على مجالها الجوي في إعلان يأتي بينما تستمر الجهود لتعزيز المصالحة الخليجية التي أقرتها قمة العُلا الأخيرة في السعودية.

وكانت المنامة التي تقول إنها تدير المجال الجوي بموجب اتفاق مع الدوحة، قد قطعت هي وثلاث دول عربية أخرى العلاقات السياسة والتجارية وروابط النقل مع قطر في 2017.

وعلى الرغم من اتفاق هذه الدول جميعا في يناير/كانون الثاني على تطبيع العلاقات ومعاودة السعودية ومصر والإمارات العلاقات مع قطر بالفعل بدرجات متفاوتة، فلم يحدث تقدم واضح مع البحرين في هذا الصدد.

وقال مصدران مطلعان على محادثات خاصة إن أعضاء في هيئة طيران تابعة للأمم المتحدة أيدوا هذا الأسبوع مساعي قطر لنيل السيادة على مجالها الجوي.

وقال أحد المصدرين إن أعضاء في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) قالوا إنه يتعين على قطر والبحرين ودول خليجية أخرى أن تبحث وتتفق على "ترتيبات فنية" لإنشاء منطقة في الدوحة لمعلومات الرحلات.

وذكر متحدث باسم الحكومة البحرينية أن "مجلس إيكاو دعا البحرين وقطر فضلا عن دول معنية بالمنطقة، للقيام بالمزيد من العمل المشترك، استنادا إلى اقتراح من الدوحة بتعديل ترتيبات المجال الجوي الحالية".

وأضاف "البحرين ملتزمة بعملية بحث الترتيبات الملائمة تحت إشراف رئيس إيكاو وستتعاون عن كثب مع مكتب الرئيس وإيكاو والدول المجاورة ومنها قطر، للتوصل إلى حل متفق عليه".

وقال متحدث باسم إيكاو إنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بشأن قرار محدد للمجلس حتى يكون ذلك القرار نهائيا. وليس بوسع إيكاو فرض قواعد على الدول، لكن الهيئات التنظيمية من الدول الأعضاء وعددها 193 تتبنى معايير المنظمة للطيران والدولي وتطبقها في جميع الحالات تقريبا.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية هذا الأسبوع إن قطر لم ترد على دعوتين لإجراء محادثات ثنائية لتسوية القضايا العالقة بين البلدين.

وقطعت قطر ومصر والسعودية خطوات عملية لجهة تعزيز المصالحة بما شمل تعيين المملكة والقاهرة سفيرين لهما لدى الدوحة.

كما زار مسؤولون سعوديون كبار الدوحة، بينما حل وزير الخارجية المصري سامح شكري أخيرا ضيفا على العاصمة القطرية في أول زيارة لمسؤول مصري رفيع منذ العام 2013، ناقلا رسالة خطية من الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يدعوه فيها لزيارة مصرفي أقرب فرصة.

وزار وزير الخارجية القطري الشيخ الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني القاهرة في مناسبتين منذ المصالحة الخليجية.

لكن خطوات التقارب والمصالحة بين الدوحة والمنامة لم تحدث بعد على الرغم من عودة الدفء للعلاقات الخليجية بعد سنوات من الأزمة التي اندلعت في يونيو/حزيران 2017 وأسدل عليها الستار في يناير/كانون الماضي.

وفي 11 يناير/كانون الثاني اي بعد أقل من أسبوع على القمة الخليجية، بعث وزير الخارجية البحريني رسالة إلى نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يدعو فيها الجانب القطري لإرسال وفد رسمي إلى البحرين "في أقرب وقت ممكن لبدء المباحثات الثنائية بين الجانبين حيال القضايا والموضوعات المعلقة بين البلدين تفعيلا لما نص عليه بيان العلا"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء البحرينية الرسمية حينها.

وفي الأثناء تصاعد الخلاف على خلفية قضية احتجاز الدوحة صيادين بحرينيين قبل أن تطلق سراحهم، فيما اتهمت المنامة الدوحة "بالتعرض للصيادين البحرينيين في عرض البحر وإلقاء القبض عليهم دون وجه حق"، في حين قالت السلطات القطرية إنهم (الصيادون البحرينيون) تواجدوا في مياهها الإقليمية بشكل غير قانوني.

ومن المتوقع أن تشهد العلاقات البحرينية القطرية انفراجة في نهاية المطاف في ظل التقارب القطري السعودي والتقارب القطري المصري واللقاءات الثنائية التي عقدت وستعقد بين وفود من الدوحة والقاهرة وأبوظبي.

وتركز دول المقاطعة السابقة على تسوية الخلافات العالقة وإعادة بناء الثقة بعد ثلاث سنوات تقريبا من التوترات.