البحرين تنضم لقائمة دول افتتحت قنصليات في الصحراء المغربية

ملك البحرين حمد بن عيسى ينوه في اتصال هاتفي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس بقراراته التي أفضت إلى تدخل حاسم وناجع لإنهاء غلق البوليساريو لمعبر الكركرات ولحفظ الأمن والاستقرار.
تضامن بحريني مع المغرب وحقه في التحرك لحفظ الأمن في الكركرات
فتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمغرب يعزز مغربية الصحراء

الرباط - التحقت البحرين بقائمة الدول العربية التي افتتحت أو تعتزم إلى جانب العديد من الدول الإفريقية فتح قنصليات في مدينة العيون بالصحراء المغربية جنوب المملكة، معززة بذلك الدعم العربي والخليجي لمغربية الصحراء.

وأعلن بيان للديوان الملكي المغربي أن البحرين تعتزم إقامة قنصلية في مدينة العيون، مؤكدا تأييد المغرب في سياق التوتر الذي تشهده المنطقة بسبب أزمة الكركرات.

وقال البيان إن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أبلغ العاهل المغربي الملك محمد السادس في اتصال هاتفي الخميس "قرار مملكة البحرين بفتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربة"، على أن يتم التنسيق بشأنها بين وزارتي الخارجية في البلدين.

ونوه ملك البحرين بالقرارات التي أمر بها الملك محمد السادس "بمنطقة الكركارات بالصحراء المغربة والتي أفضت إلى تدخل حاسم وناجع لحفظ الأمن والاستقرار بذلك الجزء من التراب المغربي"، بحسب البيان.

وجاء في بيان الديوان الملكي المغربي "یندرج ھذا الاتصال في إطار ما یربط العاھلین الكریمین وأسرتیھما الملكیتین من علاقات أخویة صادقة وتقدیر متبادل، كما یعكس نھج التشاور والتنسیق الدائم بین القائدین، وما یجمع البلدین الشقیقین من تعاون مثمر وتضامن موصول".

وتابع "بھذه المناسبة، أبلغ صاحب الجلالة الملك حمد بن عیسى آل خلیفة، جلالة الملك، قرار مملكة البحرین بفتح قنصلیة عامة لھا بمدینة العیون المغربیة، وأن یتم التنسیق بشأنھا بین وزارتي الخارجیة في البلدین".

وأعلن العاهل الأردني ملك عبدالله الثاني عن قرار مماثل الأسبوع الماضي في اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس، بينما كانت الإمارات أول دولة عربية تفتح ممثلية دبلوماسية لها في الصحراء المغربية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني.

كما أفادت الخارجية المغربية هذا الأسبوع بأن جمهورية هايتي قررت هي الأخرى افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة جنوب العيون. وتحتضن المدينتان منذ أواخر العام الماضي 15 قنصلية لدول إفريقية جنوب الصحراء.

ويعتبر المغرب افتتاح هذه الممثليات الدبلوماسية الأجنبية في أقاليمه الجنوبية تأكيدا لسيادته على الصحراء، بينما سبق لجبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر التي تدعمها، أن أدانتا ذلك.

البحرين ثاني دولة خليجية بعد الإمارات تقرر فتح ممثلية دبلوماسية لها في مدينة العيون بالصحراء المغربية تضامنا مع الرباط وتأييدا لقرارات المملكة في التعامل الحازم مع غلق جبهة البوليساريو معبر الكركرات

ويأتي هذه الإعلان في سياق عودة التوتر منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني إلى الصحراء المغربية، بعد عملية عسكرية نفذها الجيش المغربي في منطقة الكركرات العازلة بهدف إعادة حركة المرور إلى معبر حدودي مع موريتانيا قطعته ميليشيات البوليساريو.

وردت الجبهة الانفصالية بأن العملية المغربية تُسقط وقف إطلاق النار المعمول به منذ 1991 بين الطرفين بإشراف الأمم المتحدة، معلنة الحرب.

ويسيطر المغرب على 80 بالمئة من هذه الصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، باستقلالها.

وتتسع دائرة التضامن مع المغرب يوما بعد يوم منذ تدخله وإنهائه سيطرة عصابات البوليساريو على معبر الكركرات وإعادة فتحه وتأمينه أمام حركة التجارة من وإلى موريتانيا، فبعد حملة التضامن التي أبداها البرلمان العربي ومجلس التعاون لدول الخليج ومنظمة التعاون الإسلامي وعدد من الدول العربية والإسلامية، عبرت العديد من الدول الإفريقية بدورها عن تأييدها للتحرك المغربي وهو تأييد يعزز في مضمونه دعما لمغربية الصحراء ونبذا للجبهة الانفصالية وحاضنتها وتنديدا بمحاولات العبث بأمن المنطقة برمتها وليس أمن الصحراء المغربية لوحدها.

وفي مقابل اتساع دائرة التضامن مع المغرب، تجد الجزائر والبوليساريو نفسيهما في حرج وعزلة أكبر، ففي الوقت الذي كانت دول المنطقة تتطلع إلى تغيير حقيقي في الجارة الشرقية ينهي عقودا من تعطيل الشراكة والتنمية والتبادل التجاري والضغائن والتآمر، لاتزال الجزائر على المسار ذاته كأن لا شيء تغير وهو أمر يؤكده الجزائريون أنفسهم.       

وتدرك الدول التي عبرت عن تضامنها مع المغرب ودعمت قراره في التحرك لإنهاء إغلاق معبر الكركرات الذي دام ثلاثة أسابيع، أن المملكة تحركت ضمن قواعد الشرعية الدولية وبدون نية للقتال مع ميليشيات جبهة البوليساريو التي أثارت الفوضى ثم أعلنت إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار.

وعبرت دول غينيا الاستوائية وإسواتيني وغامبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجيبوتي والغابون وساوتومي وبرنيست واتحاد جزر القمر وتجمع دول الساحل والصحراء عن تضامنها ووقوفها إلى جانب المغرب في تحركه لطرد الانفصاليين من معبر الكركرات.