البحرين تنضم للإمارات في اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل

الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يعلنان في بيانين في نفس التوقيت توصل إسرائيل والبحرين لاتفاق سلام يأتي بعد أقل من شهر من اتفاق مماثل ستوقعه أبوظبي وتل أبيب بشكل رسمي في البيت الأبيض.
البحرين والإمارات توقعان منتصف سبتمبر اتفاق سلام مع إسرائيل
البحرين رابع دولة عربية تتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل

واشنطن/المنامة - اتّفقت البحرين وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفق بيان ثلاثي صدر عنهما وعن الولايات المتحدة، في خطوة تاريخية هي الثانية في أقل من شهر بعد اتفاق مماثل بين الإمارات وإسرائيل.

وسيقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني بتوقيع "إعلان السلام" خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض في 15 سبتمبر/ايلول الحالي، وفق البيان المشترك.

وجاء في البيان أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالا بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي "اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

وقال البيان إنّ هذه الخطوة "تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث أن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".

وأكد البيان أن "جميع الأطراف ستستمر في جهودها لتحقيق حل عادل وشامل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ولتمكين الشعب الفلسطيني من إطلاق جميع إمكانياته وعلى أكمل وجه".

وأصدرت البحرين بيانا قالت فيه إنه خلال الاتصال الهاتفي مع نتانياهو وترامب، أكد الملك حمد بن عيسى على "ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل كخيار استراتيجي، وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

والبحرين حليفة رئيسية للولايات المتحدة في المنطقة ومقر الأسطول الخامس وتقيم روابط قوية مع جارتها السعودية التي يرى محللون أنه من الصعب أن تكون المنامة أقدمت على هذه الخطوة من دون مباركة من الرياض.

وغرّد ترامب الذي يحقق بذلك نجاحا دبلوماسيا مهما على مشارف انتخابات رئاسية يتطلع من خلالها إلى الفوز بولاية ثانية، بالقول "خرقا تاريخيا جديد اليوم". وقال "إنّ صديقينا الكبيرين إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام".

ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم دول الخليج، هدفا رئيسا ضمن الإستراتيجية الإقليمية لترامب من أجل احتواء طهران، العدو اللدود لواشنطن وإسرائيل.

وتزامنا مع إعلان ترامب، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن الأمر نفسه من القدس.

وقال في بيان نشر بالعبرية "مواطنو إسرائيل، يسرّني أن أبلغكم بأنّه في هذا المساء، توصلنا إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى، البحرين. هذا الاتفاق يضاف إلى السلام التاريخي مع دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأوضح بيان مشترك بين الدول الثلاث نشره ترامب على حسابه بتويتر، أنّ البحرين ستنضم إلى مراسم توقيع مرتقبة الثلاثاء في واشنطن بحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وتتشارك إسرائيل والبحرين ودول إقليمية أخرى، مواقف متقاربة تجاه إيران وتتهم المنامة طهران باستخدام شيعة البحرين ضدّ النظام الملكي القائم.

ورأى ترامب في تصريحات موجزة من المكتب البيضاوي، أنّه صار من شأن الأوضاع أن تتطور إيجابا لصالح الفلسطينيين من دون إبراز أدلة ملموسة. وقال "أعتقد أنّ أمورا جيّدة كثيرة ستحصل بالنسبة إلى الفلسطينيين".

وكان الملياردير الجمهوري ابتعد عن السلطة الفلسطينية منذ وصوله إلى البيت الأبيض عبر اتخاذه سلسلة قرارات لمصلحة إسرائيل، ساعيا بذلك إلى إرضاء الجماعات المسيحية الإنجيلية المهمة ضمن قاعدته الانتخابية.

وكان ملك البحرين قد جدّد خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنامة نهاية اغسطس/اب، دعم دولته لإقامة دولة فلسطينية، في موقف بدا أنّه يستبعد دعوة واشنطن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أمد منظور.

وأوضح البيان المشترك أنّ البحرين ستنضم إلى مراسم توقيع مرتقبة الثلاثاء في واشنطن بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ويجعل هذا الاتفاق من البحرين رابع دولة بعد الإمارات (مؤخرا) والأردن في 1994 ومصر في 1979، تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

ورحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي باتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل واصفا إياه بـ "الخطوة التاريخية".

وقال السيسي الذي كانت بلاده أول دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979، في تغريدة على تويتر إنه "يثمن هذه الخطوة الهامة نحو إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وبما يحقق التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية"، ووجه الشكر إلى "كل القائمين على تنفيذ هذه الخطوة التاريخية".

وأكد الأردن الجمعة أن "زوال الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، معتبرا أن أثر اتفاق البحرين وإسرائيل يعتمد على ما ستقوم به الأخيرة.

وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي في بيان، إن "الاحتلال هو سبب الصراع وأساسه، وزواله وفق حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم" في المنطقة.

وأضاف أن "التغيير المطلوب والخطوة الأساسية المطلوبة والقادرة على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة يجب أن يأتيا من إسرائيل بحيث توقف إجراءاتها التي تقوض حل الدولتين وتنهي الاحتلال اللاشرعي للأراضي الفلسطينية وتلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وأكد الصفدي تعقيبا على اتفاق إسرائيل والبحرين على تطبيع العلاقات بينهما أن "أثر اتفاق تطبيع العلاقات البحرينية-الإسرائيلية وكل اتفاقات السلام مع إسرائيل يعتمد على ما ستقوم به إسرائيل".

وأوضح أنه "إن بقي الاحتلال واستمرت إسرائيل في إجراءاتها التي تنسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وضم الأراضي وبناء المستوطنات وتوسعتها والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف سيتفاقم الصراع وسيتعمق ولن تنعم المنطقة بالسلام".