البرلمان الليبي يخفق في حسم مصير الانتخابات

ستيفاني وليامز: يتعين أن ينصب التركيز بشكل أساسي على الانتخابات وليس على بقاء او رحيل حكومة الوحدة الوطنية.
فوضى ومجادلات صاخبة في اوسع جلسة للبرلمان منذ مارس

بنغازي (ليبيا) - أرجأ البرلمان الليبي الاثنين تصويتا على كيفية التعامل مع تداعيات تأجيل الانتخابات، بعد جلسة فوضوية عكست حجم الأزمة السياسية حول مصير عملية السلام.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الجمعة الماضية في إطار مسعى على نطاق أوسع لإنهاء عقد من الفوضى والعنف في ليبيا عن طريق تنصيب رئيس وبرلمان جديدين يتمتعان بالشرعية الوطنية، لكنها تأجلت بعد خلافات حول القواعد الحاكمة لها.
ويتنازع المرشحون والفصائل السياسية والسياسيون منذ ذلك الحين حول مدة تأجيل الانتخابات، وما إذا كان من الممكن بقاء حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة خلال هذه المدة.
وكانت جلسة البرلمان الاثنين هي الأكبر منذ تشكيل حكومة الدبيبة في مارس/آذار، والأولى أيضا منذ ذلك الحين التي تجمع المشرعين من كل الفصائل المتصارعة بين جدران المجلس المنقسم منذ فترة طويلة.
وقالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا الأسبوع الماضي إن من غير الممكن إجراء الانتخابات، على خلفية ما وصفتها بأوجه قصور في قانون الانتخابات وعملية الطعون القضائية واقترحت تأجيل الانتخابات إلى 24 يناير/كانون الثاني.
وقدمت لجنة برلمانية معنية بالانتخابات تقريرا الاثنين قالت فيه إنه إذا لم تتم معالجة المشاكل فسيكون من المستحيل إجراء انتخابات في ذلك التاريخ.
وانفضت الجلسة التي نقلها التلفزيون بعد مجادلات صاخبة، ومن المتوقع أن يجتمع البرلمان مرة أخرى الثلاثاء للتصويت على مقترحات من بينها تأجيل الانتخابات.
ومن المرجح أيضا أن تتناول مصير حكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الدبيبة لها، بعد أن كان ترشحه للرئاسة أحد الأسباب الرئيسية للخلافات الانتخابية. وأوصى تقرير اللجنة الانتخابية بالبرلمان بتغيير الحكومة.
ويحتج البعض بأنه لم يكن ينبغي السماح للدبيبة بالترشح، بعدما وعد، عندما تولى رئاسة الحكومة، بعدم خوض انتخابات الرئاسة. ويضيفون بأنه ليس من العدل أن يشارك في الانتخابات بينما لا يزال يحتفظ بمنصبه كرئيس للوزراء.
وقالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ستيفاني وليامز الاثنين إنه يتعين أن ينصب التركيز بشكل أساسي على الانتخابات وليس على مصير حكومة الوحدة الوطنية. لكنها أضافت أن من الواجب أن يكون هناك "تكافؤ في الفرص" بحيث لا يتمتع أي مرشح بأفضلية ترجح كفته بشكل ظالم من خلال الترشح أثناء توليه منصبا رسميا.
وكانت خارطة طريق أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي العام الماضي قد طالبت بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بالتزامن. وكانت وليامز حينها القائم بأعمال مبعوث الأمم المتحدة.
وأعطت خارطة الطريق الملتقى، المؤلف من 75 مندوبا اختارتهم الأمم المتحدة من مختلف الفصائل والقوى الليبية، الحق في اتخاذ بعض الإجراءات إذا عرقلت الكيانات السياسية القائمة في ليبيا العملية السياسية.
وفي الأسبوع الماضي، قالت القوى الغربية إنها ستظل تعترف بالحكومة الليبية المؤقتة إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة جديدة بعد انتخابات، لكنها لم تعلق بشكل محدد على النقطة المتعلقة بدور الدبيبة على رأس الحكومة.
وتشكَّل البرلمان الليبي في 2014 في انتخابات أطلقت شرارة الانقسام في ليبيا بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب، وانحازت المجموعة الرئيسية من أعضائه إلى الشرق خلال الحرب الأهلية.