البرهان يترجم فشله السياسي بإطلاق النار على مبادرات السلام الإقليمية

قائد الجيش يشتكي لمجلس الأمن من "دول تدعم حميدتي" ويبلغ"إيغاد" بتجميد عضوية السودان وعدم الاعتراف بقراراتها الأخيرة.

الخرطوم - اشتكت وزارة الخارجية السودانية لمجلس الأمن من تحركات الدول الإقليمية للحل في السودان معتبرة أنها "تغذي استمرار الحرب بتزويدها قوات الدعم السريع بالسلاح والدعم السياسي والإعلامي"، وذلك بعد الإعلان رسميا عن تجميد عضوية السودان في الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" بشكل كامل وعدم الالتفات لقراراتها الأخيرة، في خطوة لا تخرج عن سياق سياسة الهروب للأمام في مناورات مكشوفة لتقويض جهود السلام.

ويسير قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان على نفس النهج برفض جميع المبادرات والوساطات  المحلية والإقليمية والدولية لإنهاء الحرب، كما حدث مع منبر جدة وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، وأخيرا إيغاد، لأنها لا تحقق المكاسب السياسية الشخصية التي يطمح إليها.

وقالت وزارة الخارجية السودانية التي تعتبر اللسان الناطق للبرهان في بيان السبت، "إن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بعث برسالة خطية إلى رئيس جمهورية جيبوتي، رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إسماعيل عمر جيله، أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة".

وتؤكد هذه الخطوة غير المسبوقة فشل البرهان السياسي وعدم قدرته على اللحاق بالتحركات الدبلوماسية الفاعلة لقائد قوات الدعم السريع  محمد حمدان دقلو حميدتي. الذي نجح في إقناع "إيغاد" بطرحه ورؤيته لإنهاء الحرب.

قرار البرهان تجميد عضوية السودان في إيغاد خطوة تكشف عدم قدرته على اللحاق بالتحركات الدبلوماسية الفاعلة لحميدتي، الذي نجح في إقناع الدول الوسيطة بطرحه ورؤيته لإنهاء الحرب.

ونشط قائد قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة في تحركاته الدبلوماسية في دول الجوار مبديا استعدادا صريحا للقاء البرهان وبحث سبل السلام لإنهاء معانات السودانيين، في الوقت الذي يحرز فيه تقدما عسكريا، وهو ماجعل البرهان يشعر أنه يخسر المعركة السياسية بالإضافة إلى العسكرية فقرر عرقلة أي محاولة للسلام ضمن الوضع الحالي.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن "الإيغاد تجاهلت قرار السودان، الذي نقل إليها رسمياً بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في السودان، وأضافت "مع ذلك تم إدراج بند حول السودان في قمة رؤساء الدول والحكومات الاستثنائية الثانية والأربعين، التي انعقدت الخميس الماضي، وقاطعها السودان".

وقال مصدر دبلوماسي إن قرار التجميد يعني عدم اعتراف السودان بكل القرارات التي تصدرها المنظمة في الشأن السوداني أو الدعوات والمشاركة في الأنشطة المختلفة. ونوه إلى عدم التزام رئيس مجلس السيادة، بأي مقترح قدمته المنظمة خلال القمة الأخيرة بما في ذلك عقد لقاء مع قائد الدعم السريع.

وكانت الايغاد عقدت الخميس الماضي قمة استثنائية ناقشت العلاقات بين إثيوبيا والصومال، والأوضاع في السودان. وأفاد البيان الختامي أن القادة وجهوا دعوة ثانية لقائدي الجيش والدعم السريع للاجتماع وجها لوجه في غضون 14 يوما.

وتابعت الخارجية هجومها على إيغاد أن البيان الختامي حمل عبارات تنتهك سيادة السودان، وتستفز مشاعر ضحايا الفظائع التي ترتكبها المليشيا المتمردة وذويهم- وفق صياغة البيان.

وقاطع البرهان المشاركة في القمة الثانية والأربعين للمنظمة التي شهدت مشاركة رؤساء دول المنظمة وقائد قوات الدعم السريع. وأكد في خطاب أن حكومة السودان "غير ملزمة ولا يعنيها كل ما يصدر من الإيجاد في الشأن السوداني".

كما رفض قبل حوالي أسبوعين، اتفاقا تم توقيعه بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية وجماعات سياسية، وتعهد بمواصلة الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وذلك في خطاب ألقاه أمام القوات المسلحة.

وذلك بعد أن أكدت قوات الدعم السريع في بيان، توقيعها على اتفاق مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، مؤكدة أنها "منفتحة على وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، عبر التفاوض مع الجيش".

وقال قائد الدعم السريع حميدتي، إن الجيش دُعي أيضا للتوقيع على الإعلان نفسه، مضيفا أن الوثيقة تضع الأساس لمفاوضات سلام تنهي حربا مستعرة منذ أكثر من تسعة أشهر.

ولم تستجب القوات المسلحة لدعوة وجهها رئيس تحالف "تقدم"، عبد الله حمدوك، للقاء يجمع بين رئيس البرهان، وحميدتي.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، وسط توتر بسبب الانتقال من الحكم العسكري إلى المدني. وتشارك الطرفان فيما سبق السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019 خلال انتفاضة شعبية.
وخلّفت الحرب أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.