البرهان يتهم بقايا نظام البشير بالتخطيط لانقلاب عسكري

رئيس مجلس السيادة الانتقالي يشدد على أن القوات المسلحة السودانية لن تسمح بأي نشاط يقوض نجاح الفترة الانتقالية وينقلب على ثورة الشعب.

الخرطوم - اتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان أطرافا سياسية بالتخطيط لانقلاب عسكري يقوض الفترة الانتقالية.

وقال البرهان السبت في مقابلة بثها التلفزيون الحكومي بالبلاد أن "هناك جهات تروج لانقلاب بواسطة الجيش ومن ضمن تلك الجهات، المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق المنحل)، وقالوا إنهم لن يسمحوا بنجاح الفترة الانتقالية".

وأضاف  إن "تنظيمات سياسية بالبلاد تهدد بعدم السماح بعبور الفترة الانتقالية وتروج لانقلابات بواسطة الجيش".

وبدأت بالسودان في 21 أغسطس/آب الماضي، فترة انتقالية تستمر 39 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائد الاحتجاجات الشعبية، بخلاف حكومة انتقالية تدير المرحلة وتستهدف تحسين أداء الاقتصاد.

وعزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/نيسان 2019، الرئيس السابق عمر البشير رئيس حزب المؤتمر، من الرئاسة (1989- 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وشدد البرهان على أن القوات المسلحة في السودان لن تسمح بأي انقلاب على ثورة الشعب السوداني وعرقلة جهود إنجاح الفترة الانتقالية.

وتابع "المؤتمر الوطني هو المتضرر الوحيد من انحياز القوات المسلحة للشعب، لذلك يحاولون الوقيعة وزرع بذور الفتنة، وكل الدلائل والرسائل التي وصلتنا قالوا إنهم لن يسمحوا بعبور الفترة الانتقالية".

ومضى قائلا "بعض الأحزاب (لم يسمها) تحاول اختراق صفوف القوات المسلحة، لتجد موطئ قدم لها، لذا كانت رسالتنا المستمرة؛ أبعدوا القوات المسلحة عن السياسة".

وأكد أنه يتم جمع المعلومات للقبض على المتورطين في ذلك وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من حزب المؤتمر الوطني.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر رئيس المجلس السيادي قرارا بتشكيل لجنة "إزالة آثار التمكين" لنظام البشير ومحاربة الفساد واسترداد الأموال.‎

وقبل أيام تظاهر عشرات من أنصار البشير في الخرطوم ومدينة كسلا على بعد 800 كيلومتر شرق العاصمة، مطالبين بإسقاط الحكومة الانتقالية.

وبدأت هذه التحركات في التصاعد منذ قامت لجنة التمكين بحل منظمة الدعوة الإسلامية أكبر ممول لنظام الرئيس المعزول التي تنشط تحت غطاء إغاثي والمدعومة من تركيا وقطر.

ويراهن إسلاميو السودان ومن خلفهم الحاضنة القطرية على تأجيج الفوضى للتشويش على جهود السلطة الانتقالية ومساعيها لاجتثاث وتفكيك منظومات الفساد في الدولة وأذرع النظام السابق التي تغلغلت في مفاصل المؤسسات.

كان حل منظمة الدعوة ضربة قاصمة لجهود قطر وتركيا لإحياء مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة ولمحاولاتهم استعادة زمام المبادرة بعد سقوط حليفهما البشير وتفكك منظومات الدعم والإسناد محليا وإقليميا.

وتقاوم التنظيمات والمؤسسات المرتبطة بالنظام السابق ومنها منظمة الدعوة الإسلامية الجهود التي تبذلها السلطة الانتقالية التي أبدت عزمها تفكيك منظومات النظام السابق وخلاياه التي تغلغلت في مؤسسات الدولة. ويبدو أن اللجوء للتصعيد في الشارع بات خيار تلك الخلايا  لإرباك الحكومة وتعطيل مساعي اجتثاثها.