البشير يلتف على دعوات تطالبه بالرحيل بـ'حكومة كفاءات'

الرئيس السوداني جرّب بلا فائدة كل الخيارات المتاحة لاحتواء الاحتجاجات المطالبة برحيله مراوحا بين الترغيب والترهيب.

البشير يقدم وصفة سياسية جديدة لا تقنع المطالبين برحيله
البشير يراوح بين المرونة والشدّة في مواجهة أكبر احتجاجات على حكمه
الرئيس السوداني يستنفد آخر الخيارات المتاحة لتجنب السقوط

الخرطوم - بحث الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء مع رئيس مجلس الوزراء محمد طاهر أيلا، سبل التوصّل إلى صيغة لتشكيل حكومة "كفاءات" قادرة على "معالجة القضايا المحلية وتلبية آمال المواطنين".

وجاء ذلك في لقاء جمع البشير وأيلا بالقصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، وفق بيان صادر عن الرئاسة السودانية.

وجرّب الرئيس السوداني كل الخيارات المتاحة لاحتواء الاحتجاجات المطالبة برحيله عن الحكم، مراوحا بين المرونة والشدّة، حيث اتخذ حزمة إجراءات اقتصادية وأجرى تعديلات حكومية واسعة وصولا إلى إعلان حالة الطوارئ ومنح الأجهزة الأمنية سلطات أوسع في التصدي للمظاهرات وحظر التجمعات والتظاهرات غير المرخص لها.

لكن الإجراءات التي اتخذها البشير في وقت وجيز لم تنجح في احتواء الغضب الشعبي بل على العكس أججت الاحتجاجات المنادية برحيله عن السلطة.

ووصل البشير للحكم على اثر انقلاب عسكري على الحكومة الديمقراطية المنتخبة برئاسة رئيس الوزراء المنتخب في تلك الفترة الصادق المهدي.

وتولى بعد الانقلاب منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو/حزيران 1989 وجمع بين منصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الجمهورية حتى2 مارس/اذار 2017 حيث تم فصل منصب رئيس الوزراء وفقا لتوصيات الحوار الوطني السوداني وتم حيبنها تعيين بكري حسن صالح رئيسا للوزراء.

وفي 26 أبريل/نيسان 2010 أعيد انتخاب البشير رئيسا في أول "انتخابات تعددية" منذ استلامه للسلطة.

البشير يتقلب بين قرارات متناقضة جمعت بين المرونة والتصعيد ما يعكس انحسار خيارات معالجة الأزمة واحتواء الاحتجاجات المناهضة لحكمه

وتعرض لكثير من الانتقادات والاتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية خلال السنوات السابقة، حيث أثارت فترة حكمه جدلا واسعا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم حرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان.

ولم ينقل البيان الصادر عن الرئاسة السودانية اليوم الثلاثاء أي تصريحات للبشير، غير أنه نقل عن أيلا قوله في تصريحات إعلامية، إن اللقاء تناول أيضا إمكانية التشاور حول العمل المطلوب في مجال الحوار والتواصل مع الأحزاب المختلفة.

وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أنه أطلع البشير على نتائج لقاءاته مع عدد من الولاة، لتفعيل الإجراءات الخاصة بضمان وصول وتوفر السلع الضرورية إلى جانب تحسين ورفع الكفاءة لتحسين الخدمات المباشرة للمواطنين.

كما لفت إلى أن اللقاء ناقش توفير مدخلات الزراعة والنظر في الرسوم الجمروكية المفروضة على المدخلات الأساسية والمعدات الرأسمالية ومتابعة شراء القمح المحلي للاطمئنان على توفير 40 بالمائة من احتياجات البلاد من القمح للعام الجديد (2019).

والسبت، أصدر البشير مرسوما بتعيين محمد طاهر أيلا، رئيسا لمجلس الوزراء، خلفا لمعتز موسى الذي تم إعفائه من منصبه.‎

ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 31 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر ناشطون وأحزاب معارضة العدد بـ 50 قتيلا.