البصمة البيومترية تكشف مزيدا من الفساد في ملف المبعدين من الكويت
الكويت – كشفت مصادر أمنية كويتية عن رصد حالات تطابق البصمة البيومترية لعدد من المقيمين مع آخرين سبق إبعادهم منذ سنوات بسبب قضايا مختلفة، ويأتي ذلك في إطار حملة تقودها الكويت منذ أشهر ضد تجارة الاقامات في البلاد.
ونقلت صحيفة "الرأي" المحلية عن مصادر أمنية قالت إن "أخذ البصمة كشف عن تطابق بصمات بعض المقيمين، لا سيما من العمالة المنزلية والسائقين، مع أشخاص سبق إبعادهم منذ سنوات، وبعضهم أُبعد منذ أكثر من 20 سنة"، مضيفة أنه "تم رصد مطلوبين ومبعدين عادوا بجوازات سفر مزوّرة وبأسماء مختلفة، وبعضهم لا يتطابق مع المُبعد السابق سوى بالصورة على الجواز، وغالبيتهم من الجنسيات الآسيوية".
وأوضحت المصادر ذاتها أنه تم حظر ملفات المخالفين لعدم تجديد إقاماتهم وإبعادهم عن البلاد، مشيرة إلى أن اعتماد تطبيق البصمة البيومترية كشف عن عملية تلاعب بالبيانات الشخصية لعدد من العائدين.
وقالت إن "بعضهم أجرى عمليات جراحية لأصابع اليد والبعض منهم لجأ إلى حرق وتشويه يده حتى لا يتم التعرف على بصمته السابقة، فيما لجأ آخرون إلى تغيير جواز سفر بلاده والحصول على جواز باسم آخر، مع وضع الصورة الحقيقية فقط على جواز السفر".
وتشن الكويت حملة واسعة للتصدي لظاهرة الاتجار بالإقامات وتحديد قواعد مشددة لإبعاد وإخراج الأجانب المخالفين لقانون البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية مؤخرا أنها تمكنت من ضبط تشكيل عصابي يضم مواطنا كويتيا ومصريين وصينيا بتهمة الاتجار بالبشر وتسهيل الحصول على الإقامة مقابل مبالغ مالية.
وشددت الوزارة في بيان على "أنها مستمرة في التصدي بكل حزم لظاهرة الاتجار بالبشر، خاصة بعد تفعيل قانون الإقامة الجديد، الذي ينص على عقوبة الحبس من ثلاث إلى خمس سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 5000 إلى 10000 دينار كويتي (حوالي 16.2 إلى 32.4 ألف دولار)، وتتعدد الغرامة بتعدد المخالفين، فيما تتضاعف العقوبة إذا كان الجاني موظفاً عاماً استغل وظيفته في ارتكاب الجريمة".
وتواصل السلطات الكويتية تنفيذ قرارات صارمة على المخالفات المتعلقة بالاقامة فيها وقانون الجنسية، حيث أصدرت بداية الأسبوع قرارا بسحب واسقاط الجنسية عن 9464 شخصا إضافة إلى من اكتسبها معهم عن طريق التبعية.
وتستهدف الحملة، التي بدأت قبل أشهر، ما وصفته الحكومة بـ"حالات الجنسية المزورة والمزدوجة". إذ تحظر القوانين الكويتية الاحتفاظ بالجنسية الأصلية عند الحصول على الجنسية الكويتية. وأشارت صحف محلية إلى أن الهدف من هذه القرارات هو الحفاظ على الهوية الوطنية، وتحقيق الاستقرار وحماية النسيج الاجتماعي في البلاد.
وقد تم سحب الجنسية من العديد من الشخصيات الفنية ونجوم الصف الأول بالبلاد بالإضافة الى شخصيات عسكرية بارزة في الدولة. وتُشير تقديرات غير رسمية إلى أن الجنسية الكويتية قد سُحبت من 34 ألف شخص على الأقل خلال الأشهر الماضية، دون احتساب التابعين لهم الذين تأثرت جنسيتهم بحكم التبعية.