البطريرك الماروني وسط آلاف اللبنانيين: لا تسكتوا

الراعي يدعو مواطنيه الى الضغط باتجاه فتح ملفات السلاح غير الشرعي والفراغ الحكومي والفساد والتحقيق في انفجار بيروت.
سمير جعجع يعتبر السلطة الحالية في لبنان هي نفسها سلطة ما قبل الانسحاب السوري

بيروت – دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السبت امام الاف اللبنانيين الى "عدم السكوت" على الفراغ الحكومي والسلاح غير الشرعي وغير اللبناني والوقوف بوجه ما اسماه الانقلاب على الدولة والنظام.
ولم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/ آب الماضي بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت.
ويهيمن حزب الله الموالي لايران على اجهزة الحكم في لبنان ويقف خلف تأخر تشكيل حكومة سعد الحريري بسبب الخلاف مع ميشال عون الذي ساهم الحزب في ايصاله الى منصب رئيس الجمهورية.

وقال الراعي امام وفود مؤيدة لدعواته حضرت الى مقر البطريركية المارونية في بكركي ببيروت "لا تسكتوا عن الفساد وعن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ، ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني ولا عن سجن الابرياء ولا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين ولا عن مصادرة القرار الوطني ولا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا عن عدم تأليف حكومة وعدم إجراء الاصلاحات".
وذكرت مصادر محلية ان الاف اللبنانيين توافدوا على بكركي لدعم موقف الراعي. وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "بكركي لكل لبنان"، و"بكركي الشرعية"، و"لا للسلاح غير الشرعي". ورددوا شعارات منددة بسلاح جماعة حزب الله، من قبيل "ما بدنا سلاح في لبنان إلا سلاح الجيش اللبناني".

عندما يستعين لبنان بأصدقائه كي ينهض مجددا ليعود المواطن للعيش بحد مقبول من الكرامة فعندها يكون تعديا على السيادة؟

ويمتلك حزب الله ترسانة أسلحة متطورة وصواريخ بدعم من ايران، وهو لب الخلاف بين القوى السياسية في لبنان.
واضاف البطريرك الماروني "لا توجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا جيشان أو جيوش على أرض واحدة ولا شعبان أو شعوب في وطن واحد، وأي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية التابعة لوزارة الاعلام.
وسبق للبطريرك الماروني ان دعا الى مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان من الانهيار. وأكد السبت "أننا نريد من المؤتمر الدولي أن يثبت الكيان اللبناني المعرض جديا للخطر وأن يثبت حدوده الدولية وأن يدعم نظام لبنان الديموقراطي وإعلان حياد لبنان، فلا يعود ضحية الصراعات، ولا يعود أرض الحروب والانقسامات".
والاسبوع الماضي، اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أن الدعوة الى تدويل أزمة لبنان هو "دعوة إلى الحرب واستدعاء لقوات احتلال"، محذرا من أن ذلك "قد يصب في مصلحة إسرائيل".
من جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت ان السلطة الحالية هي نفسها ما قبل عام 2005 معتبرا أن حزب الله حل بديلا للقوات السورية بعد انسحابها من البلاد في اعقاب وجود عسكري منذ عام 1976.
واعتبر الزعيم السياسي المسيحي أنه "حتى لو تغيّرت بعض الوجوه حيث استبدل إميل لحود (الرئيس الأسبق) اليوم بميشال عون إلا أن السلطة في جوهرها هي نفسها تلك السلطة الأمنية السورية ـ اللبنانية ولم يتغير سوى استبدال حزب الله بالقوات السورية".
ورد جعجع على مَن يعتبر أن طرح البطريرك الماروني لمؤتمر دولي يتعارض مع السيادة اللبنانية قائلا "أكثر من ضرب هذه السيادة هم من يقولون كلاما مشابها في الوقت الراهن".
وأوضح "عندما يستعين لبنان بأصدقائه في المجتمعين الدولي والعربي من أجل أن ينهض مجددا ليعود المواطن اللبناني للعيش بحد مقبول من الكرامة فعندها يكون تعديا على السيادة"؟
ويعتبر عون وحزبه التيار الوطني الحر أهم حلفاء حزب الله المسيحيين، في حين يناهض حزب القوات اللبنانية هيمنة "حزب الله" والمحور الإيراني على الساحة اللبنانية.‎