البعد الانساني يتقدم على السياسة في مساعدات الإمارات للصومال

الامارات ترسل اطنانا من المواد الطبية الى الصومال لمساعدة الفرق الصحية على مكافحة فيروس كورونا في هذا البلد الذي تقيم حكومته علاقات متوترة مع أبوظبي.

لندن – قدمت دولة الامارات مساعدات انسانية في مختلف انحاء العالم لمساعدة الدول على مواجهة تداعيات فيروس كورونا ضمن التوجه الاماراتي العام في اغاثة المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية والامراض.
ومنذ نشوب أزمة الفيروس، ارسلت الامارات مواد غذائية وطبية للكثير من الدول المتضررة دون الالتفات الى الجانب السياسي أو الخلاف في العلاقات.
ووصلت الصومال الثلاثاء طائرة مستلزمات طبية من الامارات لمساعدة عشرات الالاف من العاملين في القطاع الصحي على مواجهة الفيروس في هذا البلد الفقير. 
وتقيم حكومة الصومال علاقات متوترة مع الامارات، على خلفية انحياز مقديشو للمحور التركي القطري ودوره في زعزعة استقرار هذا البلد الذي يشهد اضطرابات منذ عقود.

الامارات تعبر عن ركن أصيل في دبلوماسيتها وسياستها الخارجية

وبلغ مجموع المساعدات المرسلة الثلاثاء الى الصومال 27 طنا من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية (7 أطنان من الإمارات و20 طنا من منظمة الصحة العالمية). وتهدف هذه الشحنة الى مساعدة نحو 27 ألفا من العاملين في القطاع الطبي بالصومال على مواجهة الفيروس.
وقال سفير الإمارات الى الصومال محمد أحمد عثمان الحمادي ان الامارات قامت منذ بداية أزمة فيروس كورونا بإرسال شحنات المساعدات الطبية العاجلة إلى عدد من الدول، كما دعمت المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة خاصة منظمة الصحة العالمية لإيصال المعونات الطبية لعدد كبير من الدول المحتاجة إليها.
وأوضح أن القدرات اللوجستية الكبيرة لدى دولة الإمارات المتمثلة في النقل الجوي مكنتها من نقل المعدات والأجهزة الطبية وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة بشكل عاجل لآلاف العاملين في القطاع الطبي وتوفير ما يلزمهم لممارسة عملهم في علاج المرضى من الفيروس.
 وسبق ان ارسلت الامارات أطنانا من الإمدادات الطبية لإيران وأفغانستان وصربيا وكرواتيا والصين وسوريا وغيرها من الدول.
وكتب معلقون على وسائل التواصل ان التسييس غير وارد في توجيه المساعدات الانسانية الاماراتية حتى قبل ازمة كورونا التي ادت خصوصا الى تدهور اقتصادات الدول الاقل نموا.
وعندما تنحي الامارات الاعتبارات السياسية جانبا عن الجهود الانسانية، فهي بذلك تعبر عن ركن أصيل في دبلوماسيتها وسياستها الخارجية.
وبلغ اجمالي المساعدات الاماراتية المقدمة للصومال في السنوات العشر الاخيرة  327 مليون دولار، على شكل منح لا ترد. واستهدفت مساعدة 14 قطاعا رئيسيا وبالتركيز على فئة الاطفال الاكثر احتياجا.