البعوضة قد تدمي مقلة الأسد

قطر لا تتصرف بوحي من بنات أفكارها. استهداف السعودية مخطط لقوى كبرى.

عرضت قناة الجزيرة حلقة من سلسلة برنامج "ما خفي أعظم" تناولت فيه حادث جهيمان في السعودية في عام 1979، وادعت أن منظمة دولية أدانت ذلك الحادث واعتبرته سوء إدارة من جانب السعودية وعرضت حياة الحجاج الى الخطر ودعت الى تدويل الأماكن المقدسة في السعودية.

يبدو أن قطر جادة في السعي الى تدمير السعودية وبحكم خبرتي في العمل في وزارة الخارجية القطرية لمدة 8 سنوات، فأستطيع القول أنها تعمل بجد على تنفيذ الخطة حيث كان قسم الاعلام بالكامل مكرسا للبحث عن أخبار السعودية محليا ودوليا وكانت جميع المواقع الالكترونية بلا استثناء مفتوحة للقسم، وحتى المواقع التي لا تفتح إلا باشتراك مالي كانت متاحة للقسم. زد على ذلك التسجيلات المسربة التي قال فيها مسؤول قطري كبير أن قطر والأميركان يعملون على تقويض الحكم في السعودية.

ومما يدل على أن قطر لا تتصرف بوحي من بنات أفكارها هو أنها لم تتعرض للتضييق من أي دولة كبرى، والمرة الوحيدة التي وُبِخت فيها في مجلس الأمن كانت عندما وبخ مندوب روسيا في مجلس الأمن المندوب القطري وقال له "إذا عدت للتحدث معي بهذه اللهجة فلن تكون هناك دولة اسمها قطر على الخريطة"، وجرى بعد ذلك بفترة قصيرة تسليم الحكم الى تميم بن حمد، كمحاولة من قطر لامتصاص الغضب الروسي.

إن ترك قطر تفعل ما تشاء لا يمكن أن يكون بدون هدف وخطة رسمت في الخارج وأوكلت مهمة تنفيذها على عاتق قطر، وأظن أنه لو لم تكن المقاطعة حدثت، فإن قطر ماضية أيضا في تنفيذ المهمة التي أسندت إليها، والمقاطعة عجلت مجرد تعجيل على تنفيذ الخطة لأن قطر وجدت ذريعة مقنعة لجلب الأتراك والإيرانيين الذين طالما تمنوا السيطرة على الأماكن المقدسة في السعودية، وها هي قطر تشتري الأسلحة المتقدمة والغواصات الحربية بكميات مهولة، وزادت عدد الجنود الأتراك في قطر، وأعطتهم اليد الطولى في التصرف باستقلالية تامة وكأنهم على أرض تركيا.

إن هناك مخططا أميركيا لإتمام مشروع تقسيم البلدان العربية، والسعودية ليست مستثناة وأود مشاركة هذا الفيديو للنائب البريطاني السابق جورج جالاوي.

إن لدى السعودية أجهزة استخبارية متقدمة ولا بد أنها تعرف ماذا يدور في رأس قطر، فهي، على تفاهتها، لا يستهان بها، فلديها مال كثير لتمول أية مخططات تريدها أميركا، دون تردد، لماذا؟ ليس هناك دافع أو سبب مفهوم لهاذا العداء ومن المستبعد أن تكون قطر موعودة بمكافأة لقاء هذا السعي لتدمير السعودية، فأي طفل سيخبرك أنه بعد انتهاء مهمة قطر، لن يكون لها أي قيمة سياسية أو استراتيجية ولن تحظى باحترام أي دولة لهذه الخيانة المكشوفة.

هذا ليس دفاعا عن السعودية، ولكن تدمير السعودية يعني تقويض قوة العرب بشكل كامل، خاصة أنها دولة لها ثقل سياسي واستراتيجي كبير، ولن تقف تداعيات هذا الأمر إن حصل، لا قدر الله، على جميع الدول العربية، فالهدف هو التدمير الكامل للعالم العربي، لأنه يزخر بالثروات وإسرائيل ترغب أن تراه محطما لا يقوى على الدفاع ولو بحجر. وبعد تدمير الدول العربية ذات الثقل السياسي والعسكري وهي العراق وسوريا وليبيا، بقيت دولتان هامتان وهما مصر والسعودية، ونحن نشاهد المؤشرات الواضحة على أن مشروع تدمير البلاد العربية يجري على قدم وساق، سواء من قبل الغرب أو تركيا أو ايران، والبطل الذي سيقوم بتمويل كل هذا المشروع هو قطر، ويبدو أن البعوضة قد تدمي مقلة الأسد فعلا لا قولا.