البوليساريو تتبنى 'بروباغندا' الحرب تحت وقع الهزائم الدبلوماسية

تلويح الانفصاليين بالتصعيد العسكري يعكس حالة من التخبط ناجمة عن افتتاح دول افريقية قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة وسحب دول أخرى الاعتراف بها وتبني المغرب ترسيم الحدود البحرية بما يشمل المجالات البحرية للصحراء المغربية.
البوليساريو تشعر بعزلة آخذة في التفاقم مع تفكك دعاية التضليل والإسناد
المغرب ملتزم بالمواثيق الدولية ضمن حدود السيادة والثوابت الوطنية المعلنة
تلويح البوليساريو بالتصعيد يهدف للتشويش على الجهود التنموية في الأقاليم الصحراوية

الجزائر - مع تنامي عزلتها دبلوماسيا وانحسار خياراتها وتفكك دعاية التضليل التي كانت تروج لها في المنابر الدولية وتآكل الدعم والإسناد الخارجي الذي كانت تحظى به من بعض الدول الإفريقية، عادت جبهة البوليساريو الانفصالية للتلويح بالحرب بذريعة جمود ملف التسوية في الصحراء المغربية والفراغ الأممي.

واعتبر عبدالقادر طالب عمر ممثل البوليساريو لدى الجزائر الداعمة والحاضنة الأساسية للانفصاليين أنه لم يعد أمام الجبهة من خيار إلا العودة لتبني العمل المسلح، مضيفا في تصريحات أدلى بها الأحد لوكالة الأنباء الروسية 'سبوتنيك'  إنّ "خيار الكفاح المسلح يبقى قائما والصحراويون مطالبون بإعداد قوتهم وتحضيرها لأن خيار الكفاح المسلح يبقى دائما مطروحا ويمكن اللجوء إليه عند الحاجة في حال فشل كل الحلول السياسية".

ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي أعلن فيه المغرب توافقه مع الاتحاد الأوروبي على مسار الحل السلمي وفقا للجهود الأممية وضمن حدود السيادة والثوابت الوطنية المعلنة.

كما يشير هذا التطور إلى حالة من التخبط تعاني منها الجبهة الانفصالية منذ أعلنت دول افريقية افتتاح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة وسحب دول أخرى الاعتراف بالكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية العربية الصحراوية.

وكان لافتا أيضا أن تلويح الانفصاليين بالعودة للحرب يأتي على وقع إنهاء المغرب للفراغات التشريعية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية للمملكة بما يشمل مجالاتها البحرية في الأقاليم الجنوبية.

وسبق للجبهة أن انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة كما أقدمت على خطوات تصعيدية بنقل مقرات لداخل المنطقة وهي انتهاكاتها تصدت لها الرباط حينها بتحرك دبلوماسي لدى المنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي، مؤكدة في الوقت ذاته أن التزامها بالمواثيق والقانون الدولي لا يعني ضعفا أو تهاونا في مواجهة تلك الخروقات.

البوليساريو انتهكت مرارا اتفاق وقف اطلاق النار في المنطقة العازلة
البوليساريو انتهكت مرارا اتفاق وقف اطلاق النار في المنطقة العازلة

ويبدو أن البوليساريو لم تجد من سبيل للتشويش على الجهود التي يبذلها المغرب لإحداث نقلة نوعية في صحرائه من خلال حزمة مشاريع تنموية على طريق تحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب عالمي للاستثمار، إلا بافتعال ضجيج المراد منه في النهاية تعطيل مسار التنمية.   

وفي محاولة لتبرير التهديد بالتصعيد تذرع طالب عمر بـ"الجمود" الحاصل في ملف النزاع، محذرا من "إمكانية انفجار الأوضاع" وهي تهديدات لطالما دأب الانفصاليون على إطلاقها للتغطية على إفشالهم الجهود الأممية للحل السلمي.  

إلا أن هذه التهديدات تبدو أيضا مقدمة لانتهاكات جديدة أو محاولة لإنعاش محاولات استقطاب التعاطف العالمي وتحفيز المجتمع الدولي للتدخل على ضوء الهزائم المتتالية التي منيت بها الجبهة الانفصالية دبلوماسيا.    

وقال القيادي في البوليساريو "على العالم أن يتحرك وإلا لا لوم على الصحراويين لأن الكرة في مرمى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي"، مقرّا في الوقت ذاته بالهزائم التي منيت بها الجبهة.

وبرر الجنوح للتصعيد بالتطورات الأخيرة في الأقاليم الجنوبية للمغرب ومنها تنظيم أنشطة رياضية وسياسية وفتح قنصليات في الصحراء إضافة إلى تبني البرلمان المغربي مشروعي قانون لترسيم الحدود البحرية بما يشمل المجالات البحرية في المياه الإقليمية الصحراوية.

وتتمسك البوليساريو بمطلب تقرير المصير فيما اقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته وهو اقتراح لقي ترحيبا دوليا بوصفه حلا للأزمة وإنهاء للنزاع المستمر منذ عقود.

وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أوضح أن"الحكم الذاتي مطابق مائة بالمائة لمبدأ تقرير المصير وهذا الأخير لا يعني قطعا الاستفتاء أو الاستقلال وإنما يعني حلا في إطار الحكم الذاتي".

وأكد كذلك أن "الشرعية موجودة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وليس فوق الأراضي الجزائرية لأن 80 بالمائة من ساكنة الصحراء توجد بأقاليمنا الصحراوية".

ووحدة المملكة المغربية وسيادتها على كل شبر من أراضيها خط أحمر ومن الثوابت الوطنية غير قابلة للتفاوض أو المساومة.