البيطار يستأنف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت بعد أشهر من التجميد

البيطار يأمر بإطلاق سراح خمسة محتجزين من بينهم عمال ومتعاقدين كانوا يعملون في المرفأ قبل انفجاره، موجها الاتهامات إلى 8 مسؤولين لبنانيين من بينهم أمنيان كبيران.
استئناف التحقيق يأتي بعد حوالي أسبوع على لقاء البيطار وفدا قضائيا فرنسيا
البيطار له صلاحية استدعاء مسؤولين كبار كمدعى عليهم وكذلك التحقيق مع قضاة

بيروت - استأنف طارق البيطار قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس/آب 2020 اليوم الاثنين عمله بعد تجميد التحقيق لأكثر من عام بسبب دعاوى قضائية رفعها سياسيون كبار من بينهم وزراء سابقون مقربون من حزب الله اتهموه بتسييس الملف وطالبوا بتنحيه.

وكان قد طالب باستجوابهم في القضية التي أثارت انقسامات عميقة رغم أنها تتعلق بكارثة أودت بحياة ما لا يقل عن 215 شخصا، بينما تأتي هذه التطورات الجديدة بعد حوالي أسبوع على لقاء البيطار وفدا قضائيا فرنسيا أدى زيارة إلى بيروت للاستفسار عن معلومات طلبها القضاء الفرنسي بشأن سقوط ضحايا فرنسيين في الانفجار وإصابة آخرين.

ورفض القاضي اللبناني إطلاع الوفد الفرنسي على مضمون التحقيق أو تزويده بأي وثائق مبررا ذلك بأن يده مرفوعة عن الملف بسبب القضايا المرفوعة ضده وكانت النيابة العمومية في باريس قد كلفت أحد القضاة بفتح تحقيق قضائي في الانفجار بتهمتي "القتل غير المتعمد" و"التسبب في إصابات بشكل غير متعمد".

وأمر البيطار اليوم بإطلاق سراح خمسة محتجزين من بينهم عمال ومتعاقدون كانوا يعملون في المرفأ قبل انفجاره ووجه الاتهامات إلى 8 مسؤولين لبنانيين من بينهم مسؤولان أمنيان كبيران، هما: المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة طوني صليبا، بحسب ما أفاد مسؤول قضائي وكالة "فرانس برس".

وأجرى قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروات مؤخرا دراسة قانونية توصل على إثرها إلى اتخاذ قرار يقضي باستئناف التحقيقات رغم الدعاوى المرفوعة ضده.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن هذا القرار يأتي استنادا إلى اجتهاد صادر عن رئيس المجلس العدلي الأسبق القاضي الراحل فيليب خيرالله اعتبر بموجبه أن عضو المجلس العدلي لا يجري رده أو الادعاء عليه من محكمة أدنى، إضافة إلى أن البيطار له صلاحية استدعاء مسؤولين أمنيين كمدعى عليهم وكذلك التحقيق مع قضاة.

 وكان البيطار قد ادعى في التحقيق الذي يجريه قبل أكثر من عام على رئيس الحكومة السابق حسان دياب ووزراء سابقين بينهم وزيرا الأشغال يوسف فنيانوس وغازي زعيتر ووزير المال السابق علي حسن خليل، كما طلب الاستماع إلى كل من إبراهيم وصليبا لكنه جوبه بتدخلات سياسية عرقلت إتمام عمله، ما أدى إلى تأجيج غضب أهالي الضحايا الذين اتهموا السلطات بمحاولة طمس الحقيقة.

كما أصدر مذكرة توقيف في حق وزير المالية السابق علي حسن خليل النائب عن حركة أمل (الشيعية)، وأحد المقربين من رئيس الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري لكنه اصطدم بعدم تنفيذها في سابقة اعتبرت تمردا على قرارات السلطة القضائية.

وكان أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت قد نفذوا الأسبوع الماضي اعتصاما أمام قصر العدل في بيروت احتجاجا على محاولات تعيين قاض رديف في تحقيقات القضية.

وتجمع الأهالي حاملين صور أبنائهم وذلك بالتزامن مع اجتماع أعضاء مجلس القضاء الأعلى للبحث في مقتضيات سير التحقيق العدلي في القضية، مؤكدين رفضهم تعيين قاض آخر وطمس التحقيق، مطالبين بالعدالة وإطلاق مسار التحقيق الذي يتولاه القاضي البيطار وأعلنوا أن "أي قرار سيتخذه مجلس القضاء الأعلى لغير صالح أهالي ضحايا انفجار المرفأ سيواجهونه بردود فعل غاضبة".