التحالف الأميركي الإيراني

العرب في وضع لا يحسدون عليه وربما يكونون ضحية تقاسم بين القوى الكبرى والإقليمية.

ليس ما يحدث على الساحة العربية وليد الصدفة، ولا يمكن ان يكون ما ورد في كتاب جورج فريدمان "العقد القادم" (2011). الفصل السابع منه مطابقا مع ما يجري اليوم مجرد صدفة، فقد اوضح بجلاء ان السبيل الوحيد للتعامل مع ايران هو التحالف معها كما فعل نيكسون مع ماوتسي تونغ وكما فعل روزفيلت مع ستالين، ونجح الاثنان في تجنب الخطر المحتمل من الاتحاد السوفيتي والصين، ومن خلال التحالف الاميركي الايراني لا تجد دول الخليج حليفا سوى اسرائيل كما ستظل دول الخليج تتشبث بالولايات المتحدة ورهن اشارتها في كل ما تطلب لكي تتقي شر ايران. 

وبالعودة الى الموقف الحالي في المنطقة، نجد ان هذا السيناريو منطبقا تماما، فالولايات المتحدة تتظاهر بالتأهب لقتال ايران ولكنها لن تقاتلها وهي فقط تمهد الطريق لاسرائيل لتنفيذ صفقة القرن، ثم ستسحب كافة قواتها من المنطقة بعد خلق نوع من التوازن بين ايران وحلفائها واسرائيل وحلفائها في المنطقة.

وهذا لا يبشر بخير لاي طرف من الاطراف العربية، فدول الخليج ستظل تدفع حتى تنضب خزائنها واسرائيل سوف تتوسع بالتدريج. 

لا بد ان الدول العربية المتمسكة بالولايات المتحدة تدرك ذلك، ولا يجوز ان تجاري الولايات المتحدة لان الموقف يعني الوقوع تحت رحمة ايران واسرائيل وكلما تمددت ايران سوف يستجد العرب بأميركا فتأتي لتأخذ مليارات جديدة، بينما تتوسع اسرائيل براحة تامة. 

هذا يفسر التقاعس الاميركي امام ايران ريثما تضبط اسرائيل وضعها ومن ثم يصبح هناك توازن على جانبي الخليج العربي، ولكن الاحداث الماضية اوضحت بجلاء ان لا اسرائيل ولا ايران مأمونتا الجانب، وربما يصبح هناك تفاهم صامت بينهما على تقاسم مناطق النفوذ، فايران لا يهمها تحرير فلسطين بقدر ما يهمها الهيمنة على الدول المحيطة بها وجميعها تتمتع بثروة نفطية هائلة واسرائيل لا تهدف الى وضع حد للمطامع الايرانية طالما انها تتوسع تدريجيا لاقامة اسرائيل الكبرى.

ارى ان العرب في وضع لا يحسدون عليه وربما يكون ضحية هذا التقاسم الفلسطينيون والاردنيون، فالعراق وسوريا في جيب ايران، وحصة اسرائيل ستحصل عليها من دول الجوار.

وربما سيزعج هذا تركيا وربما تسعى ايضا للحصول على شيء أسوة بايران واسرائيل.