التحديات العربية تتفاقم في ظل انتشار الوباء

تواصل انتشار كورونا في بعض البلدان العربية التي تعيش أزمات سياسية واقتصادية يثير قلق المجتمع الدولي من حدوث كارثة إنسانية في دول تعاني هشاشة القطاع الصحي.
83 إصابة بكورونا في العراق وفلسطين والسودان والأردن
ارتفاع وفيات كورونا في الجزائر إلى 105

القاهرة - يواصل فيروس كورونا انتشاره بالدول العربية معمقا تحديات السلطات التي تكثف جهود مكافحة الوباء على الرغم من محدودية الإمكانيات الطبية في بعض البلدان.

ويهدد الوباء القاتل بعض الدول العربية التي تعاني هشاشة القطاع الصحي نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها منذ سنوات خصوصا سوريا واليمن والعراق وليبيا، ما أثار قلقا دوليا من مصير هذه الدول إذا تفشى فيها الفيروس.

وفي هذا الإطار سجلت مصر الجمعة 120 حالة إصابة جديدة بالفيروس من بينها ثلاث حالات لأجانب وحالات لمصريين عائدين من الخارج وأشخاص مخالطين لحالات إصابة تم رصدها في السابق، وفق ما أعلنته وزارة الصحة والسكان المصرية.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان إن "إجمالي عدد حالات الإصابة في مصر ارتفع بذلك إلى 985 حالة في حين توفي 66 مريضا مشيرا إلى شفاء 216 شخصا"، مضيفا أن 80 حالة إصابة تحولت نتائج تحاليلها إلى سلبية بعد أن كانت إيجابية.

وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت عن رصد 86 حالة إصابة جديدة الخميس، فيما وصف بأنه أعلى ارتفاع يومي في عدد الإصابات منذ رصد أول حالة مصابة بفيروس كورونا في فبراير شباط. وكانت مصر قد سجلت ست وفيات بمرض كوفيد-19 الخميس، ليرتفع عدد ضحايا الفيروس إلى 58 حالة وفاة.

وكشفت الوزارة عن شفاء 22 حالة من المصابين بالفيروس، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 201 حالة حتى الخميس .

وفرضت مصر التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة حظرا جزئيا لمكافحة انتشار الفيروس وأغلقت المطارات والمنتجعات السياحية والجامعات والمدارس.

وفي السعودية أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد عبدالعالي الجمعة تسجيل 154 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 في المملكة.

وأوضح المتحدث  في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية (واس) أن حالات الإصابة الجديدة تتضمن 3 حالات مرتبطة بالسفر ومعزولة صحياً منذ قدومها إلى منافذ المملكة، وبقية الحالات البالغة 151 حالة أخرى من المخالطين اجتماعياً ونقل العدوى من حالات سبق الإعلان عنها وهي تحت المراقبة الصحية.

وشدد على "ضرورة الابتعاد عن التجمعات، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة".

 وأشار إلى أن مجموع الحالات المؤكدة في المملكة بلغ 2039 حالة، والحالات النشطة منها 1663 وهي الحالات التي لا تزال تتلقى الرعاية الطبية والملاحظة الصحية، وفي أغلبهم حالتهم الصحية مستقرة ومطمئنة، ومن بينهم 41 حالة تتلقى الرعاية المكثفة.

وبلغ إجمالي عدد حالات التعافي 351 حالة بإضافة 23 حالة تعافي الجمعة، فيما بلغت عدد الوفيات 25 حالة وفاة.

ولمواجهة ارتدادات الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا خصصت السعودية تسعة مليارات ريال (2.4 مليار دولار) لدفع جزء من أجور العاملين في القطاع الخاص ليثني الشركات عن تسريح الموظفين.

ويعد هذا أحدث إجراء لمعالجة تداعيات تفشي الوباء المستجد بعد حزمة تحفيز طارئة تم الإعلان عنها الشهر الماضي لدعم الاقتصاد.

كورونا يستدعي إجراءات طبية مكثفة لتجاوز مرحلة الخطر
كورونا يستدعي إجراءات طبية مكثفة لتجاوز مرحلة الخطر

وسجلت المغرب الجمعة 70 حالة إصابة جديدة بالفيروس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يرفع حالات الإصابة إلى 761، حسب ما أعلنته وزارة الصحة المغربية.

وأعلنت الوزارة في نشرتها اليومية، أنها سجلت ثلاث حالات وفاة جديدة أيضا خلال نفس الفترة، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 47 شخصا.

ويفرض المغرب حالة الطوارئ الصحية منذ 20 مارس/آذار حتى 20 أبريل/نيسان للحد من تفشي الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية.

كما أعلنت العراق تسجيل 48 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 820 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 54 وتعافى 226 شخصا من الوباء.

واتخذت السلطات العراقية عدة إجراءات للحد من التجمعات وأغلقت المنافذ البرية والبحرية والجوية وعلقت الدراسة بالجامعات والمدارس لمواجهة انتشار الفيروس.

وارتفع عدد الوفيات في تونس بسبب الفيروس إلى 18 بعد أربعة مصابين الجمعة، وفق ما ذكره بيان صادر عن وزارة الصحة التونسية.

وأفاد البيان  الوزاري أنه تم تسجيل 40 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع عدد المصابين إلى 495. ولفتت الوزارة إلى أن "التطور في الوضع الوبائي يؤشر إلى انتشار المرض بسرعة بعدة مناطق من البلاد؛ مما يستوجب الالتزام بتطبيق الحجر الصحي الذاتي والحجر الصحي العام كأحد أهم الإجراءات الوقائية الواجب احترامها للحد من تفشي كورونا ببلادنا".

ودعت كافة المواطنين للالتزام التام باحترام القانون وكل الإجراءات المتخذة من قبل السلطات في هذا الصدد حماية للأمن الصحي للبلاد.

وتحسبا لتفشي كورونا، اتخذت السلطات التونسية تدابير عديدة بينها فرض الحجر الصحي العام وتعزيز التواجد الأمني والعسكري لتطبيقه على الشكل الأنسب.

وفي الجزائر ارتفع إجمالي وفيات الفيروس إلى 105 إثر تسجيل 22 وفاة جديدة الجمعة، في بلغ عدد الإصابات 1171، وفق ما أكدته الصحة الجزائرية.

والأربعاء أعلنت الحكومة الجزائرية تمديد حظر التجوال الليلي بسبب الفيروس إلى 4 محافظات جديدة؛ ليرتفع إجمالي المحافظات التي شملها القرار إلى 14 إلى جانب عزل البليدة التي تعد بؤرة الوباء.

ويواصل فيروس كورونا ارتفاعه في بين أغلب الدول العربية، حيث سجلت الأردن 11 إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع مجموع الإصابات إلى 310 إصابة.

واتخذت السلطات الأردنية قرارات صارمة للتصدي لانتشار الفيروس الذي تسبب حتى الآن في وفاة 5 أشخاص، فيما تعافى نحو 60 شخصا من المرض.

وسجل كل من فلسطين والسودان الجمعة، 24 إصابة بفيروس كورونا، بينهم إصابتين بالأراضي السودانية.

وتكثف الدول العربية إجراءات التصدي للفيروس أبرزها الإمارات التي خصصت مبالغ مالية ضخمة لمواجهة انعكاسات الوباء الذي خيم على الاقتصاد العالمي.

وامتدت الإجراءات الإماراتية إلى خارج الدولة، حيث ساعدت دولا عربية منهكة لمواجهة الفيروس وسط هشاشة القطاع الصحي بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها على غرار سوريا.

وامتدت مساعدات السلطات الإماراتية لعدة دول منها إيران وصربيا وكرواتيا وأفغانستان والصين وغيرها، ضمن الجهود العالمية للحد من انتشار الفيروس.