التخلص من الذكريات المؤلمة ربما يكون ممكنا يوما ما

علماء يضعون يدهم على بروتين ربما يعمل كمؤشر حيوي للذكريات المرنة، ما يفتح الباب امام محو الوقائع السيئة.

لندن - وضع علماء بريطانيون يدهم على بروتين ربما يعمل كمؤشر حيوي للذكريات المرنة، ما يفتح الباب امام محو الذكريات السيئة.

والبروتين المسمى شانك، بمثابة "سقالة" للمستقبلات التي تحدد قوة الروابط بين الخلايا العصبية.

والاكتشاف يمكنه تحديد ما إذا كانت الذكريات تصبح قابلة للتعديل أم لا.

وتنقسم الذكريات طويلة المدى إلى فئتين: الذاكرة القائمة على الحقائق، مثل الأسماء والأماكن والأحداث، والذاكرة الغريزية مثل العواطف أو المهارات.

وفقًا للعلماء، يمكن تعديل هذه الذكريات العاطفية باستخدام حاصرات مستقبلات بيتا (تعرف باسم عقاقير حصر بيتا الأدرينالية وتعمل حاصرات مستقبلات بيتا عن طريق حصر تأثيرات هرمون الإبينيفرين، المعروف أيضاً باسم الأدرينالين).

وأظهرت بعض الأعمال الرائدة لبعض علماء نيويورك أنه إذا عولجت الحيوانات بدواء بروبرانولول، فقد يسمح لها بنسيان الصدمة المكتسبة.

وحسب المصدر، فإن الذكريات تصبح قابلة للتعديل وفقاً لبروتين شانك، وإذا تدهور هذا البروتين، فإن الذكريات تكون قابلة للتعديل.

من ناحية أخرى، إذا كان هذا البروتين موجوداً، فإن الذكريات لا يمكن تعديلها، مما يفسر سبب عدم تسبب البروبانولول دائماً في النسيان.

وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، قام الباحثون بتدريب الفئران على ربط جهاز النقر بصدمة كهربائية خفيفة لخلق ذاكرة خوف.

وعندما أعيد تنشيط هذه الذاكرة في الفئران عن طريق إدخال جهاز النقر وحده، وبعد فترة وجيزة من هذا الاسترجاع، تم إعطاء حقنة من حاصرات بيتا بروبانولول.

هو مفتاح لأحد الأبواب الأولى لفهم الكيمياء الحيوية للذاكرة

ولم يجد الباحثون فقدان الذاكرة المذكور في أدبيات الدراسة، لكنهم استخدموا البروتين لتحديد ما إذا كانت الذكريات قد أصبحت غير مستقرة.

وأوضحت الباحثة المسؤولة عن الدراسة، الدكتورة آمي ميلتون: "يمكن استخدام البروتين كمؤشر حيوي للذاكرة القابلة للتعديل، وما زلنا لا نعرف ما إذا كان متورطاً بشكل مباشر في تدهور الذاكرة أو ما إذا كان نتيجة ثانوية لرد فعل أعمق".

وأضافت "ما يفعله البروتين هو أنه يمنحنا طريقة للدخول، وبالتالي فهو مفتاح لأحد الأبواب الأولى لفهم الكيمياء الحيوية للذاكرة".

واشارت إلى أن النتائج التي توصلوا إليها لا تعني أنه يمكن اختيار الذكريات التي يراد محوها، "لكننا نأمل أنه بمرور الوقت سنتمكن من تحديد العوامل التي تجعل الذكريات قابلة للتعديل في الحيوانات وترجمتها إلى مرضى بشريين".

وأنهت حديثها قائلة: "نأمل في تقليل التأثير اللاواعي للذكريات العاطفية المؤلمة، وهو نوع الصدمة التي يمكن أن تدمر حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".

يذكر انه في عام 2004، تمكن باحثون في نيويورك من علاج الحيوانات بالبروبرانولول لمساعدتها على نسيان الصدمة المكتسبة، ولكن كان من الصعب تكرار النتائج.