التزام ليبي بخطة أممية لتفعيل العملية السياسية

سلامة يقول إن حفتر والسراج التزما بخطة عمل للأمم المتحدة وبعقد مؤتمر وطني في مطلع 2019 قبيل إجراء الانتخابات.
وفدا ليبيا اتفقا على التحضير لإجراء الانتخابات في ربيع عام 2019 والالتزام بنتائجها.

باليرمو (إيطاليا) - قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا ا الثلاثاء إن القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، وهو طرف رئيسي في أي تسوية في البلاد، التزم بخطة عمل للأمم المتحدة وبعقد مؤتمر وطني في مطلع 2019 قبيل إجراء الانتخابات.

وقال سلامة للصحفيين في نهاية مؤتمر للمصالحة استضافته إيطاليا "حفتر ملتزم بالعملية السياسية". وأضاف "قال ممثلوه ذلك".

واجتمع زعيما الطرفين الرئيسيين في الصراع الليبي الثلاثاء لأول مرة منذ أكثر من خمسة شهور في مؤتمر للمصالحة استضافته إيطاليا فيما أيد رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فائز السراج خطة الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات العام المقبل.

ويمكن اعتبار الاجتماع في باليرمو بصقلية  الثلاثاء ناجحا في ظل مثل هذه البيئة الدبلوماسية المشحونة والتي نادرا ما تشهد اتفاقا بين الفصائل المتناحرة في ليبيا وحلفائها الأجانب.

وفي مؤشر على هذه الأجواء المشحونة، انسحب وفد تركيا مبكرا اعتراضا على استبعاده من أحد الاجتماعات.

واجتمع السراج الذي تتمركز حكومته المعترف بها دوليا في غرب ليبيا مع خليفة حفتر القائد الذي يحكم غالبية شرق البلاد في باليرمو بصقلية  الثلاثاء.

ولم يعلن عن انفراجات دبلوماسية كبيرة لكن المتحدث باسم السراج كتب على تويتر يقول إن رئيس الوزراء ملتزم بخارطة طريق وضعتها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات في الربيع بعد وضع إطار دستوري.

وألغيت الأسبوع الماضي خطة سابقة للأمم المتحدة لإجراء الانتخابات في ديسمبر كانون الأول المقبل.

وأظهرت مسودة البيان الختامي لمؤتمر باليرمو، أن وفدي ليبيا اتفقا على التحضير لإجراء الانتخابات في ربيع عام 2019 والالتزام بنتائجها.

وقال دبلوماسي إيطالي إن حفتر من جانبه أيد بقاء السراج في السلطة رئيسا للوزراء لحين إجراء الانتخابات.

ونقل الدبلوماسي عن حفتر قوله "لا تغير الحصان قبل أن تعبر النهر".

حفتر أيد بقاء السراج في السلطة رئيسا للوزراء لحين إجراء الانتخابات

وقال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا إن حفتر التزم بخطة عمل للأمم المتحدة وبعقد مؤتمر وطني في مطلع 2019 قبيل إجراء الانتخابات.

وقال سلامة للصحفيين في نهاية المؤتمر "حفتر ملتزم بالعملية السياسية". وأضاف "قال ممثلوه ذلك".

قال حفتر إنه لن يشارك في المؤتمر لكنه ظهر في صور نشرتها الحكومة الإيطالية مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي والسراج وثلاثتهم يبتسمون ويتصافحون بشكل جماعي.

وظهر الزعيمان الليبيان كذلك في مجموعة صور مع زعماء وشخصيات بارزة من دول أخرى منهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف ووزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان.

وتخلف حفتر عن المشاركة في الصورة الجماعية الرسمية في ختام المؤتمر مثلما فعل حليفه السيسي.

وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إن تركيا انسحبت "ولديها خيبة أمل كبيرة" بعد استبعادها من بعض الأنشطة. وقال "أي اجتماع يستبعد حضور تركيا ستكون له نتائج عكسية على حل هذه المشكلة".

وبعد أكثر من سبعة أعوام على الإطاحة بمعمر القذافي على أيدي مقاتلين دعمهم حلف شمال الأطلسي جوا، لم تحكم أي سلطة مركزية سيطرتها على ليبيا وتسيطر جماعات مسلحة على الشوارع.

وقالت الأمم المتحدة إن تصاعد العنف هو السبب في قرارها إلغاء خطط إجراء الانتخابات الشهر المقبل وإن كانت ما زالت تسعى لإجرائها العام المقبل. لكنها تقول إن الليبيين ينبغي أن يقرروا أولا نوع الانتخابات التي يريدونها.

وتعمل إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة التي لها مصالح كبيرة في قطاعي النفط والغاز في ليبيا، على منع تهريب البشر من الساحل الليبي عبر البحر المتوسط ودعت لعقد القمة في محاولة للمصالحة بين الفصائل المتناحرة.

ويرأس السراج الحكومة المتمركزة في الغرب التي تكافح لبسط سيطرتها خارج العاصمة طرابلس. ويطالب كل من المجلسين التشريعيين في الشرق والغرب بأن تكون له السلطة التشريعية على البلد بأكمله.

وانتقد حفتر القمة برغم أنه سافر إلى باليرمو. وقال إنه ذهب إلى إيطاليا فقط لعقد اجتماعات ثنائية مع زعماء إقليميين.

وقال في مقابلة تلفزيونية قبل بثها "لن أشارك بمؤتمر باليرمو لو استمر عندهم 100 عام".

وتسعى إيطاليا للعب دور مهم في الدبلوماسية الليبية حيث تنافس فرنسا التي نظمت مؤتمرا في مايو أيار وكان هذا آخر اجتماع بين حفتر والسراج. وتمخض اجتماع مايو أيار عن تعهد بإجراء انتخابات في ديسمبر تشرين الأول.