التشكيلية سمر بن علية تستقبل السنة الجديدة بمعرض خاص

الفنانة التونسية تستعد في أجواء من الشاعرية لتقديم تجربتها المفتوحة على الحلم في معرضها الفني برواق القرماسي.

تستعد الفنانة التشكيلية سمر بن علية لإقامة معرضها الشخصي خلال السنة الجديدة 2024 وذلك برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة، حيث تقدم جانبا من أعمالها الفنية بين القديمة والجديدة التي اشتغلت عليها ضمن نشاطها الفني الجمالي وفي سياق مشاركاتها الفنية بتونس...

والرسامة سمر بن علية.. هي من مجالات الشباب والطفولة، حيث تعمل بمركز وطني للإعلامية للأطفال كأستاذة شباب وطفولة.. شملتها لوعة اللون والرسم وبدأت طريقها الفنية كالهواة لتواصل من خلال تلقي دروس في الرسم والتلوين قبل سنتين في تأطير من قبل الأستاذ محمد الكراي... لها صدق وبراءة البدايات في ضروب من الحنين والوعي بالأصالة والتراث وقد تنوع كل ذلك في لوحاتها المنجزة وأعمالها على القوارير والزجاج... حيث كانت لها تجربة في الرسم على الزجاج منذ سنة 1997.

مشاهد ووجوه وأمكنة وأبواب.. الحي التونسي بتقاليده من ذلك المرأة بالسفساري والرجل بالكدرون.. وامرأتان باطريق، حيث الأبواب التقليدية ترافقها الأشجار المزهرة بألوان حمراء وخضراء.. والمنزل بالقبة المطلية بالأبيض والشجرة.. البيت قرب البحر.. والمرأة بالمظلة.. وعازفة البيانو والمراكب في النهر حيث الأبراج...

في لوحاتها الزيتية هذه تأخذنا الرسامة سمر بن علية إلى عالم حالم يلونه الهدوء ووداعة المشهد بعيدا عن ضجيج الحياة لتغوص بنا في القول بالفن يلهم الكائن وداعة حاله وهناءات افتقدها في أزمنة قل فيها الاهتمام بالهادئ والجميل والأصيل في تفاصيل الناس.

هي ترسم لتعيد الكائن إلى جمال شؤونه ويومياته.. إنها لغة التلوين تصد ما هو قاتل وقبيح في حياة الناس وتحديدا في أجوائنا التونسية.

لوحات فيها وعي وإحساس بأصالة الإنسان وهو يحتفي بأشيائه العادية والبسيطة ولكنها تظل ثمينة لثرائها في عالم معولم تتهدده شراسة لا تلوي على غير هدم الهويات وردمها ليصبح العالم متحفا مهجورا بلا روح وفقط سوقا يكون فيها الإنسان رقما ووحشا للاستهلاك.. أي نعم..

هذه لوحات ورسومات تعلي من شأن القيمة في ما هو كامن فينا من عمق ثقافي وحضاري.

إنها لعبة الفن في مواجهة السقوط والقول بالروح ثقافة وهوية وثراء في مواجهة الخاوي والعابر والساقط من الأشياء والتعبيرات والمظاهر ومشتقات الرداءة.

الرسامة سمر بالعربي في هذه الأعمال تحافظ على طابعها الفني الثري وفق دأب وحرص على تثمين الجميل في حياتنا، فضلا عن الاحتفاء بالتراث وهي تفعل ذلك خلال تعاطيها فنيا مع الأبواب وجمالها والمشاهد وغير ذلك، كما تحضر المرأة من خلال حالات متنوعة منها المرأة الزنجية وهذا انتباه من الفنانة للجانب الأفريقي وما فيه من عراقة وأصالة.. كما تعبر لوحة المرأة عازفة البيانو والمرأة ذات القبعة عن حالات من الوجد والبهاء وهذا بمثابة الاحتفاء بالمرأة وتثمين دورها وحضورها وإبداعاتها.

هكذا هي الرسامة سمر بن علية.. في هذا المعرض الذي تعد له في تجربتها المفتوحة على الحلم وعزم رسامة على المضي قدما في عوالم التلوين بكثير من الرغبة في الألفة مع التفاصيل وفي أجواء من شاعرية الأحوال حيث البساطة والأصالة والعراقة.