التفاتة قطرية لليمن بحثا عن حضور دبلوماسي بعد أفول

رئيس وزراء قطر يجتمع بوزير الخارجية اليمني، مؤكدا دعم الدوحة لليمن في كافة المجالات خاصة الملف الإنساني.

الدوحة - يشير لقاء جمع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بنظيره القطري الشيخ  محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء إلى اهتمام قطري لافت بالملف اليمني، حيث تحاول الدوحة تعزيز حضورها في الساحة اليمنية بعد سنوات من قرار التحالف العربي إنهاء مشاركتها في العملية العسكرية خلال الأزمة السابقة التي انتهت بمصالحة في القمة الخليجية بالعلا في العام 2021.

وقال متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استعرض خلال لقائه بن مبارك علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وآخر تطورات الملف اليمني".
وأشار إلى تأكيد رئيس الوزراء القطري خلال اللقاء "موقف قطر الدائم في دعم الشعب اليمني واستمرار هذا الدعم في كافة المجالات خاصة الملف الإنساني"، دون مزيد من التفاصيل.

والأحد بدأ بن مبارك زيارة رسمية إلى قطر لبحث وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

ويعكس هذا اللقاء رغبة الدوحة في لعب دور وسيط إقليمي، إذ تتوسط في أزمة الشغور الرئاسي التي يعاني منها لبنان وأوفدت منذ يومين وفدا إلى بيروت تمهيدا للزيارة التي سيؤديها الشهر المقبل المبعوث الفرنسي إلى البلد جان إيف لودريان في سياق آخر فرصة لتسوية الأزمة اللبنانية.  

كما سعت قطر في العام 2022 إلى التوسط في حل أزمات إقليمية من بينها أزمة تعثر مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، في وقت ترتبط فيه الدوحة بعلاقات وثيقة مع كل من طهران وواشنطن وشركاء الآخرين في الملف.

وفي العام 2020 عبرت الحكومة اليمنية عن انزعاجها الشديد مما أسمته "المواقف القطرية الداعمة للمتمردين الحوثيين"، فيما دعا معمر الارياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الدوحة إلى عدم اتخاذ الملف اليمني مادة للابتزاز السياسي، لكن الدوحة انتقدت الزج باسمها في الحرب الدائرة في البلد.

وفي العام 2017 قررت السعودية والإمارات ومصر العربية والبحرين مقاطعة قطر حتى تنفذ 14 مطلبا من أبرزها التوقف عن دعم التطرف وزعزعة استقرار الدول العربية.

وأنهت قمة العلا بالمملكة العربية السعودية في الخامس من يناير/كانون الثاني 2021 ثلاث سنوات من المقاطعة بين الدوحة وكل من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة.

ومنذ فترة، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن منها العاصمة صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.
وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقعت السعودية وإيران بوساطة الصين اتفاقا أفضى إلى ستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.