التقارب بين بغداد وأنقرة يثير مخاوف قوى سياسية في البرلمان العراقي

وزير الخارجية العراقي يؤكّد على أهمية الدور التركي في الاستقرار الاقليمي، لافتا إلى أن تركيا تعد "شريكا مهما" في جهود تحقيقه.

بغداد - حذرت كتلة "صادقون" النيابية في البرلمان العراقي اليوم الثلاثاء من تداعيات الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة مع الجانب التركي "دون علم القوى السياسية"، داعية إلى استجواب وزير الخارجية فؤاد حسين والمسؤولين المعنيين، في الوقت الذي تشهد فيه الشراكة بين بغداد وأنقرة لاسيما في المجال الأمني والاقتصادي تطورا ملحوظا.

ونقلت وكالة شفق الكردية عن رئيس الكتلة حبيب الحلاوي قوله إن "سيادة العراق وكرامة شعبه تمثل أهمية كبيرة لدى العراقيين جميعاً، حكومة وشعباً وقوى سياسية"، مؤكداً أن "الوطن قدم دماء غالية وعزيزة في سبيل الدفاع عنها ورفض انتهاكها والتجاوز عليها من أي طرف، سيما من قبل الجانب التركي الذي تواصل قواته التوغل داخل الأراضي العراقية واحتلال مساحات واسعة، امتداداً لنهج أنقرة التوسعي ومشاريعها العدوانية، فضلاً عن استمرار الاعتداءات اليومية على القرى والمناطق الجبلية والأراضي الزراعية وما ينتج عنها من شهداء وجرحى".

وأكد على "رفض أية اتفاقية أو اجتماع مشترك تعقده الحكومة مع تركيا من دون عرض مضامين الاتفاقية أو أهداف الاجتماع على رئاسة مجلس النواب واللجان المختصة"، مشددا على ضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية المحتلة من الأراضي العراقية، وإخلاء تركيا قواعدها العسكرية من شمال العراق، لما تمثله مشاريع أنقرة من خطورة على المنطقة".

ودعا إلى "إلزام تركيا بإطلاق الحصة المائية الكاملة للعراق وعدم استغلال مسألة حرب المياه للتحكم بقوت الشعب" مطالباً بأن "تفي السلطات التركية بتعهداتها السابقة التي بقيت حبراً على ورق".

ويتمتع العراق وتركيا بتحديات أمنية مشتركة، حيث يشترك البلدان في مواجهة التهديدات الأمني التي مصدرها تنظيمات مسلحة مثل حزب العمال الكردستاني، بينما يشهد التعاون في مجال الأمن بين بغداد وأنقرة تطورا ملحوظا من خلال خطوات ملموسة إضافية، إذ أكد الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين البلدين والذي حضره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تطابق وجهتي نظر الطرفين في التعامل مع تهديد الحزب الكردستاني واعتباره "تنظيماً إرهابيا".

وأكد وزير الخارجية العراقي خلال لقاء صحفي على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، على أهمية الدور التركي في الاستقرار الاقليمي، لافتا إلى أن أنقرة تعد "شريكا مهما" في جهود تحقيقه، في الوقت الذي تنادي فيه بوضع حد لهذا التقارب الذي ستكو على خلفية اتفاقيات أبرمتها الحكومة مع أنقرة "دون علم القوى السياسية".

وأشار حسين إلى "تطور العلاقات الثنائية مع تركيا، لا سيما في المجالات الأمنية والاقتصادية"، مؤكدا سعي بلاده لتعزيز التعاون لـ"مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الحدود".

وكان العراق قد دعم الاتفاق بين انقرة وزعيم حزب العمال الكردي عبدالله اوجلان لإنهاء الصراع المسلح كونه سينعكس إيجابا على امنها داعيا الجيش التركي والمتمردين الاكراد للانسحاب من الأراضي العراقية وفقا لذلك.

ومن المنتظر أن يؤدي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الفترة القبلة زيارة الى تركيا سيتم فيها تناول العديد من القضايا الثنائية والإقليمية التي تهم كل من بغداد وأنقرة، وفي مقدمتها التصعيد الإسرائيلي في سوريا وملف المياه، والأمن على الحدود، وتصدير النفط والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وتعتبر تركيا أحد أبرز الشركاء التجاريين للعراق، ولا سيما في مجال تصدير النفط، مما يجعل استئناف الصادرات النفطية من كردستان العراق إلى تركيا أمرًا ذا أهمية كبيرة. كما أن مشروع "طريق التنمية" الذي يهدف إلى ربط العراق بتركيا بشبكة من الطرق البرية والمواصلات التجارية، سيعزز من التبادل التجاري بين البلدين ويسهم في تحسين البنية التحتية الاقتصادية.