التكنولوجيا والنقل المتطور يرتقيان بموسم الحج

السعودية تعول على التقنيات الذكية وأدوات الاتصال الحديثة لتسهيل تنقل الحجاج، ومشروع قطار الحرمين أكبر إضافة في خدمات النقل.
في زمن الصورة المباشرة، مكة تدخل عصر الهواتف الذكية
التكنولوجيا تغزو في السنوات الأخيرة كافة فضاءات الحج
خدمات الحج ستكون الكترونية بالكامل بحلول عام 2030
قطار الحرمين يعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط
'مطار الملك عبدالعزيز الدولي' يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030
'منى المستقبلية' ستتحول إلى مدينة عصرية

مكة (السعودية)- تعول السعودية خلال الموسم الحالي من الحج على التكنولوجيا لتمكين الحجاج من إقامة فريضتهم الدينية السامية بيسر وسلام وأمان.
كما حرصت الرياض على تطوير البنية التحتية وتعصير المنشآت الحيوية لاختصار وقت الحجاج أثناء تنقلاتهم وتسهيل مهمتهم وتوفير الطاقة لديهم لا سيما وان اغلبهم يكونون في العادة من كبار السن.
وأفاد وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن أن "استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظا خلال حج هذا العام من خلال توظيف الاتصالات والتقنيات الذكية لتنسيق تنقلات وتحركات الحجاج". 
وكشف الوزير أنه "بحلول عام 2030، ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل".
وأكد عزم المملكة على تسهيل الخدمات المقدمة للحجاج بأقصى قدر ممكن  في مجالات الصحة والأمن والنقل والإقامة. 
ولفت بنتن إلى أن وزراته تخطط، وفق رؤية 2030، إلى استقبال 30 مليون معتمر سنويا.
وأشار إلى أن تطوير منظومة الحج والعمرة، احتل أولوية استراتيجية لدى الحكومة. 

وفي زمن الصورة المباشرة، دخلت مكة المكرمة عصر تكنولوجيا الهواتف الذكية، لتصبح شعائر الحج أحد أكثر المواضيع متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين الافراد والعائلات من داخل المسجد الحرام، الى كل بقاع الارض.
وغزت التكنولوجيا في السنوات الأخيرة كافة فضاءات الحج. من شراء تذاكر السفر عبر الانترنت الى صور الذكرى التي تبث على الانترنت الى ائمة يردون على الاستفسارات عبر الانترنت.
ويقبل الحجاج في مكة المكرمة بكثافة على ادوات الاتصال الحديثة، فلا يندر ان ترى حاجا يمد ذراعية لينقل مباشرة لأقاربه عبر هاتفه اداءه فريضة الحج، او اعين حجاج ترقب ادعية محملة او حجاجا يمشون تحت مظلات مزودة بتهوية تعمل بالطاقة الشمسية. وهناك ايضا نصائح تتعلق باللباس لمرضى السكري ومواقع وتطبيقات على الهواتف النقالة تقدم شتى انواع النصائح والإرشادات للحجاج.
وبات اليوم كل ما هو روحاني يمر عبر العالم الافتراضي.
وقبل سفر الحاج الى البقاع المقدسة يزدحم الويب بالنصائح العملية وروايات لحجاج سابقين تختلط فيها صور السلفي بصور الكعبة المشرفة.
ونجحت المملكة السعودية في توسعة الحرم المكي وتعصير بنيتها التحتية لتتلائم مع الاعداد المتزايد من الحجاج.
وقال وزير الحج والعمرة: "نحن نحقق المزيد من التطورات الكبيرة التي تكلف 30 مليار دولار لاستضافة عدد متزايد من الحجاج كل عام وتعزيز المرافق والخدمات". 
واعتبر أن مشروع قطار الحرمين، الذي يربط بين مكة والمدينة المنورة، مارا بمدينة جدة، سيكون أكبر إضافة في خدمات النقل، إلى جانب شبكة الطرق والحافلات ووسائل الاتصال الأخرى، وهذا يوفر وقت السفر وطاقة الحجاج في وقت واحد.
وكشف بنتن أن التشغيل التجاري لقطار الحرمين، الذي يعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط، سيتم في الربع الثالث من 2018. 
وبيّن أن سرعة القطار الكهربائي تتجاوز 300 كلم في الساعة، ويبلغ طول سكته الحديدية 450 كيلومتراً، إذ يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة، ويمرّ بمحطات عصرية حديثة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، ومدينة جدة، وهو قادر على استيعاب 60 مليون مسافر سنويًا.
وأضاف أن المطار الجديد في جدة، خدمة أخرى مخصصة في نفس المجال، واعتبر أن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية".
وحول مبادرة "طريق مكة" التي تم البدء في تطبيقها على حجاج ماليزيا وإندونسيا، أوضح الوزير السعودي أنها تهدف إلى إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من مطارات بلدانهم، عبر مسارات مخصصة، في مبادرة من المملكة لتسهيل إجراءات الحجاج.
وأضاف أن تلك المبادرة ستعمم على جميع الدول الإسلامية قريبا.
وكشف الوزير إلى تطور مهم آخر، يتمثل في" المشروع السكني"، حيث سيتم بناء أكثر من 500 وحدة سكنية، وهذا سيساعد في خطة إدارة الإقامة خلال موسم الحج.
كما عرض الوزير فيديو لمنطقة "منى المستقبلية"، التي ستتحول إلى مدينة عصرية متعددة الطوابق، وسيتم تحويل الجبال المحيطة بها إلى أدوار سكنية. 
ولفت إلى أن سكان مكة المكرمة لوحدها يبلغ 6 ملايين نسمة، يضاف إليهم أكثر من 3 ملايين حاج، وقال: "الحكومة السعودية ستدير هذه الكتلة الجبارة بطرق منتظمة وتقنية للغاية خلال حج هذا العام". 
وأضاف بنتن أن لدى المملكة مشروع خاص لبناء قرية إسلامية عالمية، على بعد حوالي 40 كلم من مكة المكرمة، وستكون القرية مشروعًا مذهلاً يعكس ثقافة كل بلد مسلم.
وأشار إلى أن الدول العربية ستقيم مواقعها الثقافية كما ستبيع منتجاتها الخاصة فى القرية، وسيكون هناك مشروع مترو، يربط القرية بعدة مدن أخرى سيكتمل خلال العامين القادمين، وسيكون بازارا (سوقا) لجميع الدول الاسلامية.
وكشف وزير الحج والعمرة أن "المملكة ترحب بكل المسلمين لتأدية فريضة الحج، ولا تفرق في ذلك أبدا، وجميع الحجاج بلا استثناء مرحب بهم لأن الحج فريضة للعبادة فقط، ولا يسمح بأي حال من الأحوال، تحويل هذا المنسك الإيماني إلى اتجاهات أخرى كالتسييس".
وتابع أن "كل الحجاج الذين يأتون من كل حدب وصوب لأداء مناسك الحج، يتفرغون تماما للعبادة، لأنه لا مجال لممارسة السياسة في هذه البقاع المقدسة، واستشهد بماجاء في القرآن (لا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج)".
 وأكد وزير الحج والعمرة السعودي إن بلاده تسعى لجعل الحج والعمرة رحلة "خالية من القلق والإزعاج بقدر الإمكان".
وأوضح الوزير: "إذا فقدت أمتعتك، أو كنت في حاجة إلى رعاية صحية، أو تعرضت لحادث، فإن كل هذه المشاكل ستحل على الفور".