التنمر يبتلع حياة طفل مصري

طفل مصري يبلغ من العمر 13 عاما يعاني من التلعثم في الكلام يقدم على الانتحار شنقا إثر تعرضه للسخرية من أصدقائه ومعارفه.  

القاهرة - انتحر طفل مصري بشنق نفسه على شجرة إثر تعرضه للتنمر من أصدقائه ومعارفه، وفق إعلام محلي.
وذكرت بوابة الأهرام الإلكترونية (مملوكة للدولة)، الخميس، أن النيابة العامة أمرت بدفن جثة طفل شنق نفسه على شجرة بأرض زراعية بمنطقة العياط (جنوب القاهرة).
وكشفت تحقيقات النيابة أن الطفل المتوفي "إسلام. م" (13 عاما) كان "يعاني من أزمة نفسية حادة منذ فترة طويلة سببها معاناته من اللعثمة في الكلام، ما جعله عرضة للتنمر من أصدقائه ومعارفه في المدرسة والحي الذي يسكن فيه".
وأضافت التحقيقات، أن "المتوفي انعزل عمن حوله حتى لا يتعرض للتنمر والسخرية من طريقة كلامه، إلا أن شقيقه سخر منه مؤخرًا، ما دفعه للخروج من المنزل والتوجه لأرض زراعية مجاورة، وشنق نفسه بشجرة موجودة بها". 

الطفل كان يعاني من أزمة نفسية حادة منذ فترة طويلة

وأكدت أسرته في التحقيقات أنها "حاولت علاج الفتى، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، إلى أن فوجئت باختفائه يوم الواقعة، وبالبحث عنه وجدوه معلقا في شجرة وقد فارق الحياة".
والتنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر، أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. 
وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات أو التهديد أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر بدنيًا أو لفظيًا أو عزله بقصد الإيذاء، أو القيام بحركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.
وأفادت دراسات سابقة إن التنمر الذي يتعرض له طلبة المدارس لا يؤثر فقط على حياتهم العاطفية والاجتماعية بل يمتد تأثيره على تحصيلهم الدراسي وانخراطهم داخل الفصول الدراسية.
واكتشف باحثون أن الطلبة الذين تعرضوا للتنمر في الكثير من الأوقات داخل المدارس كانوا أكثر عرضة لخطر انخفاض درجاتهم الدراسية وتواصلهم داخل الفصول.
كما اكتشفوا أن الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر سوى في سنوات دراستهم الأولى نجحوا في اكتساب اعتزازهم بأنفسهم وتحسن أدائهم الدراسي عندما توقف تعرضهم لهذا التنمر بعد ذلك.
وأفادت دراسة علمية أن التنمر والتعرض له داخل المدارس في سنوات الدراسة الأولى صار موضوعا أكثر أهمية خلال الأعوام الماضية لأننا صرنا أكثر دراية بالضرر الذي يسببه".
وقال القائمون على الدراسة أن "جميع المعلمين وأولياء الأمور ومديري المدارس وكل من له صلة بالطفل في عمر دخول المدرسة.. عليهم جميعا أن يفهموا تلك الأضرار".