التهديدات الإيرانية محور لقاء بين راب وولي العهد السعودي

الأمير محمد بن سلمان يبحث خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية البريطاني في الرياض الوضع المتعلق بإيران لا سيما وأن السعودية تحث القوى العالمية في محادثات فيينا على إبرام اتفاق نووي طويل المدى ولا يستثني برنامج طهران الصاروخي ودعمها للحوثيين.
التزام سعودي بريطاني بمواجهة تهديدات إيران والحوثيين

الرياض - بحث وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الاثنين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقاء جمعهما بالرياض، الوضع المتعلق بإيران لاسيما أنشطتها النووية ودعمها لميليشيات مهددة لاستقرار المنطقة.

وفي هذا الإطار قالت وزارة الخارجية البريطانية إن الوزير دومينيك راب التقى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية اليوم الاثنين وبحثا الوضع المتعلق بإيران بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وتغير المناخ.

وتأتي زيارة راب في الوقت الذي تعمل فيه الدول الكبرى على إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والذي عارضته السعودية لعدم تناوله برنامج طهران الصاروخي ودعمها لوكلاء بالمنطقة بما في ذلك في اليمن.

ونقل بيان لوزارة الخارجية عن راب قوله "المملكة المتحدة تؤكد التزامنا بمعالجة تحدياتنا الأمنية المشتركة ومنها التهديدات الإيرانية والصراع المستمر في اليمن"، مضيفا أن الرياض صديقة وثيقة وشريكة منذ أمد بعيد لبريطانيا.

وقال البيان إن "السعودية تعلب دورا حيويا في حفظ استقرار المنطقة"، مضيفا "شراكتنا الوثيقة مع المملكة ممتدة".

وتحث السعودية الدول الكبرى على إبرام اتفاق أقوى وأطول أمدا خلال محادثات في فيينا التي تستهدف إعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق.

وفي أبريل/نيسان الماضي، انطلقت محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018 وإعاجة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وانسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018 وعاودت فرض عقوبات على إيران، مما حدا بطهران إلى انتهاك بعض قيود الاتفاق تدريجيا.

وقالت وزارة الخارجية السعودية على تويتر إن الأمير محمد بن سلمان والوزير البريطاني ناقشا الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وكذلك التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وقالت الخارجية البريطانية إن راب، الذي التقى أيضا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ناقش قضايا التجارة وتغير المناخ.

والعلاقات السعودية الإيرانية متوترة بسبب أنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة على غرار اعتداءاتها على منشآت نفط في مياه الخليج ودعهما للجماعات الإرهابية من بينها جماعة الحوثي المتمردة في اليمن والتي تنفذ اعتداءات متكررة على الأراضي السعودية، لكن جرت مؤخرا محادثات بوساطة عراقية لتحفيف حدة التوتر بين الدولتين.

وأعلن وزير الخارجية السعودي قبل أسابيع أنّ المحادثات بين السعودية وإيران، هي في مرحلة "استكشافيّة.. إنها في بدايتها".

والمناقشات التي بدأت أوائل أبريل/نيسان بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بقيت سرّيةً إلى أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أنّ اجتماعاً أوّل عُقِد في بغداد. وأكّدت الحكومة الإيرانية ذلك مؤخرا.

وقطعت طهران والرياض علاقاتهما الدبلوماسيّة عام 2016، ما فاقم التوتّر في المنطقة. وينخرط البلدان في صراعات إقليميّة، ويدعمان قوى متعارضة، ولا سيّما في سوريا واليمن. وتتابع السعوديّة الملف النووي والباليستي الإيراني عن كثب.

في نهاية أبريل/نيسان، تبنّى وليّ العهد السعودي نبرة تصالحيّة تجاه إيران، قائلاً إنّه يأمل في إقامة علاقات "جيّدة" معها، وهي تصريحات رحّبت بها طهران.