التوتر لا يفارق ادلب

جنوب محافظة إدلب يتعرض لهجمات جوية مكثفة بما في ذلك محيط معرة النعمان التي تحولت إلى مأوى للأسر الفارة في السابق من مناطق كانت تابعة لمسلحي المعارضة.

ادلب تتقلب بين غارات جوية وهجمات انتحارية
مركز العمليات المشترك في ادلب يباشر العمل بكامل طاقته

بيروت/أنقرة - ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وقناة إخبارية تابعة للمعارضة أن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة اليوم السبت، فيما استهدفت غارات جوية مشارف المدينة ضمن هجوم للجيش السوري على أخر معقل رئيسي للمعارضة.

وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا وقناة أورينت نيوز التي تديرها المعارضة إن سيارة انفجرت في حي القصور، فيما أوضح المرصد أن الانفجار أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين على الأقل. وتقع محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. وتشكل جزءا من آخر معقل كبير للمعارضة في البلاد.

ونفذت قوات الحكومة السورية هذا الأسبوع غارات جوية كثيفة في إطار هجوم جديد للسيطرة على المنطقة كما أحرزت تقدما في جنوب إدلب وحماة القريبة منها، مما فجر موجة نزوح جديدة للمدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الأشخاص قتلوا في الحملة العسكرية منذ أواخر أبريل/نيسان.

واستعادت القوات السورية بدعم من روسيا أمس الجمعة عدة بلدات كانت قد فقدتها في أوائل فترة الحرب المستمرة من ثماني سنوات لتطرد آخر مجموعة مسلحين تابعين للمعارضة من ريف حماة.

وتفادت مدينة إدلب نفسها إلى حد كبير الغارات الجوية منذ بدء الحملة العسكرية على المنطقة أواخر أبريل/نيسان، لكن المرصد السوري ووسائل إعلام تابعة للمعارضة قالوا إن غارات جوية استهدفت مشارف المدينة اليوم السبت.

واستمرت الغارات الجوية الكثيفة مستهدفة بجنوب محافظة إدلب بما في ذلك محيط معرة النعمان وهي مدينة أصبحت مأوى للأسر التي فرت في السابق من مناطق كانت تابعة لمسلحي المعارضة في أنحاء سوريا. وهذا الأسبوع فر عشرات الآلاف صوب الحدود السورية مع تركيا مع احتدام القتال وتقدم القوات السورية.

تركيا التي تشرف على 12 نقطة مراقبة في شمال سوريا
تركيا التي تشرف على 12 نقطة مراقبة في شمال سوريا

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار السبت أن مركز العمليات المشترك التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، يعمل بكامل طاقته.

وقال أكار في تصريح نقلته وكالة الأناضول الرسمية إن "مركز العمليات المشترك باشر العمل بكامل طاقته"، موضحا أن أول رحلة مشتركة في مروحيّة ستجري بعد ظهر السبت.

وتعهّد أكراد سوريا السبت ببذل كل الجهود لإنجاح مساعي واشنطن وأنقرة بشأن إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا على طول الحدود مع تركيا.

وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا هذا الشهر بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.

وبحسب بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السابع من الشهر، أعلنت أنقرة أنه ستتم إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا، بهدف "تنسيق وإدارة تطبيق منطقة آمنة" بالتعاون مع واشنطن.

وعرضت الولايات المتحدة الاتفاق لثني أنقرة عن شن هجوم جديد على وحدات حماية الشعب الكردية. والهدف هو إنشاء منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، القوات المدعومة من واشنطن والتي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية".

ويعد المقاتلون الأكراد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شريكا رئيسيا للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.

إلا أن أنقرة تعدهم "إرهابيين" وتعتبرهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.

وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط مساء الجمعة على حسابها على تويتر أن قوات سوريا الديمقراطية أزالت الخميس بعض تحصيناتها العسكرية على الحدود، موردة صورا تؤكد ذلك من دون تحديد المكان.