التوتر لا يفارق غزة رغم عودة مؤقتة للهدوء

افيغدور ليبرمان الوحيد الذي اقترح شن عملية عسكرية واسعة في غزة خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمني لكن نتنياهو عارض ذلك بشدة كما لم يقدم الجيش الإسرائيلي توصية بذلك.
خلافات داخل إسرائيل على التعامل مع حماس
أجواء التهدئة تذكر بظروف حروب سابقة
إسرائيل شنت أكثر من 200 غارة على 150 هدفا لحماس في غزة
وساطة أممية مصرية تعيد الهدوء لغزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - عاد الهدوء صباح الجمعة إلى قطاع غزة بشكل مؤقت على الأقل، لكن مسيرات الجمعة التي بدأت تنطلق من داخل القطاع باتجاه السياج الأمني الفاصل مع إسرائيل ستحدد ما إذا كان ذلك الهدوء سيستمر.

وبعد أشهر من تصاعد التوتر، شهد قطاع غزة ومحيطه ليل الأربعاء الخميس إحدى أخطر المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ حرب 2014.

وأطلق أكثر من 180 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة على إسرائيل، ما أدى إلى جرح عدة أشخاص وبقاء مئات الإسرائيليين في الملاجئ.

وشنت طائرات إسرائيلية أكثر من مائتي غارة على أكثر من 150 موقعا تابعا لحماس في الجيب الفقير الواقع بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط.

وقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة حامل تبلغ من العمر 23 عاما وابنتها التي تبلغ من العمر 18 شهرا جراء الغارات.

وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إنّ مصر والأمم المتّحدة أجرتا مفاوضات من أجل عودة الهدوء قبل منتصف ليل الخميس.

وأضاف "بوساطة مصر والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف، تم الاتفاق على تثبيت تهدئة، هدوء مقابل هدوء، في قطاع غزة اعتبارا من قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة".

ونفى المسؤولون الإسرائيليون عبر الإعلام ذلك، لكن نفيا من هذا النوع من قبل إسرائيل أمر معتاد في مثل هذه الظروف.

وإذا تأكد ذلك، فإنها ستكون الهدنة الثالثة من نوعها في غضون شهر، حيث أثار تصاعد التوتر بين الجانبين مخاوف من اندلاع حرب أخرى.

غير أن إسرائيل مستعدة لإطلاق النار إذا قامت حماس والفصائل الفلسطينية بالمثل، كما يقول المسؤولون الإسرائيليون في وسائل الإعلام.

وعصر الخميس، استهدفت غارة إسرائيلية جديدة مركزا للثقافة والفنون غرب مدينة غزة أسفرت عن إصابة 20 شخصا وتدمير المبنى كلّيا.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس "رغم العدوان على القطاع، شعبنا الفلسطيني سيواصل مسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقق أهدافها وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة".

وأضاف "في كل مرة تحاول آلة القتل الإسرائيلية أن تكسر إرادة شعبنا في مواصلة نضاله ومسيراته وفي كل مرة تفشل في ذلك واليوم سيخرج شعبنا في مسيرات العودة في تحدي لآلة الحرب الإسرائيلية".

توترات لا تنتهي على السياج الأمني بين اسرائيل وغزة
تهدئة مؤقتة لم تمنع تواصل مسيرات العودة

وقتل فلسطينيان أحدهما مسعف الجمعة في قطاع غزة برصاص جنود إسرائيليين خلال تظاهرات ومواجهات على طول الحدود، لكن يبدو أن التهدئة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال صامدة.

وتظاهر نحو ألفي فلسطيني احرقوا الإطارات شرق مدينة غزة. وسجلت تجمعات أخرى في عدة نقاط على الحدود إضافة إلى تجمعات في الداخل جمعت عشرات آلاف الغزيين.

ولفت الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة إلى "استشهاد مواطنين هما المسعف عبدالله القططي وهو في العشرينات من عمره وعلي سعيد العالول (55 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي وكلاهما في شرق رفح"، متحدثا عن إصابة 242 آخرين على الأقل.

والقططي هو ثاني مسعف فلسطيني يقتل برصاص الإسرائيليين منذ 30 مارس/اذار، تاريخ بدء الاحتجاجات الفلسطينية في إطار "مسيرات العودة" رفضا للحصار المفروض على غزة وتأكيدا لحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وقراهم.

ومنذ ذلك التاريخ، قتل 167 فلسطينيا فيما قتل جندي إسرائيلي واحد في 20 يوليو/تموز هو الأول منذ 2014.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قنبلة يدوية ألقيت على قواته في شمال غزة من دون أن توقع أي إصابات.

وكتب على تويتر "ردا على أعمال الشغب العنيفة، قصف الجيش بالدبابات موقعين لحماس في شمال قطاع غزة".

أما الرئيس السابق للقيادة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة الجنرال دورون الموج، فقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة إن "الساعات الأربع والعشرين القادمة ستحدد ما إذا كانت الهدنة ستصمد".

وتابع "نحن أقرب إلى تسوية مما كنا عليه في الماضي لأن اهتمام حماس بالاتفاق أكبر من رغبتها في التصعيد".

لكن هيو لوفيت الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قال إن "دائرة التصعيد والتهدئة المتكررة تذكر بالظروف والأحداث التي سبقت الحروب السابقة".

وأضاف "خلافا لما حدث في الحروب السابقة، هناك بالفعل جهود دبلوماسية مستمرة لإقرار وقف إطلاق النار" مشيرا إلى الجهود "المصرية والأممية".

وقال "لا يبدو أن إسرائيل أو حماس ترغبان في خوض نزاع شامل، لكن قدرتهم على تجنب اندلاع الحرب أصبحت مقيدة بشكل متزايد مع كل دورة من العنف".

وتوجد إشكالية في إسرائيل في طريقة الرد على حركة حماس.

وأظهر استطلاع للرأي حول طريقة الرد المناسبة على حركة حماس أجرته صحيفة معاريف ونشرت نتائجه الجمعة أن "نسبة 29 بالمئة أعربوا عن ارتياحهم إزاء الطريقة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو" مع أزمة قطاع غزة.

وفي حين أعلن 64 بالمئة أنهم غير مرتاحين لأدائه، أعرب 48 بالمئة عن تأييدهم شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة مقابل 41 بالمئة يعارضون ذلك.

وكتب بن كاسبت المعلق في صحيفة معاريف أنه خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني مساء الخميس، أكد وزير الدفاع افيغدور ليبرمان تأييده "حربا جديدة على غزة".

وأضاف كاسبت "كان الشخص الوحيد الذي طالب بشن عملية واسعة النطاق على قطاع غزة. وعارض نتانياهو ذلك. كما أن الجيش لم يقدم توصية بهذا الطلب".

وقتل 165 فلسطينيا على الأقل منذ نهاية مارس/آذار برصاص الجنود الإسرائيليين خلال الاحتجاجات الحدودية.

وقتل جندي إسرائيلي في 20 يوليو/تموز خلال عملية قرب السياج الفاصل وهو الأول الذي يقتل في المنطقة منذ 2014.

وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة في القطاع المحاصر منذ 2006 ويزداد سكانه فقرا مع معاناة يومية جرّاء البطالة والانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء.