التوتر مع اسرائيل يعجل بإعدام يهودي إيراني مدان بجريمة قتل

والد الضحية المسلم وافق على قبول عرض تعويض بقيمة مليون دولار والتنازل عن إعدام الشاب اليهودي، لكن الأم أصرت على تنفيذ الحكم.

طهران -  أثار إعدام السلطات الإيرانية لشاب يهودي بعد أن اتهم في جريمة قتل، صدمة في أوساط الجالية اليهودية، بينما يأتي تنفيذ الحكم في ذروة توتر بين طهران وإسرائيل، لا سيما بعد الهجوم الأخير الذي شنته الدولة العبرية ردا على الضربات الإيرانية.

ونفذ حكم الإعدام شنقا في آرون قهرماني اليوم الاثنين في السجن بمدينة كرمانشاه (غرب) بعدما أدين بتهمة ارتكاب جريمة قتل خلال شجار وقع في الشارع، بحسب ما أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها في النروج.

ووافق والد الضحية المسلم على قبول عرض تعويض بقيمة مليون دولار والتنازل عن إعدام قهرماني، لكن الأم أصرت على تنفيذ حكم الإعدام، وفق موقع "واي نت" العبري.

وبحسب المصدر نفسه فقد بذل المفاوضون خلال الأشهر الأخير جهودا لتأخير تنفيذ الحكم، بهدف إقناع أسرة الضحية بالعفو عن قهرماني مقابل مبلغ كبير من المال.

ويعتبر بعض أعضاء الجالية اليهودية في إيران أن توقيت إعدام قهرماني ربما يكون مرتبطا بالغارة الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران الشهر الماضي، مشيرين إلى أن "طهران لم تكن راغبة في منح العفو لرجل يهودي خلال هذه الفترة".

وبحسب تقارير من محكمة كرمانشاه، جرت محاولات عديدة لتسوية القضية من خلال مجلس فض المنازعات الإيراني، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق .

وتمكن الفريق القانوني لقهرماني من تأجيل الإعدام عدة مرات، لكن المحكمة العليا الإيرانية قررت في النهاية تنفيذ الحكم.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم "في خضم التهديدات بالحرب مع إسرائيل، أعدمت الجمهورية الإسلامية آروين قهرماني، وهو مواطن إيراني يهودي"، مضيفا أن القضية انطوت على "عيوب كثيرة".

وتابع أنه "إلى جانب ذلك، فإن آروين كان يهوديا ولا شك في أن معاداة السامية المؤسسية في الجمهورية الإسلامية لعبت دورا مهما في تنفيذ الحكم في حقه".

وذكرت المنظمة أن قهرماني اتُّهم بقتل رجل أثناء شجار في الشارع في كرمانشاه قبل عامين. لكنها قالت، بحسب عائلته، إنه تعرّض لهجوم بسكين ودافع عن نفسه مستخدما سلاح المهاجم.

ودعت سونيا سعدتي، والدة قهرماني، إلى عدم إعدامه وحضّت العائلة أقارب الضحية على القبول بالديّة.

وبحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، سُجل ارتفاع في عدد الإعدامات في الجمهورية الإسلامية حيث أُعدم 654 شخصا على الأقل هذا العام بينهم 166 الشهر الماضي. 

وطلب محامو المتّهم إعادة محاكمته ثلاث مرات، لكن تم رفض الطلب في كل مرة، بحسب موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية.

وذكر الموقع أن قهرماني كان يبلغ 21 عاما عندما وقع الشجار إلا أن منظمة حقوق الإنسان في إيران لفتت إلى أنه كان في الثامنة عشرة من عمره حينها، فيما أفادت تقارير أخرى بأنه كان يبلغ 20 أو 21 عاما عندما تم إعدامه.

وتراجع عدد اليهود في إيران منذ الثورة الإسلامية العام 1979 لكن هذه الجالية ما تزال الأكبر في الشرق الأوسط خارج إسرائيل.

وبينما أُعدم يهود إيرانيون مباشرة بعد الثورة، فإن إعدام يهودي إيراني هو أمر غير مسبوق منذ سنوات.

وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات غير مسبوقة هذا العام بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية مع حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

وبعد وابل الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين التي جاءت ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى جانب قيادي في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية في بيروت ومدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في عملية في طهران نسبت إلى إسرائيل، هاجمت الأخيرة في 26 أكتوبر/تشرين الأول مواقع عسكرية إيرانية.

وأفادت التقديرات خلال السنوات الأخيرة بأن عدد اليهود الذين ما زالوا في إيران يبلغ 20 ألفا لكن التقرير الأخير عن الحريات الدينية الصادر عن الخارجية الأميركية نقل عن "لجنة طهران لليهود" بأن عددهم الآن لم يعد يتجاوز الـ9000.

ولا تعترف الجمهورية الإسلامية بإسرائيل وتُحرق عادة الأعلام الإسرائيلية وسط هتافات "الموت لإسرائيل" خلال تظاهرات تُنظم في شوارع الجمهورية الإسلامية.

لكن السلطات ترفض اتهامها بمعاداة السامية وتقول إن الجالية اليهودية هي أقلية يعترف بها الدستور تتمتع بحرية العبادة وتحظى بنائب في البرلمان يمثّل مصالحها.