التوتر والقلق يخيمان على العراق مع استعدادات لإحياء 'احتجاجات تشرين'

الحراك الشعبي العراقي يستعد لتنظيم مظاهرات سلمية نهاية الأسبوع بعد أن خفّ زخم الاحتجاجات بسبب الوضع الوبائي، وسط مخاوف من لجوء ميليشيات إيران التي تتهم المحتجين بالخيانة، إلى تصعيد دموي.
إجراءات أمنية مشددة تسبق إحياء الذكرى الأولى لاحتجاجات أكتوبر
أجهزة الأمن تقيم حواجز خرسانية جديدة حول ساحة التحرير والمنطقة الخضراء
احتجاجات العراق أطاحت بعبدالمهدي وتجددها يفاقم متاعب الكاظمي

بغداد - يخيم توتر شديد على الساحة العراقية مع استعداد محتجين لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات أكتوبر/تشرين الأول التي قتل فيها نحو 600 متظاهر بالذخيرة الحية وبالرصاص المطاطي وفي عمليات قنص يعتقد أن مصدرها ميليشيات شيعية موالية لإيران.

وتأتي الذكرى الأولى لاحتجاجات العراق التي أطاحت بحكومة عادل عبدالمهدي، بينما يواجه خلفه مصطفى الكاظمي ضغوطا شديدة سياسة واجتماعية واقتصادية ولم يحقق عددا من الوعود التي تعهد بها للحراك الشعبي ومنها محاسبة قتلة المحتجين.

وتسود مخاوف لدى الأجهزة الأمنية ولدى الحراك الشعبي الذي يسعى لاستعادة زخمه بعد أن خفت بسبب الوضع الوبائي، من أعمال عنف وتصعيد على غرار ما حدث في الاحتجاجات السابقة التي اخترقتها الميليشيات وحولتها إلى حمام دم.

وتتهم فصائل موالية لإيران المحتجين بأنهم "عملاء للمحتل الأميركي" بعد أن طالب المتظاهرون بكبح النفوذ الإيراني في العراق ورددوا شعارات وهتافات ضد المرشد الأعلى علي خامنئي وحملوه مسؤولية القتل في بلادهم

وأعلن ناشطون الجمعة أنهم يستعدون للخروج في تظاهرات جديدة الأحد بمناسبة مرور عام على الاحتجاجات غير المسبوقة التي دعت إلى الإطاحة بالطبقة السياسية المهيمنة على السلطة منذ 2003.

وعلى اثر ذلك، عززت السلطات العراقية الأمن وحواجز خرسانية جديدة حول ساحة التحرير مركز احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقال ناشطون إنهم يخيمون منذ ذلك الحين في محيط الساحة حيث نُصبت ملصقات حدادا على نحو 600 متظاهر قُتلوا عندما شنت قوات الأمن حملة قمع ضدهم.

وأوضح كاظم وهو متظاهر يخيم في ساحة التحرير منذ عام كامل أن الناشطين يريدون احتجاجات سلمية، لكنه يخشى أن يرغب االبعض في تأجيج الموقف. وقال "نخشى أن يكون البعض يريدون الأحد لتصعيد الموقف انتقاما لشهدائنا" مؤكدا أن "الوضع في غاية التوتر".

وأعلن في مؤتمر صحافي الجمعة عن تشكيل 'جبهة تشرين'، موضحا أنها تضم "21 تنسيقية تمثل المتظاهرين".

ودعا هذا التشكيل الذي يسعى إلى التسجيل كحزب في مفوضية الانتخابات إلى "احتجاجات سلمية الأحد"، مع تذكير الطبقة السياسية بضرورة إجراء إصلاحات.

وظل المتظاهرون يتجادلون منذ أشهر حول ما إذا كانوا سيقدمون مرشحين في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2021  والتي تم تقديمها لمدة عام جزئيا استجابة لمطالب المحتجين.

ومن المتوقع أن تتركز التظاهرات في ساحة التحرير التي يفصلها جسر فقط عن المنطقة الخضراء المحصنة حيث مبنى البرلمان والمقار الحكومية والسفارة الأميركية.

وقالت مصادر في الشرطة إن هناك مخاوف من أن يحاول المناهضون للسلطة دخول المنطقة، بينما شلت تظاهرات كبيرة في هذا الحي المحصن بناء على دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خصوصا، الدولة في 2016.