التوتر يخيم على السودان وسط دعوات دولية للتهدئة

الوضع في السودان يتجه إلى المزيد من التأزيم على ضوء التطورات الأخيرة بالعاصمة الخرطوم حيث قتل 13 سودانيا في اقتحام قوات سودانية لساحة الاعتصام الرئيسية أمام مقر قيادة الجيش.

الاتحاد الإفريقي يدين العنف ويدعو إلى تحقيق فوري في مقتل معتصمين
الاتحاد الأوروبي يدعو للتهدئة والإسراع بتسليم السلطة للمدنيين
طيران الإمارات تعلق الرحلات بين دبي والخرطوم بسبب الاضطرابات
لندن وواشنطن وبروكسل تدعو للتحقيق في مقتل متظاهرين في الخرطوم

الخرطوم/أديس أبابا - يخيم التوتر على السودان على اثر فض القوات السودانية الاعتصام في الساحة الرئيسية أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة وسط دعوات من قادة الاحتجاج للتصعيد ودعوات أوروبية وافريقية للتهدئة وللتحقيق في مقتل عدد من المعتصمين.

ويتجه الوضع في السودان إلى المزيد من التأزيم على ضوء التطورات الأخيرة بالعاصمة الخرطوم حيث قتل 13 سودانيا واصابة آخرين في اقتحام قوات سودانية للساحة الاعتصام الرئيسية أمام مقر قيادة الجيش.

وأدان الاتحاد الإفريقي اليوم الاثنين، العنف ضد المعتصمين السودانيين داعيا إلى إجراء تحقيق "فوري وشفاف" من أجل مساءلة المسؤولين عن ذلك، فيما حث الاتحاد الأوروبي على التهدئة وضبط النفس بينما أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق رحلاتها للسودان بسبب الوضع الأمني.

وقالت المفوضية الإفريقية التي تعتبر الأمانة العام للاتحاد وجهازه التنفيذي في بيان نشرته عبر الموقع الرسمي للتكتّل القاري "ندين بشدة أعمال العنف التي اندلعت اليوم بالخرطوم وأدت إلى سقوط عدة قتلى وجرحى مدنيين".

تطورات الوضع في السودان
تطورات الوضع في السودان

ودعا رئيس المفوضية التشادي موسى فكي إلى "إجراء تحقيق فوري وشفاف من أجل مساءلة جميع المسؤولين"، مطالبا المجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى حماية المدنيين من المزيد من الأذى.

وأشار إلى بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشأن السودان الصادر في 30 أبريل/نيسان الماضي والذي طالب الأطراف المعنية بالعودة إلى المفاوضات بشكل عاجل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل بما يمهد الطريق إلى سلطة انتقالية بقيادة مدنية.

ودعا فكي "جميع الشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود المشتركة من أجل الوقف الفوري للعنف (في السودان) والاستئناف السريع للمفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية".

وجدد عزم الاتحاد الإفريقي مواصلة إشراك الشعب السوداني ومرافقته لدعم توطيد اتفاق سياسي يتماشى مع قرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد.

وحمّلت بريطانيا المجلس العسكري في السودان "مسؤولية" فض الاعتصام، مشددة على أن "المجتمع الدولي سيحاسبه على ذلك".

وجاء ذلك في تغريدتيْن لوزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت عبر حسابه على تويتر على خلفية الأزمة.  وقال هنت في تغريدة "أدين هجوم قوات الأمن السودانية على المحتجين"، معتبرا أن "هذه خطوة مشينة لن تقود إلا إلى الانقسام والعنف".

وأضاف في تغريدة أخرى أن الاعتداء على المعتصمين "لن يساعد السودان في بناء المستقبل الذي ينشده الشعب".

وتابع "المجلس العسكري يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل وسيحاسبه المجتمع الدولي على ذلك".

كما أدانت ألمانيا استخدام قوات الأمن السودانية "القوة المفرطة" ضد المعتصمين في العاصمة الخرطوم، داعية إلى وقف فوري للعنف.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده نائب المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بيرغر بالعاصمة برلين قال فيه "لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لهذا العنف ويجب وقفه على الفور"، معتبرا أن "حملة القمع العنيفة على مقر الاعتصام تهدد بشكل خطير عملية الانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية".

ودعا المتحدث الألماني "جميع الجهات الفاعلة (في السودان) إلى الامتناع عن أي خطوات تصعيدية والعودة إلى طاولة المفاوضات".

وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم اليوم، إن" هجمات قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين خاطئة ويجب أن تتوقف وأن المسؤولية تقع على المجلس العسكري".

وحملت السفارة الأميركية في الخرطوم في تغريدة على حسابها بتويتر المجلس العسكري المسؤولية عن التصعيد الأخير. وقالت "المسؤولية تقع على عاتق المجلس العسكري".

وحثّت قطر الاثنين، الأطراف السودانية على تغليب صوت الحكمة، داعية إلى الانخراط في حوار "صادق".  

وطالبت مصر كافة الأطراف السودانية بضبط النفس والعودة للمفاوضات. وقالت الخارجية المصرية في بيان إنها تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع على الساحة السودانية والأحداث الأخيرة وتداعياتها.

وحثت "كافة الأطراف السودانية على أهمية الالتزام بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني".

وأعلنت القاهرة اليوم الاثنين إلغاء رحلة من مطارها الرئيس إلى الخرطوم "نظرا للأحداث الجارية في السودان".

وقالت شركة مصر للطيران (حكومية) في بيان إن مركز العمليات المتكامل التابع للخطوط الجوية يتابع تطورات الموقف أولا بأول لمعرفة أي جديد في هذا الشأن.

بدورها أعلنت شركة طيران الإمارات، تعليق رحلاتها رقم EK 733 وEK 734 بين الخرطوم ودبي، المقررة الاثنين بسبب الاضطرابات السياسية في السودان.

وذكر متحدث باسم الشركة في بيان أنه "على المسافرين المتضررين بهذه الرحلات الاتصال بوكيل الحجز أو مكاتب طيران الإمارات لإعادة حجز رحلاتهم أو إجراء ترتيبات سفر بديلة".

وقال إن الشركة تراقب الوضع عن كثب وستقوم بتحديث المعلومات مع تطور الوضع، و"تعتذر عن أي إزعاج".

ودعا الاتحاد الأوروبي الاثنين المسؤولين العسكريين في السودان إلى نقل السلطة لحكم مدني على خلفية أحداث فض الاعتصام بالعاصمة الخرطوم.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية مايا كوتسيانشيتش في تصريح صحفي "أي قرار بتكثيف استخدام القوة لن يؤدي إلا إلى عرقلة العملية السياسية".

وأضافت أن "الأولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي هي النقل السريع للسلطة إلى سلطة مدنية"، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب الأحداث في السودان بما فيها الهجمات على المحتجين المدنيين.

وقالت إن الاتحاد يطالب المجلس العسكري باحترام حرية التعبير والتظاهر السلمي، ويدعوه إلى نقل السلطة للمدنيين في أقرب وقت.

تصعيد يدفع السودان للمزيد من الغموض
تصعيد يدفع السودان للمزيد من الغموض

ووفق شهود عيان، فضت قوات الأمن بشكل كامل، صباح الإثنين، اعتصام آلاف السودانيين من أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، المستمر منذ نحو شهرين، مستخدمة في ذلك الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، في خطوة أثارت تنديدا دوليا.

وحسب لجنة أطباء السودان المركزية، أسفر فض الاعتصام عن مقتل 13 وإصابة 116 آخرين.

وأفاد الشهود بأن المعتصمين تفرقوا في أحياء الخرطوم، فيما لا تزال قوات حكومية، حتى الساعة (13.00 ت.غ)، تحاصر بعض المباني الحكومية والتعليمية المطلة أو المجاورة لساحة الاعتصام، والتي تضم مستشفيات ميدانية.

ونفى المجلس العسكري السوداني فض اعتصام الخرطوم، قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ"البؤرة الإجرامية الخطرة".

وردا على فض الاعتصام، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" الجماهير إلى الخروج وإغلاق الشوارع والجسور بالحواجز والمتاريس دعما للثورة.

وخرجت مظاهرات بولاية القضارف شرقي البلاد رفضا لفض الاعتصام أمام مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم.

ووفق شهود عيان بينهم صحفيون محليون، اندلعت مظاهرات غاضبة بولاية القضارف تخللتها اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن، فيما أطلقت الأخيرة الرصاص الحي، ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص لم يتسن على الفور معرفة درجة خطورة إصاباتهم.

ووفق المصادر نفسها، احتشد الآلاف بسوق المدينة نفسها، مرددين شعارات رافضة لفض اعتصام الخرطوم بالقوة.

وحسب لجنة أطباء السودان المركزية، أسفر فض الاعتصام في الخرطوم عن مقتل 13 وإصابة 116 آخرين.

وأفاد الشهود بأن المعتصمين تفرقوا في أحياء الخرطوم، فيما لا تزال قوات حكومية حتى الساعة (13:00 ت.غ) تحاصر بعض المباني الحكومية والتعليمية المطلة أو المجاورة لساحة الاعتصام والتي تضم مستشفيات ميدانية.

ونفى المجلس العسكري السوداني فض اعتصام الخرطوم قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ"البؤرة الإجرامية الخطرة"

وردا على فض الاعتصام، دعا تجمع المهنيين السودانيين الجماهير إلى الخروج وإغلاق الشوارع والجسور بالحواجز والمتاريس دعما للثورة.

وعزلت قيادة الجيش الرئيس عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل/ نيسان الماضي بعد ثلاثين عاما في الحكم تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم في 6 أبريل/نيسان الماضي للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين قبل فضّه بالقوة صباح اليوم الاثنين.