التوتر يخيم على القدس وسط إغلاق وإضراب عام
القدس - يخيم التوتر على مدينة القدس الشرقية وسط اضراب عام احتجاجا على فرض السلطات الإسرائيلية إغلاقا على مخيم شعفاط للاجئين، ومواصلتها عملية واسعة للقبض على مهاجم جندية إسرائيلية قتلت قرب المخيم.
ولم تفتح المحال التجارية في البلدة القديمة والأسواق خارجها أبوابها، فيما أغلق شبان فلسطينيون شوارع البلدات المجاورة بالمكعبات الإسمنتية وحاويات النفايات.
وقالت نوال (50 عاما) بعدما اشترت الخبز من فرن في سوق المصرارة القريب من باب العامود، إن الإضراب جاء تضامنا مع مخيم شعفاط المحاصر منذ خمسة أيام، مشيرة إلى أن ابنتها تعيش هناك مع عائلتها، مضيفة "عندما تحدثت معها، قالت إن الوضع سيء".
وتابعت "أول من أمس، بينما كنت أتحدث معها عبر الهاتف كنت أسمع صوت إطلاق نار وقنابل غاز"، مضيفة "أردت الذهاب إليها من أجل إعطائها مواد تموينية لكنها قالت من يدخل لا يخرج".
وقتلت جندية إسرائيلية السبت في هجوم استهدف حاجزا يفصل مخيم شعفاط عن القدس الشرقية. وعلى الإثر ، بدأت عملية بحث ومطاردة واسعة للمنفذ الذي لا يزال طليقا حتى الآن.
وأغلقت القوات الإسرائيلية مداخل المخيم وتعطّلت المدارس والمراكز الطبية واندلعت اشتباكات بين شبّان فلسطينيين أشعلوا إطارات وألقوا حجارة، والقوات الإسرائيلية.
وتزامن الإغلاق في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية مع احتفال اليهود بعيد العرش الذي يستمر أسبوعا ويشهد تعزيزات للشرطة الإسرائيلية في أنحاء المدينة. كما تأتي هذه التطورات والتوترات قبل يومين من صلاة الجمعة والتي تشهد عادة مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين في محيط باحات الأقصى ومداخل المدينة.
وقتل جندي إسرائيلي آخر الثلاثاء قرب تجمّع شفي شمرون غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه أغلق الطرق في محيط مدينة نابلس ونصب الحواجز.
وقتلت القوات الإسرائيلية منذ الجمعة أربعة شبان في الضفة الغربية، وفق ما قالت وزارة الصحة الفلسطينية التي أعلنت الاثنين مقتل طفل (12 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها الشهر الماضي خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين.
وقتل منذ الربيع الماضي أكثر من 20 شخصا غالبيتهم من المدنيين داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة في هجمات نفذها فلسطينيون بعضهم من سكان إسرائيل، وقتل ثلاثة من المهاجمين خلالها.
وكثفت القوات الإسرائيلية ردا على الهجمات، عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية منذ مطلع العام الحالي، أكثر من 109 فلسطينيين بينهم نشطاء ومدنيون والصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة.
وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى مقتل 84 فلسطينيا منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2022 وحتى 20 سبتمبر/أيلول الماضي.
ويعيش نحو نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية، ومن بين هؤلاء نحو 200 ألف يقطنون في القدس الشرقية المحتلة.