التونسيات يتوشحن باللباس التقليدي في الاحتفال بعيدهن

تظاهرة خرجة حراير تونس تهدف إلى المحافظة على التراث وإحياء الهوية التونسية المتميزة بلباسها الأصيل.
لمسة وفاء للراحل الباجي قائد السبسي في هذه المناسبة
لباس تونسي تقليدي يحمل معان تاريخية أصيلة

تونس - تحتفل التونسيات في كل عام بعيدهن الـ63 الموافق لـ13 من أغسطس/آب من كل عام، حيث امتازت احتفالات أمس الثلاثاء بطابع تقليدي فريد يعكس أصالة تونسية خالصة.

واكتست الاحتفالات هذا العام طابعا خاصا حيث توشحن باللباس التقليدي، مرتديات 'السفساري' (لحاف أبيض حريري يغطي كامل الجسد) و'مريول فضيلة' (قميص تقليدي مخطط بأولن مختلفة) ومتزينات بالحلي التقليديو"الريحانة" وواضعات على رؤسهن 'الشاشية' (قبعة تقليدية حمراء اللون) أو أوشحة مزركشة.

وكانت عشرات النساء قد جُبن بلباسهن العريق وزينتهن التقليدية، أزقة المدينة العتيقة في تظاهرة "خرجة حرائر تونس"، التي أصبحت عادة سنوية دأبت على تنظيمها منذ 4 سنوات جمعية 'تراثنا' المستقلّة.

وانطلقت 'الخرجة' من سوق العطّارين، حيث تعبق رائحة العود والعنبر والبخور والعطور، فمرت بجامع الزيتونة المعمور ومن ثمّة سوق الصّناعات التقليدية، وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس مصحوبة بفرقة 'سلامية' (صوفيّة) أدت أغان تراثية على وقع 'البندير'.

وتأسست جمعية تراثنا في العام 2015 وهي تعنى بالتراث الثقافي، من خلال التعريف به والسعي للحفاظ عليه وتثمينه.

وقال زين العابدين بالحارث رئيس الجمعية إن "الخرجة لها العديد من المَعاني، اقتصادية لأن الهدف منها الإبقاء على حرفة حياكة السفساري، وخياطة الحرير حتى لا تندثر. كما أن لها أبعاد ثقافية  لأنها ترمز للحفاظ على التراث والهوية والخاصيّة التونسية".

وأضاف بالحارث "أردناه أيضا عيدا للمرأة بزيها الوطني وبلباس الأفراح التّونسية. كما أردنا من خلال هذه التظاهرة تكريم الرّئيس الراحل الباجي قائد السبسي، الذّي وافته المنية في 25 يوليو/تموز الماضي وأن تكون عبارة عن لمسة وفاء وتحية لروحه".

وقالت مريم السعيدي شاعرة وعضوة في جمعية تراثنا "نسعى عبر هذه التّظاهرة إلى المحافظة على التراث التونسي الذّي يجب أن لا يندثر".

واستطردت السعيدي "كما أطلقنا عليها اسم خرجة حراير تونس، لأننا نأمل في أن تتقلد المرأة التونسية أعلى المراتب، ولما لا تصل يوما ما إلى الحكم".

ولفتت نسرين حمزة منسقة العلاقات العامة بالجمعية ذاتها إلى أن "كل امرأة تونسية تفتخر بالسفساري التونسي (الحايك)، الذّي استمد رمزيته من كونه استخدم في السابق لمقاومة الاستعمار الفرنسي، فعديد الرجال من المقاومين تنكروا به. كما حُملت بداخله الأسلحة والمؤونة أيضا للمحاربين التونسيين".

وتحتفل تونس بعيد المرأة يوم 13 أغسطس/آب من كل سنة الذّي يوافق تاريخ إصدار قانون الأحوال الشخصية سنة 1956، التي سنت قوانين للأسرة تحوي تغيرات جوهرية من أهمها منع تعدد الزوجات وسحب القوامة من الرجل وجعل الطلاق بيد المحكمة عوضاً عن الرجل.