الجامعة العربية تدين تسليم سفارة اليمن في طهران للحوثيين

إيران تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي بتسليم مقر البعثة الدبلوماسية اليمنية في طهران والمباني التابعة لها إلى الميليشيات الحوثية.

القاهرة - أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء، اعتراف السلطات الإيرانية رسميا بتمثيل الميليشيات الحوثية لديها وتسليمها مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية في طهران والمباني التابعة لها وأموالها وممتلكاتها.

واعتبر الأمين العام للجامعة هذه الخطوة خروجاً فاضحاً عن الأعراف الدبلوماسية وانتهاكاً صريحاً لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة قرار 2216.

وأمس الثلاثاء، قالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني، استقبل إبراهيم الديلمي، حيث قدم الأخير أوراق اعتماده كسفير جديد لصنعاء لدى طهران.
واعتبرت وزارة الخارجية اليمنية التابعة للحكومة الشرعية أن الاعتراف الإيراني بالمسؤول الحوثي كسفير، "انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".
وأوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن الوزارة، قولها في بيان، إنها تدين وتستنكر تسليم إيران المقار الدبلوماسية التابعة لليمن في طهران لممثل عن جماعة الحوثي واعترافها به كسفير لليمن.
وحملت الخارجية اليمنية إيران المسؤولية عن تبعات هذا "الانتهاك الصارخ"، معتبرة أنه يؤكد "تورط إيران في دعم الحوثيين".

وأكدت أنها "ستتخذ كافة الإجراءات القانونية المناسبة للتعامل مع هذا السلوك الإيراني غبر المسؤول"، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانته

وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن مثل هذه الخطوة تعكس إصراراً إيرانياً على الإمعان في السلوك العدائي، بهدف زعزعة استقرار اليمن بما يترتب عليه من تهديد لأمن جيرانه.

وشدد المصدر على دعم الجامعة الكامل لكل ما تتخذه الحكومة اليمنية الشرعية من إجراءات قانونية وسياسية ملائمة للتصدي لهذا السلوك الإيراني حفاظاً على سيادتها واستقلالها، مشيراً إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، بمسئولياته في هذا الخصوص.

وفي أغسطس/آب الماضي أعلن المتمردون الحوثيون الموالون لإيران عن تعيين الديلمي "سفيرا" جديدا لليمن لدى طهران، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تسلّم أوراق اعتماده.

ويدير الديلمي قناة "المسيرة" الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان بدعم من إيران وحزب الله.

ويذكر أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قطع العلاقات مع إيران في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وأمر بإغلاق السفارة في طهران، بعدما اتهم النظام الإيراني بدعم الحوثيين عسكريا.

وفي الأشهر الأخيرة أصبحت إيران تتباهى بدعمها للحوثيين بعد أن كانت تنفي ذلك في السابق. وبعد لقائه المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في إيران منذ شهرين، أكد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامئني وقوفه إلى جانب الميليشيات التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء من البلاد منذ 2015.

ووصف الرئيس الإيراني انقلاب الحوثيين بـ"الثورة"، معتبرا مواقف قادتهم (الانقلابيون) "شجاعة تدعو إلى المفخرة والاعتزاز".